حوادث تثير الجدل في مصر: ضبط سائحين بتهمة التصوير العاري بالأهرامات وشاب اعتدى على سيدة بالشرقية
شهدت الأيام القليلة الماضية واقعتين منفصلتين أثارتا اهتمام الرأي العام في مصر، وسلطتا الضوء على جهود الأجهزة الأمنية في فرض القانون وحماية النظام العام والآداب. تمثلت الواقعة الأولى في إلقاء القبض على ثلاثة سائحين أجانب بتهمة التقاط صور غير لائقة بمنطقة أهرامات الجيزة، بينما تمثلت الثانية في ضبط شاب ظهر في مقطع فيديو وهو يعتدي بالصفع على سيدة في أحد شوارع محافظة الشرقية.

واقعة الأهرامات: انتهاك لحرمة المواقع الأثرية
أعلنت الأجهزة الأمنية المصرية، وتحديدًا شرطة السياحة والآثار، عن تمكنها من ضبط ثلاثة سائحين يحملون جنسية أجنبية أثناء قيامهم بأفعال تخالف الآداب العامة بمنطقة هضبة الأهرامات. وبحسب التحقيقات الأولية، قام المتهمون بالتقاط صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو لأنفسهم دون ارتداء ملابس، في سلوك يتنافى مع القوانين المصرية وقدسية المكان التاريخي.
وفور رصد الواقعة، تحركت السلطات المختصة على الفور وتمكنت من تحديد هوية المتهمين وإلقاء القبض عليهم. وقد وُجهت إليهم تهمة ارتكاب فعل فاضح علني، وهي تهمة يعاقب عليها القانون المصري. وأكدت وزارة السياحة والآثار في بيانات مشابهة لوقائع سابقة على رفضها التام لأي سلوكيات غير مسؤولة أو مهينة للحضارة المصرية وتراثها، مشددة على أن كل من يرتكب مثل هذه الأفعال سيتعرض للمساءلة القانونية الفورية والحاسمة لحماية المواقع الأثرية من أي انتهاك.
اعتداء الشرقية: غضب على وسائل التواصل الاجتماعي وتحرك أمني سريع
على صعيد آخر، انتشر مقطع فيديو بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي أظهر شابًا يعتدي بالصفع على وجه سيدة في الشارع بمحافظة الشرقية، مما أثار موجة عارمة من الغضب والاستنكار الشعبي. طالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة ضبط الجاني ومحاسبته على فعلته التي وصفوها بـ"المشينة" والتي تعكس تجرداً من الإنسانية والأخلاق.
واستجابةً لهذا الغضب الشعبي، كثفت مديرية أمن الشرقية جهودها لتحديد هوية المعتدي ومكان تواجده. وفي غضون ساعات قليلة، نجحت القوات الأمنية في إلقاء القبض عليه. تم تحرير محضر بالواقعة، وأُحيل الشاب المتهم إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق معه للوقوف على دوافع الاعتداء واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه. وقد أشاد المواطنون بسرعة استجابة وزارة الداخلية، مؤكدين على أهمية دور الرصد الإعلامي ومواقع التواصل في كشف الجرائم والمساهمة في تحقيق العدالة.
الأهمية والتداعيات
تعكس هاتان الحادثتان، على اختلاف طبيعتهما، جانبين مهمين من جهود الدولة في الحفاظ على الأمن والنظام. ففي قضية الأهرامات، تبرز أهمية حماية التراث الثقافي والتاريخي وفرض احترام القوانين المتعلقة بالآداب العامة، خاصة أمام الزوار الأجانب. أما في حادثة الشرقية، فيتجلى دور القانون في حماية المواطنين من العنف والبلطجة، وسرعة تجاوب الأجهزة الأمنية مع ما يثير قلق الرأي العام على المنصات الرقمية.
وتؤكد الإجراءات السريعة التي تم اتخاذها في كلتا القضيتين على رسالة واضحة مفادها عدم التهاون مع أي تجاوزات قانونية أو أخلاقية، سواء كانت تمسّ رموز الدولة التاريخية أو أمن وكرامة أفراد المجتمع.





