خبراء الموضة: الأناقة ترتبط بفهم ما يلائم كل مرحلة عمرية
في تصريحات حديثة تناولت جوهر الأناقة العصرية، أكد عدد من خبراء الموضة أن المظهر الأنيق لا يقتصر على مواكبة أحدث الصيحات، بل يرتكز بشكل أساسي على إدراك ووعي الفرد بما يتناسب مع مرحلته العمرية واحتياجات جسمه وشخصيته. هذا التوجه يسلط الضوء على مفهوم الأناقة كرحلة شخصية تتطور مع الزمن، وليس كقالب جاهز يُفرض على الجميع، وذلك ضمن توجه عالمي نحو الموضة المستدامة والشخصية التي تعكس الذات.

خلفية الموضوع: تطور مفهوم الأناقة الواعية
لطالما ارتبطت الموضة بالشباب والقدرة على متابعة التغيرات السريعة في عالم الأزياء، مما كان يفرض ضغوطاً على الأفراد، خاصة مع تقدم العمر، لمواكبة أنماط قد لا تناسبهم. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تحولاً ملحوظاً في هذا المفهوم، حيث بدأ التركيز ينصب على الاستدامة والأناقة الواعية التي تتجاوز مجرد اقتناء القطع الرائجة. برزت أصوات دعاة الموضة الشخصية الذين يؤكدون أن الأناقة الحقيقية تنبع من الثقة بالنفس والقدرة على اختيار ما يعكس الذات ويشعر الفرد بالراحة والتميز. هذا التحول يأتي في سياق مجتمعي أوسع يحتفي بالتنوع ويُقلل من ضغوط معايير الجمال الموحدة، ويدعو إلى فهم أعمق للجسد وتغيراته عبر السنين.
تأثير العمر على خيارات الموضة الرئيسية
يوضح الخبراء أن لكل مرحلة عمرية متطلباتها وتحدياتها الخاصة فيما يتعلق بالملابس. فما يناسب شاباً في العشرينات قد لا يكون الخيار الأمثل لشخص في الأربعينات أو الستينات، ليس فقط بسبب التغيرات الجسدية التي تؤثر على اختيار القصات والأقمشة، بل أيضاً بسبب اختلاف الأدوار الاجتماعية ونمط الحياة الذي يتبناه الفرد.
- مرحلة العشرينات والثلاثينات: تُعتبر هذه الفترة مرحلة التجريب والاستكشاف. ينصح الخبراء فيها بالانفتاح على الصيحات الجديدة واكتشاف الهوية الأسلوبية الشخصية. ومع ذلك، يجب الحرص على بناء خزانة أساسية تحتوي على قطع كلاسيكية يمكن الاعتماد عليها كقاعدة صلبة، مع التركيز على القطع التي يمكن تنسيقها بطرق مختلفة لتعزيز التنوع.
- مرحلة الأربعينات والخمسينات: يركز خبراء الموضة على أهمية الجودة والقطع المستثمرة في هذه المرحلة. يتميز الأسلوب بالنضج والرقي، مع تفضيل الأقمشة الفاخرة والقصات التي تبرز الأناقة دون مبالغة. يُشجع على دمج اللمسات العصرية بحكمة للحفاظ على إطلالة حيوية ومتجددة، والابتعاد عن القطع التي قد تبدو مبالغ فيها أو غير مناسبة لبيئة العمل أو المناسبات الاجتماعية.
- مرحلة الستينات وما بعدها: الأولوية هنا للراحة والعملية دون التضحية بالتميز. ينصح بالبحث عن الألوان التي تُضيء البشرة والقصات المريحة التي لا تُقيد الحركة. لا تزال الإكسسوارات الجريئة والراقية تلعب دوراً هاماً في إضفاء لمسة شخصية وفاخرة على المظهر، بينما يُفضل الابتعاد عن الملابس الضيقة جداً أو الفضفاضة بشكل مبالغ فيه.
نصائح عامة لأناقة عابرة للعصور
بصرف النظر عن العمر، هناك مبادئ أساسية للأناقة التي تبقى صالحة وتُعد بمثابة ركائز لخزانة ملابس موفقة. وتشمل هذه المبادئ، التي أكد عليها الخبير الاستشاري للموضة سامي الشريف في مقابلة نشرت بتاريخ 29 أكتوبر 2023، النقاط التالية:
- المقاس الصحيح: يُعد المقاس الملائم للملابس هو حجر الزاوية للأناقة، بغض النظر عن الثمن أو الماركة. الملابس الضيقة جداً أو الواسعة بشكل مبالغ فيه لا تعكس المظهر المرغوب.
- جودة الأقمشة: الاستثمار في الأقمشة الطبيعية عالية الجودة يضمن مظهراً أكثر رقياً وعمراً أطول للملابس، بالإضافة إلى شعور بالراحة يدوم طويلاً.
- فهم شكل الجسم: معرفة ما يناسب قوام كل فرد يساعد في اختيار القصات التي تبرز نقاط القوة وتخفي نقاط الضعف، مما يعزز من الثقة بالنفس.
- الألوان المناسبة: اختيار الألوان التي تتناغم مع لون البشرة والشعر والعينين يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً في الإشراقة العامة للمظهر.
- الإكسسوارات الذكية: يمكن للإكسسوارات المختارة بعناية أن تُحول أي إطلالة بسيطة إلى مظهر متكامل ومميز، مع الحرص على عدم المبالغة في استخدامها.
لماذا هذا الخبر مهم؟
تكتسب هذه النصائح أهمية خاصة في ظل الضغوط الاجتماعية المرتبطة بالمظهر و"الصورة المثالية" التي تروج لها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. فهم أن الأناقة ليست حكراً على الشباب أو على من يتبعون آخر صيحات الموضة بحذافيرها، يعزز من الثقة بالنفس ويشجع على التعبير عن الذات بطريقة أصيلة. كما يساهم في تبني سلوكيات استهلاكية أكثر وعياً، حيث يتم التركيز على اقتناء قطع تدوم وتناسب الفرد على المدى الطويل، بدلاً من الملاحقة المستمرة للجديد والزائل. هذا المنظور يُرسخ فكرة أن الأناقة هي انعكاس لشخصية الفرد ونضجه، وليست مجرد مظاهر خارجية مؤقتة، مما يقود إلى اختيار أزياء تمنح الفرد شعوراً بالراحة والتميز في كل مرحلة من حياته.





