خدعة مبتكرة من نيمار في ركلة حرة تثير الاهتمام بالدوري البرازيلي
في إحدى المباريات التي لا تزال عالقة في أذهان متابعي الكرة البرازيلية، قدم النجم نيمار دا سيلفا سانتوس جونيور لمحة فنية فريدة من نوعها خلال مواجهة جمعت فريقه السابق سانتوس بنادي فورتاليزا ضمن منافسات الدوري المحلي. تمثلت هذه اللمحة في محاولة تنفيذ ركلة حرة مباشرة بأسلوب مبتكر، وعلى الرغم من أنها لم تسفر عن هدف، إلا أنها عكست العقلية الإبداعية التي ميزت اللاعب منذ بداياته وأصبحت حديث الأوساط الرياضية.

تفاصيل الواقعة التكتيكية
شهدت المباراة، التي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1، حصول فريق سانتوس على ركلة حرة مباشرة من موقع استراتيجي خارج منطقة الجزاء. وبينما توقع الجميع تسديدة قوية ومباشرة من نيمار، المعروف بقدرته على التسجيل من الكرات الثابتة، فاجأ اللاعب الجميع بخطة منسقة مع زميله صانع الألعاب باولو هنريكي غانسو. بدأت الخدعة بتقدم نيمار نحو الكرة وكأنه سيسددها، لكنه قام بحركة تمويهية ومر من فوقها دون أن يلمسها.
بعد حركة نيمار، تدخل غانسو بلمسة خفيفة ودقيقة، دافعاً الكرة بضعة سنتيمترات إلى الأمام. هذه الحركة البسيطة غيرت من موقع الكرة الثابت وجعلتها متحركة، مما أربك حائط الصد وحارس المرمى الذين كانوا يستعدون لسيناريو مختلف تماماً. مباشرة بعد لمسة غانسو، انطلق نيمار مجدداً وسدد الكرة بقوة من موقعها الجديد، مستهدفاً استغلال عنصر المفاجأة. ورغم أن الفكرة كانت عبقرية في تصميمها، إلا أن حارس فورتاليزا كان يقظاً وتمكن من التصدي للكرة، حارماً سانتوس من هدف كان سيُسجل كأحد أذكى الأهداف في تاريخ البطولة.
السياق الفني وأهمية اللقطة
جاءت هذه المحاولة في وقت كان فيه نيمار يقود جيلاً ذهبياً لفريق سانتوس، حيث كان يعتبر أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم العالمية قبل انتقاله المرتقب إلى أوروبا. اشتهر نيمار في تلك الفترة ليس فقط بأهدافه ومراوغاته، بل بقدرته على تقديم حلول غير تقليدية في الملعب. وكانت شراكته مع غانسو تمثل نواة القوة الإبداعية للفريق، حيث كان التفاهم بينهما يسمح بتطبيق أفكار معقدة كتلك التي شوهدت في الركلة الحرة.
من الناحية القانونية، أثارت اللقطة تساؤلات حول مدى مطابقتها لقوانين اللعبة. لكن وفقاً للخبراء التحكيميين، فإن الحركة كانت قانونية تماماً. فالقانون يمنع اللاعب الذي ينفذ الركلة من لمس الكرة مرتين متتاليتين قبل أن يلمسها لاعب آخر. وبما أن غانسو هو من لمس الكرة بعد تمويه نيمار، أصبحت الكرة في حالة لعب، مما سمح لنيمار بالعودة وتسديدها بشكل قانوني. هذا الفهم العميق للقوانين واستغلالها تكتيكياً هو ما أضاف بعداً آخر لذكاء المحاولة.
الأثر والإرث
على الرغم من أن الكرة لم تعانق الشباك، إلا أن "خدعة نيمار" تركت أثراً كبيراً. فقد حظيت بتغطية إعلامية واسعة، وأشاد المحللون بالجرأة في التفكير خارج الصندوق. أظهرت اللقطة أن الركلات الثابتة ليست مجرد اختبار للقوة أو الدقة، بل يمكن أن تكون مسرحاً للذكاء والخداع التكتيكي. وقد ألهمت هذه المحاولة لاعبين وفرقاً أخرى حول العالم لتجربة أساليب مبتكرة في تنفيذ الكرات الثابتة، مما ساهم في تطور هذا الجانب من اللعبة. وبقيت هذه اللحظة محفورة في ذاكرة مشجعي اللاعب كدليل مبكر على العبقرية التي كانت ستتفتح بالكامل في الملاعب الأوروبية لاحقاً.