خطة تطوير محيط المتحف الكبير تشمل إعادة تأهيل منطقة نزلة السمان بالجيزة
في إطار استعدادات مصر للافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير، تنفذ الحكومة المصرية، ممثلة في محافظة الجيزة وجهات معنية أخرى، مشروعاً ضخماً لتطوير المنطقة المحيطة بالمتحف وهضبة الأهرامات. يمثل هذا المشروع تحولاً جذرياً للمشهد الحضري والعمراني في واحدة من أهم المناطق الأثرية في العالم، وتعد إعادة تأهيل منطقة نزلة السمان عنصراً محورياً ضمن هذه الخطة الشاملة.

خلفية المشروع وأهدافه
يأتي مشروع التطوير كجزء من رؤية استراتيجية أوسع لتعظيم القيمة السياحية والثقافية لمنطقة أهرامات الجيزة، التي عانت لسنوات من انتشار العشوائيات والتعديات التي أثرت سلباً على المظهر العام والتجربة السياحية. تهدف الخطة إلى إزالة كافة أشكال التشوه البصري، وتوفير بنية تحتية وخدمات حديثة تتناسب مع أهمية الموقع، وتحويل المنطقة بأكملها إلى مقصد سياحي عالمي متكامل يربط بين عظمة التاريخ المتمثل في الأهرامات وحداثة العرض المتحفي في المتحف المصري الكبير.
أبرز ملامح خطة التطوير
تتضمن الخطة متعددة الأوجه مجموعة من الإجراءات والإنشاءات التي تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة بالكامل. من أبرز هذه الملامح:
- تطوير شبكة الطرق والمحاور: إنشاء وتوسعة طرق رئيسية لتحسين حركة المرور وتسهيل وصول الزوار إلى المنطقة الأثرية والمتحف، مثل تطوير طريق الفيوم ومحور المنصورية وإنشاء نفق يربط بين الطرق الرئيسية.
- إزالة المباني المخالفة وغير المخططة: تنفيذ عمليات إزالة للعقارات والمنشآت الواقعة ضمن نطاق التطوير في نزلة السمان ومناطق مجاورة، والتي تُعتبر عائقاً أمام الرؤية البصرية للأهرامات أو تتعارض مع المخطط الجديد.
- إنشاء مناطق خدمية وسياحية: إقامة فنادق ومنتجعات سياحية حديثة، وبازارات ومطاعم مصممة وفق طابع معماري موحد يتماشى مع الهوية التاريخية للمكان، بالإضافة إلى توفير مواقف للمركبات والحافلات السياحية.
- تأسيس ممشى سياحي: تطوير ممشى يربط بين منطقة المتحف الكبير وهضبة الأهرامات، مما يتيح للزوار التنقل بسهولة ومتعة بين الموقعين الرئيسيين.
- زيادة المساحات الخضراء: تنفيذ أعمال تنسيق حضري واسعة تشمل زراعة الأشجار والنخيل لإنشاء حزام أخضر يحيط بالمنطقة ويعزز من قيمتها الجمالية.
التطورات الأخيرة والجدول الزمني
شهدت الأشهر الأخيرة، وتحديداً منذ أواخر عام 2023 ومطلع عام 2024، تسارعاً ملحوظاً في وتيرة تنفيذ المشروع. أكدت تصريحات المسؤولين في محافظة الجيزة أن العمل يجري على قدم وساق للانتهاء من المراحل الرئيسية قبل الافتتاح الرسمي للمتحف. وقد تم بالفعل إنجاز أجزاء كبيرة من أعمال إزالة العقارات المستهدفة، مع استمرار العمل في مشاريع البنية التحتية والإنشاءات الجديدة. لم يتم الإعلان عن موعد نهائي دقيق للانتهاء من كافة جوانب المشروع، إلا أنه مرتبط بشكل وثيق بالجدول الزمني لافتتاح المتحف.
التأثير على السكان والتعويضات
تعد عملية إعادة توطين وتعويض السكان المتأثرين من إزالة العقارات في نزلة السمان من أبرز جوانب المشروع. أكدت الحكومة المصرية مراراً أن جميع السكان الذين تم إخلاء عقاراتهم سيحصلون على تعويضات مالية واجتماعية عادلة. وقد تم تشكيل لجان متخصصة لتقييم قيمة العقارات المنزوعة ملكيتها وتحديد قيمة التعويضات المستحقة لكل أسرة، سواء كانوا ملاكاً أم مستأجرين، وذلك بهدف ضمان عدم تضرر أي من المواطنين جراء أعمال التطوير.
الأهمية الاستراتيجية للمشروع
يحمل مشروع تطوير منطقة الأهرامات أهمية استراتيجية كبرى لمصر. فعلى الصعيد الاقتصادي، من المتوقع أن يساهم في زيادة تدفقات السياحة الأجنبية بشكل كبير، مما يعزز إيرادات الدولة من العملة الصعبة ويوفر آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة. أما على الصعيد الدولي، فيمثل المشروع رسالة قوية حول اهتمام الدولة بالحفاظ على تراثها وتقديمه للعالم في أبهى صورة، مما يعزز مكانة مصر كوجهة ثقافية وسياحية رائدة على مستوى العالم.




