درة زروق في باريس: حديث خاص عن الموضة والفن وسط أجواء أسبوع الموضة
في لقاء حصري ومميز جرى مؤخرًا في العاصمة الفرنسية باريس، التقت مجلة "هي" بالنجمة التونسية المتألقة درة زروق. جاء هذا اللقاء في توقيت حيوي ومفعم بالحياة، حيث تزامنت زيارة درة مع فعاليات أسبوع الموضة الباريسي الشهير، مما أضفى على الحديث أجواءً خاصة ومثيرة. لم يكن اللقاء مجرد حوار تقليدي، بل تحول إلى دردشة عفوية وصادقة كشفت جوانب متعددة من شخصية النجمة، وتناولت شغفها بالموضة والفن، بالإضافة إلى لمحات من حياتها الشخصية التي قلما تشاركها مع الجمهور، مؤكدة على مكانتها كأيقونة تجمع بين الأناقة والإبداع.

لقاء عفوي في قلب الموضة
كانت باريس، مدينة النور والأناقة، الخلفية المثالية لهذا اللقاء الذي جمع بين النجمة درة وممثلي مجلة "هي". وسط الزخم الذي يرافق أسبوع الموضة العالمي، الذي يعد أحد أهم الأحداث في عالم الأزياء ويجذب المشاهير والمصممين من كل حدب وصوب، وجدت درة زروق نفسها في قلب العاصمة الفرنسية لأسباب تتجاوز الأضواء والفعاليات الرسمية. فقد كشفت النجمة خلال الحوار أن زيارتها هذه المرة لباريس كانت تحمل طابعًا شخصيًا عميقًا، إذ جاءت برفقة زوجها للاحتفال بمناسبة خاصة جدًا وهي عيد ميلاده، وهو ما أضفى على وجودها بعدًا إنسانيًا وعاطفيًا بعيدًا عن بريق الشهرة والأضواء التي غالبًا ما تحيط بحياة النجوم.
تميز اللقاء بعفويته وبساطته، حيث لم تتردد درة في التعبير عن مشاعرها وتفاصيل اهتماماتها بحرية تامة. من أبرز اللحظات التي عكست هذا الجانب الإنساني والعفوي هو غناؤها لمقطع من أغنية "لا في أون روز" (La Vie en Rose) للمطربة الفرنسية الأسطورية إديث بياف. وقد اعترفت درة أن هذه الأغنية تحديدًا تعد من أغانيها الفرنسية المفضلة، مما كشف عن ذوقها الفني الرفيع وحبها للموسيقى الكلاسيكية التي تتجاوز حدود اللغات والثقافات. هذه اللحظة العفوية أظهرت جانبًا غير متوقع من درة، بعيدًا عن أدوارها التمثيلية المعهودة، وقربتها أكثر من جمهورها، مؤكدة على مدى تأثرها وتفاعلها مع الفن بكل أشكاله.
درة والموضة: من الأناقة الشخصية إلى "ميزون درة"
لطالما اعتبرت درة زروق أيقونة للموضة والأناقة في العالم العربي، وتُعرف بذوقها الرفيع واختياراتها المميزة في الأزياء التي تظهر بها في المناسبات العامة وعلى السجادة الحمراء. خلال حديثها في باريس، كشفت النجمة عن فلسفتها الخاصة في الموضة، مؤكدة أنها من محبات الستايل الكاجوال والمريح. هذه الفلسفة تعكس توجهًا عمليًا ومعاصرًا، يجمع بين الأناقة والراحة، وهو ما يتماشى مع طبيعة حياتها المزدحمة كفنانة وشخصية عامة تتنقل بين الأدوار والفعاليات المختلفة. أشارت درة إلى أنها لا تتسوق بعشوائية، بل تتبع نهجًا مدروسًا في اختياراتها. ففي كل موسم، تنتقي بعناية قطعًا محددة من العلامات التجارية التي تفضلها والتي تتوافق مع ذوقها ومبادئها في الأناقة المستدامة والواعية، بعيدًا عن التكلف والمبالغة.
لم يكتمل الحديث عن الموضة دون التطرق إلى مشروعها الخاص وعلامتها التجارية "ميزون درة" (Maison Dorra). هذه العلامة، التي تحمل بصمات شخصيتها وتعبّر عن رؤيتها الجمالية، تعكس رؤيتها للموضة بأسلوب يجمع بين الأنوثة والكلاسيكية. "ميزون درة" ليست مجرد خط أزياء، بل هي امتداد لجمالية درة الفنية والشخصية، وتقدم قطعًا تتسم بالرقي والجاذبية، مصممة للمرأة التي تبحث عن الأناقة الخالدة والتفرد في إطلالاتها. يمثل هذا المشروع خطوة مهمة في مسيرة درة المهنية، حيث تنتقل من مجرد محبة للموضة ومتابعة لأحدث صيحاتها، إلى مصممة ورائدة أعمال في هذا المجال، مما يضيف بعدًا جديدًا لمسيرتها المتنوعة ويبرز قدرتها على الإبداع في مجالات مختلفة.
تُظهر هذه الجهود كيف أن درة لا تكتفي بكونها وجهًا إعلانيًا للأزياء، بل تسعى لتقديم رؤيتها الخاصة وتأثيرها في هذا القطاع الحيوي. يعكس تأسيس "ميزون درة" فهمها العميق لسوق الموضة ورغبتها في ترك بصمة إبداعية تتجاوز حدود التمثيل. وتؤكد هذه العلامة على أن الموضة بالنسبة لدرة ليست مجرد أزياء ترتديها، بل هي جزء لا يتجزأ من هويتها الفنية والثقافية، وطريقة للتعبير عن الذات والإبداع، وتجسيد لمبادئها في الأناقة التي تجمع بين الرقي والبساطة.
الفن والحياة: جوانب من شخصية النجمة
يتشابك الفن والموضة في حياة درة زروق بشكل عضوي، فكلاهما وسيلة للتعبير عن الجمال والإبداع وإيصال رسائل معينة للجمهور. حديثها عن الفن لم يقتصر على التمثيل الذي برعت فيه على مدار سنوات طويلة، بل امتد ليشمل تقديرها العميق للموسيقى الكلاسيكية الفرنسية كما تجلى في غنائها العفوي لبياف. هذه اللحظات تلقي الضوء على جانب أعمق من شخصية النجمة، حيث يمثل الفن مصدر إلهام لها في حياتها المهنية والشخصية، ويغذي روحها الإبداعية. إن قدرتها على دمج هذه الاهتمامات المتنوعة، من التمثيل إلى الموضة إلى الموسيقى، يشكل لوحة غنية تعكس شخصيتها متعددة المواهب والاهتمامات الثقافية.
كما كشف اللقاء عن أهمية التوازن بين الحياة المهنية المليئة بالأضواء والشهرة والحياة الشخصية الهادئة والخاصة. إن قرار درة بقضاء عيد ميلاد زوجها في باريس، بعيدًا عن أجواء العمل الصارمة والمشغولة التي تلازمها عادة، يؤكد على أولوياتها واهتمامها البالغ بالحفاظ على روابطها الأسرية والعائلية. هذا الجانب يعطي جمهورها لمحة عن الإنسانة خلف النجمة، ويجعلها أكثر قربًا وتأثيرًا، إذ يرى فيها المعجبون قدوة تجمع بين النجاح المهني والاهتمام بالجانب الإنساني والعائلي.
أهمية اللقاء وتأثيره
يكتسب هذا اللقاء أهمية خاصة لعدة أسباب. أولاً، يقدم لجمهور درة ومحبيها رؤى فريدة حول حياتها واهتماماتها خارج أدوارها التمثيلية. فمعرفة تفاصيل حول ذوقها في الموضة، أو السبب الشخصي لزيارتها لباريس، يعزز الارتباط بين النجمة ومعجبيها ويجعلها تبدو أكثر واقعية وإنسانية، بعيدًا عن الصورة المثالية التي قد تظهر بها على الشاشات.
ثانياً، يبرز اللقاء العلاقة الوثيقة بين الفن والموضة، وكيف يمكن للفنان أن يكون له تأثير كبير في كلا المجالين. عبر "ميزون درة"، تضع النجمة بصمتها الخاصة في عالم الأزياء، مستفيدة من مكانتها الفنية وشخصيتها المؤثرة كقدوة للأناقة. هذا التفاعل بين الشهرة، الفن، وريادة الأعمال في الموضة هو نموذج ملهم لكثير من الشباب الطموح الذي يسعى للجمع بين شغفه وإبداعه.
وفي الختام، يمثل هذا الحوار نافذة على الجوانب المتعددة لشخصية درة زروق، ويؤكد على مكانتها كواحدة من أبرز النجمات العربيات اللواتي يجمعن بين الموهبة الفنية الأصيلة والأناقة الملهمة، مع قدرة عالية على الموازنة بين الحياة العامة والخاصة ببراعة واقتدار، مما يجعلها شخصية مؤثرة بكل المقاييس.





