دويتو "مصر وطن السلام" يجمع آمال ماهر وحمزة نمرة بحضور الرئيس السيسي
في حدث فني بارز أقيم في مارس 2023، قدم اثنان من أبرز نجوم الغناء في مصر، الفنانة آمال ماهر والفنان حمزة نمرة، ديو غنائياً وطنياً بعنوان "مصر وطن السلام". جاء هذا الأداء خلال احتفالية "وطن السلام" التي أقيمت على مسرح دار الأوبرا الجديدة بمدينة الثقافة والفنون في العاصمة الإدارية الجديدة، وشهدت حضوراً رفيع المستوى تقدمه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

تفاصيل الحدث والعمل الفني
أقيمت الاحتفالية في سياق تدشين عدد من المشاريع القومية الكبرى، وعلى رأسها مدينة الثقافة والفنون التي تعد صرحاً ثقافياً ضخماً يهدف إلى تعزيز المشهد الفني في مصر. ويمثل اختيار دار الأوبرا الجديدة لإقامة هذا الحدث الهام تسليطاً للضوء على البنية التحتية الثقافية الحديثة التي تشكل جزءاً من رؤية الدولة للمستقبل. وقد تم تصميم الحفل ليكون بمثابة عرض للقوة الناعمة المصرية، جامعاً بين الفن والرسائل الوطنية.
أما أغنية "مصر وطن السلام"، فقد تم إنتاجها خصيصاً لهذه المناسبة. وحملت كلماتها وألحانها رسائل تتمحور حول الوحدة الوطنية، وتاريخ مصر كأرض للأمان والسلام، مع إبراز الإنجازات الحديثة. وقد صُمم اللحن ليجمع بين الطابع الأوركسترالي الفخم الذي يتناسب مع صوت آمال ماهر، واللمسات العصرية التي تعكس أسلوب حمزة نمرة.
تعاون فني يجمع بين أسلوبين مختلفين
شكل التعاون بين ماهر ونمرة مفاجأة للعديد من المتابعين، نظراً للاختلاف الواضح في الأسلوب الفني لكل منهما. فالفنانة آمال ماهر تُعرف بأنها واحدة من أقوى الأصوات في العالم العربي، وتتبع المدرسة الطربية الكلاسيكية، معتمدة على الأداء الصوتي القوي والألحان الشرقية الأصيلة. وقد أكسبها ذلك مكانة مرموقة لدى جمهور يقدر الفن الراقي.
على الجانب الآخر، يمثل حمزة نمرة جيلاً جديداً من الفنانين، حيث يعتمد على موسيقى البوب والفولك البديلة، مع كلمات تعبر عن قضايا اجتماعية وإنسانية تلامس الشباب بشكل مباشر. هذا التباين بين الأسلوبين جعل من الديو جسراً فنياً رمزياً يجمع بين أصالة الطرب وحداثة الموسيقى المعاصرة، في إشارة إلى وحدة الأجيال الفنية المختلفة تحت مظلة حب الوطن.
الأهمية والدلالات
تجاوزت هذه المشاركة كونها مجرد أداء فني، وحملت دلالات مهمة لكلا الفنانين. بالنسبة لآمال ماهر، جاءت هذه الإطلالة لتعزز عودتها القوية إلى الساحة الفنية بعد فترة من الغياب، وأكدت من جديد مكانتها كصوت مصري أصيل يحظى بتقدير رسمي وشعبي. أما بالنسبة لحمزة نمرة، الذي ارتبطت أعماله في أوقات سابقة بتناول قضايا شبابية واجتماعية، فقد مثلت مشاركته في حدث رسمي بهذا الحجم، وبحضور رئيس الدولة، مرحلة جديدة في مسيرته، اعتبرها البعض تقارباً مع المؤسسات الثقافية الرسمية في البلاد.
بشكل أوسع، عكس الحدث بأكمله استراتيجية الدولة في استخدام الفن والثقافة كأدوات لتعزيز الهوية الوطنية والترويج لمشروعاتها الكبرى. إن إقامة احتفالية بهذا المستوى في العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الرئيس، وبمشاركة نجوم من أجيال ومدارس فنية مختلفة، يبعث برسالة مفادها أن الدولة تدعم الفن الذي يوحد المصريين ويبرز الوجه الحضاري لمصر الجديدة.





