ديربي لندن: توتنهام لتأكيد الصدارة وتشيلسي لاستعادة التوازن
في مواجهة دراماتيكية حافلة بالأحداث، شهدها ملعب توتنهام هوتسبير يوم الإثنين 6 نوفمبر 2023، تمكن نادي تشيلسي من تحقيق فوز كبير على مضيفه توتنهام بنتيجة 4-1، في مباراة شهدت طرد لاعبين من أصحاب الأرض، وأهدافاً أُلغيت بتقنية الفيديو، وإصابات مؤثرة. أنهى هذا الانتصار سلسلة عدم الهزيمة لتوتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، ومنح دفعة معنوية هامة لفريق تشيلسي ومدربه ماوريسيو بوتشيتينو في عودته الأولى لملعب فريقه السابق.

خلفية المواجهة
دخل توتنهام المباراة وهو متربع على صدارة الدوري، حيث قدم الفريق بداية موسم استثنائية تحت قيادة مدربه الجديد أنجي بوستيكوغلو، ولم يتذوق طعم الهزيمة في أول عشر جولات. كان الفريق يسعى لتحقيق الفوز من أجل استعادة قمة الترتيب من مانشستر سيتي وتأكيد مكانته كمنافس حقيقي على اللقب. في المقابل، كان تشيلسي يعاني من تذبذب في النتائج والأداء، ويحتل مركزاً في وسط الترتيب. كانت المباراة تمثل أهمية خاصة لمدربه بوتشيتينو، الذي قاد توتنهام سابقاً لسنوات ناجحة، وكان يأمل في تحقيق نتيجة إيجابية تعيد فريقه إلى المسار الصحيح.
أحداث المباراة الدراماتيكية
بدأت المباراة بوتيرة سريعة ومثيرة، حيث نجح توتنهام في افتتاح التسجيل مبكراً في الدقيقة السادسة عبر تسديدة من ديان كولوسيفسكي ارتطمت بمدافع تشيلسي وغيرت اتجاهها إلى الشباك. لكن سرعان ما انقلبت الأوضاع، حيث شهدت الدقائق التالية سلسلة من القرارات التحكيمية الحاسمة التي غيرت مجرى اللقاء. ألغت تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) هدفين لتشيلسي، الأول لرحيم سترلينغ بداعي لمسة يد، والثاني لمويسيس كايسيدو بسبب وجود حالة تسلل.
جاءت نقطة التحول الكبرى في الدقيقة 33 عندما ارتكب مدافع توتنهام، كريستيان روميرو، تدخلاً عنيفاً على إنزو فرنانديز داخل منطقة الجزاء، ليحصل على بطاقة حمراء مباشرة ويحتسب الحكم ركلة جزاء. نجح كول بالمر في ترجمة ركلة الجزاء إلى هدف التعادل لتشيلسي. وزادت متاعب توتنهام بإصابة اثنين من أبرز لاعبيه، جيمس ماديسون وميكي فان دي فين، اللذين غادرا الملعب قبل نهاية الشوط الأول.
تكتيك جريء ونهاية قاسية
في الشوط الثاني، تفاقم الوضع بالنسبة لتوتنهام بعد حصول الظهير ديستني أودوجي على البطاقة الصفراء الثانية وطرده في الدقيقة 55، ليكمل فريقه المباراة بتسعة لاعبين فقط. على الرغم من النقص العددي الكبير، اتخذ المدرب بوستيكوغلو قراراً تكتيكياً جريئاً وغير متوقع باللعب بخط دفاع متقدم جداً، في محاولة لإيقاع مهاجمي تشيلسي في مصيدة التسلل. نجحت هذه الاستراتيجية في البداية، لكنها تركت مساحات شاسعة خلف المدافعين.
استغل تشيلسي هذه المساحات في نهاية المطاف، حيث تمكن المهاجم نيكولاس جاكسون من كسر مصيدة التسلل في الدقيقة 75 ليسجل الهدف الثاني لفريقه. ومع استمرار توتنهام في محاولاته الهجومية رغم النقص العددي، أضاف جاكسون هدفين آخرين في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، ليكمل ثلاثية "هاتريك" شخصية ويحسم المواجهة بفوز عريض لفريقه.
التداعيات والنتائج
كانت لهذه النتيجة تداعيات مهمة على الفريقين. بالنسبة لتوتنهام، مثلت الهزيمة نهاية لسجله الخالي من الخسائر، وأفقدته صدارة الترتيب، بالإضافة إلى معاناته من غياب لاعبين أساسيين بسبب الإيقاف والإصابة في المباريات المقبلة. أما بالنسبة لتشيلسي، فقد كان الفوز بمثابة دفعة قوية، ليس فقط من حيث النقاط الثلاث التي حسنت من موقعه في الجدول، ولكن أيضاً من حيث الروح المعنوية والثقة التي اكتسبها الفريق تحت قيادة بوتشيتينو بعد انتصار كبير في ديربي لندني صعب.





