رئيس الوزراء يؤكد نمو قطاع الاتصالات بنسبة 14-16% سنوياً
صرح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، في تصريحات حديثة، بأن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يشهد نمواً سنوياً ملحوظاً يتراوح بين 14% إلى 16%. جاء هذا الإعلان خلال فعاليات الدورة السادسة من المعرض والمؤتمر الدولي للنقل الذكي واللوجستيات والصناعة (TransMEA2025)، حيث شدد رئيس الوزراء على الدور المحوري لهذا القطاع في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في البلاد.

سياق الإعلان والأهمية الاقتصادية
يُعد النمو المستدام في قطاع الاتصالات مؤشراً قوياً على فعالية الاستراتيجيات الحكومية الهادفة إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية وتحفيز التحول الرقمي الشامل. أكد الدكتور مدبولي أن انعقاد مؤتمرات بحجم TransMEA2025 يمثل جزءاً لا يتجزأ من مساعي مصر لبناء أسس متينة لرؤيتها التنموية الشاملة. يعتبر قطاع الاتصالات، بفضل حيويته وقدرته على الابتكار، دعامة أساسية تدعم التطور في مجالات النقل الذكي واللوجستيات والصناعة، وهي جميعها محاور رئيسية يتناولها المؤتمر وتستفيد من التطور التكنولوجي.
تكمن الأهمية الاقتصادية لهذه الأرقام في كونها تعكس استثماراً ناجحاً في قطاع حيوي، قادر على خلق فرص عمل جديدة وجذب الاستثمارات الأجنبية، فضلاً عن تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والشركات. هذا النمو يعزز قدرة مصر التنافسية على الساحة الإقليمية والدولية في مجالات الاقتصاد الرقمي.
قطاع الاتصالات ورؤية مصر 2030
أوضح رئيس الوزراء أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو أحد البناء الأصيل والقطاعات الرئيسية ضمن رؤية مصر 2030، التي تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة. يرتكز جزء كبير من هذه الرؤية على الرقمنة والابتكار التكنولوجي، حيث يلعب قطاع الاتصالات دوراً محورياً في دعم الأهداف الاستراتيجية للدولة في بناء مدن ذكية، تطوير خدمات حكومية رقمية، وتحديث البنية التحتية العامة لتواكب المتطلبات المستقبلية.
إن تحقيق معدلات نمو تتراوح بين 14% و16% سنوياً ليس مجرد أرقام إحصائية، بل هو دليل على الجهود المبذولة لتعزيز الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة وتوفير بيئة جاذبة للشركات العاملة في هذا المجال. هذه الجهود تسهم مباشرة في تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية مصر 2030، لا سيما في شقها المتعلق بالتحول إلى مجتمع رقمي واقتصاد معرفي قادر على المنافسة عالمياً.
دعائم الاقتصاد المصري الأربعة
شدد الدكتور مدبولي على أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يمثل واحداً من أربعة قطاعات رئيسية يقوم عليها الاقتصاد المصري، إلى جانب:
- الصناعة: التي تعتمد بشكل متزايد على الأتمتة والرقمنة لزيادة الكفاءة والإنتاجية وتحسين جودة المنتجات.
- الزراعة: حيث تساهم التكنولوجيا الرقمية في تطوير الزراعة الذكية وتحسين إدارة الموارد المائية والأراضي، مما يعزز الأمن الغذائي.
- السياحة: التي تستفيد من التقنيات الحديثة في التسويق والحجوزات وتقديم تجارب سياحية مبتكرة ومخصصة للزوار.
- الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: كقطاع مستقل بذاته ومحفز للنمو والابتكار في القطاعات الثلاثة الأخرى.
إن الترابط والتكامل بين هذه القطاعات الأربعة يخلق نظاماً اقتصادياً متكاملاً، حيث يدعم نمو قطاع الاتصالات التطور في القطاعات الأخرى، مما يؤدي إلى تعزيز المرونة الاقتصادية الشاملة للبلاد وقدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية بفاعلية.
التطورات الأخيرة والتأثير المستقبلي
يشير هذا النمو القوي والمستمر في قطاع الاتصالات إلى استمرار التوسع في البنية التحتية للإنترنت عريض النطاق، وزيادة الاعتماد على الخدمات الرقمية في مختلف جوانب الحياة اليومية والاقتصادية. هذا التوجه يسهم في تعزيز الشمول المالي الرقمي، وتسهيل الوصول إلى المعلومات والخدمات، وفتح آفاق جديدة للابتكار وريادة الأعمال عبر المنصات الرقمية.
من المتوقع أن يواصل قطاع الاتصالات دوره كقاطرة للنمو الاقتصادي، مع استمرار الاستثمار في تقنيات الجيل الخامس (5G)، وتطوير حلول الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الأمن السيبراني. هذه التطورات ستكون حاسمة في تحقيق الأهداف الطويلة الأمد لمصر في بناء اقتصاد مستدام ومنافس عالمياً، يدعمه قطاع اتصالات قوي ومتطور.




