في خطوة تعكس التزام الحكومة المصرية بتعزيز مكانتها كمركز إقليمي رائد في صناعة التعهيد وتصدير الخدمات الرقمية، شهد رئيس الوزراء في فعاليات القمة العالمية لصناعة التعهيد توقيع عدد كبير من مذكرات التفاهم الاستراتيجية. هذه الاتفاقيات، التي أبرمت بين هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA) و55 شركة عالمية ومحلية رائدة، من المتوقع أن توفر أكثر من 70 ألف فرصة عمل جديدة، ما يمثل دفعة قوية للاقتصاد الوطني وسوق العمل.
خلفية وأهمية قطاع التعهيد والخدمات الرقمية
يُعد قطاع التعهيد وتصدير الخدمات الرقمية أحد الركائز الأساسية في استراتيجية التنمية الاقتصادية لمصر. فالتعهيد، الذي يشمل خدمات تكنولوجيا المعلومات ومعالجة الأعمال (BPO) وخدمات الدعم الفني وتطوير البرمجيات وغيرها، يوفر فرصًا هائلة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر وتوليد العملات الصعبة. تسعى مصر، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، وقاعدة الشباب المتعلم، وتوفر الكفاءات اللغوية المتعددة، إلى ترسيخ مكانتها كوجهة جاذبة للشركات العالمية الباحثة عن حلول تعهيد فعالة وذات جودة عالية.
كما أن دعم هذا القطاع يتوافق مع رؤية مصر 2030 للتحول الرقمي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة. تعمل الحكومة المصرية، من خلال جهود هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA)، على تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار عبر توفير حوافز ضريبية، ودعم تطوير البنية التحتية الرقمية، والاستثمار في بناء القدرات البشرية من خلال برامج التدريب المتخصصة لتلبية احتياجات السوق العالمي والمحلي المتزايدة.
تفاصيل الاتفاقيات الجديدة
تضمنت الاتفاقيات التي شهدها رئيس الوزراء توقيع عقود ومذكرات تفاهم مع 55 شركة، تنوعت بين كيانات عالمية عملاقة وشركات محلية واعدة، مما يعكس الثقة المتزايدة في البيئة الاستثمارية المصرية. تهدف هذه الشراكات إلى تعزيز القدرات التنافسية للقطاع في مصر، وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة ليشمل مجالات أوسع في الخدمات الرقمية وتصديرها. من المتوقع أن تغطي هذه الاتفاقيات مجموعة واسعة من الخدمات، بما في ذلك:
- خدمات مراكز الاتصال متعددة اللغات.
- تطوير البرمجيات والحلول التكنولوجية المتخصصة.
- خدمات معالجة العمليات التجارية (BPO).
- خدمات البحث والتطوير في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.
- خدمات الأمن السيبراني والتحليلات البيانية.
التوقيع على هذه المذكرات يُعد خطوة تنفيذية لخطط التوسع الطموحة في القطاع، ويؤكد على دور هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات كذراع رئيسي للحكومة في جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية ودعم نمو الشركات العاملة في هذا المجال الحيوي.
التأثير الاقتصادي والاجتماعي المرتقب
يُعد الوعد بتوفير أكثر من 70 ألف فرصة عمل جديدة أحد أبرز النتائج الإيجابية لهذه الاتفاقيات. ستقدم هذه الوظائف فرصًا للشباب المصري، وتساعد في خفض معدلات البطالة، وتدعم نمو الطبقة الوسطى. علاوة على ذلك، فإن هذه الفرص لا تقتصر على الوظائف الأساسية، بل تمتد لتشمل أدوارًا تتطلب مهارات متقدمة في مجالات التكنولوجيا، مما يساهم في رفع مستوى الكفاءات وتطوير الخبرات المحلية.
على الصعيد الاقتصادي الأوسع، من المتوقع أن تساهم هذه الاتفاقيات في زيادة حجم الصادرات المصرية من الخدمات الرقمية، وبالتالي تعزيز الإيرادات من العملات الأجنبية. كما أنها ستعزز من مكانة مصر على خريطة الاستثمار العالمي، وتشجع المزيد من الشركات على النظر إلى مصر كمركز للابتكار والإنتاج في قطاع التعهيد. هذا التوسع ليس مجرد نمو كمي، بل هو نمو نوعي يعزز من قدرة مصر على المنافسة في الأسواق العالمية ويدعم تحولها نحو اقتصاد أكثر تنوعاً ومرونة.
تعكس هذه التطورات التزام الحكومة المصرية المستمر بدعم قطاع التكنولوجيا والابتكار، ووضع إطار عمل يسمح للشركات بالازدهار والمساهمة بفعالية في التنمية الشاملة للبلاد.





