رسميًا: بيراميدز يستضيف التأمين الإثيوبي ذهابًا وإيابًا في القاهرة بدوري أبطال أفريقيا
في تطور حديث ومهم في مسابقة دوري أبطال أفريقيا، أُعلن رسميًا عن قرار استضافة نادي بيراميدز المصري لمواجهتي الذهاب والإياب ضد نظيره نادي التأمين الإثيوبي في دور الـ32 من البطولة. ستقام كلتا المباراتين على ملاعب في العاصمة المصرية القاهرة، وذلك بعد تنسيق مكثف بين الناديين والاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف).

يأتي هذا القرار بعد أن رفض الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الملعب المخصص لنادي التأمين الإثيوبي في العاصمة أديس أبابا، بسبب عدم استيفائه للمعايير والمتطلبات التنظيمية والفنية التي يحددها "كاف" لاستضافة مباريات دوري أبطال أفريقيا في مراحلها المتقدمة. ويعكس هذا الترتيب الاستثنائي ضرورة التكيف مع ظروف البنية التحتية القائمة في بعض الدول الأفريقية لضمان استمرارية البطولة.
خلفية القرار ومعايير "كاف"
تضع لوائح الاتحاد الأفريقي لكرة القدم معايير صارمة للملاعب التي تستضيف مباريات البطولات القارية، تشمل جودة أرضية الملعب، سعة المدرجات، مرافق غرف تغيير الملابس، الإضاءة، الأمن، والمنشآت الإعلامية والطبية. تهدف هذه المعايير إلى ضمان سلامة اللاعبين والجماهير، وتوفير تجربة احترافية تليق بسمعة البطولة. غالبًا ما تواجه الأندية من بعض الدول الأفريقية تحديات في تلبية هذه المتطلبات، مما يؤدي إلى نقل مبارياتها إلى ملاعب محايدة أو، كما في هذه الحالة، استضافة كلا الطرفين في بلد الفريق المنافس.
بالنسبة لنادي التأمين الإثيوبي، فإن عدم مطابقة ملعبه للمواصفات المطلوبة فرض هذا الحل البديل، والذي تم الاتفاق عليه بالتراضي بين الأطراف المعنية. هذا الإجراء ليس الأول من نوعه في تاريخ بطولات "كاف"، حيث سبق وأن اتخذت قرارات مشابهة لضمان سير المباريات دون تعطيل.
تداعيات وتأثيرات القرار
لا شك أن هذا القرار سيحمل تداعيات متباينة على كلا الناديين. بالنسبة لنادي بيراميدز، يُعتبر استضافة مباراتي الذهاب والإياب ميزة كبيرة. فالفريق لن يضطر للسفر خارج القاهرة، مما يوفر عليه عناء الإرهاق الناتج عن الرحلات الطويلة وتغيير الأجواء، ويسمح للاعبين بالتركيز الكامل على الجانب الفني. كما سيلعب الفريق على أرضه ووسط جماهيره، وإن كانت المباراة الأولى قد تكون رسمياً مباراة الفريق الإثيوبي، إلا أن الأجواء المصرية ستكون سائدة في كلتا المواجهتين. هذا يعزز من فرص بيراميدز في تحقيق نتيجة إيجابية تؤهله للدور التالي.
على الجانب الآخر، يواجه نادي التأمين الإثيوبي تحديًا لوجستيًا ومعنويًا كبيرًا. فالفريق سيخوض مباراتين حاسمتين بعيدًا عن أرضه وجماهيره، مما يفقده ميزة الدعم الجماهيري المعتاد. كما سيتحمل أعباء السفر والإقامة لفترة أطول في القاهرة. ورغم أن الاتفاق قد يشمل تسهيلات معينة، إلا أن غياب "الروح المعنوية للملعب البيتي" يمثل عقبة إضافية أمام طموحات الفريق الإثيوبي في هذه البطولة القارية المرموقة.
طموحات الناديين في البطولة
يشارك نادي بيراميدز في دوري أبطال أفريقيا بطموحات كبيرة، حيث يُعد من الأندية المصرية البارزة التي استثمرت بشكل كبير في بناء فريق قوي قادر على المنافسة على الألقاب المحلية والقارية. يسعى النادي لتحقيق أقصى تقدم ممكن في البطولة، مستفيدًا من خبرة لاعبيه المحترفين ومدربه. هذه المواجهة تمثل خطوة أولى نحو تحقيق هذا الهدف، واللعب على أرضه في كلتا المباراتين يعطيه دفعة معنوية إضافية.
أما نادي التأمين الإثيوبي، فتمثل مشاركته في دور الـ32 فرصة لاكتساب الخبرة والاحتكاك بمستويات كروية أعلى. ورغم التحديات اللوجستية، فإن الفريق سيسعى لتقديم أداء مشرف يعكس قدراته، وقد يعتبر هذه التجربة فرصة قيمة لتطوير لاعبيه وتحضيرهم للمشاركات المستقبلية. الهدف بالنسبة لهم قد يكون إثبات الذات وتقديم مباراة قوية رغم الظروف.
الجدول الزمني والتنسيق بين الأطراف
من المتوقع أن تُحدد المواعيد النهائية للمباراتين قريبًا، ضمن الأجندة الزمنية لدور الـ32 في دوري أبطال أفريقيا. تم التنسيق بين إدارتي الناديين ومسؤولي "كاف" لترتيب جميع الجوانب اللوجستية، بما في ذلك الملاعب المحددة في القاهرة، وتسهيلات الإقامة والتدريب للفريق الإثيوبي. يحرص الاتحاد الأفريقي على ضمان سير البطولة بسلاسة، حتى في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تتطلب مرونة وتنسيقًا عاليين بين الأطراف المعنية.
إن قرار استضافة القاهرة لمباراتي الذهاب والإياب بين بيراميدز والتأمين الإثيوبي يؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه الملاعب المعتمدة ومعايير الاتحاد الأفريقي في تنظيم البطولات القارية، ويضع كل فريق أمام تحدياته الخاصة، سواء بالاستفادة من المزايا أو التغلب على الصعوبات لضمان التقدم في هذه المنافسة الأفريقية الكبرى.





