رسمياً: بايرن ميونخ يبرم عقداً طويل الأمد مع المدرب فينسنت كومباني
يمثل تعيين فينسنت كومباني مدرباً جديداً لنادي بايرن ميونخ الألماني نقطة تحول مهمة للفريق البافاري عقب موسم مليء بالتحديات. فقد أعلن النادي رسمياً عن توقيع الاتفاق في الأربعاء، 29 مايو 2024، ليبرم عقداً يمتد لـثلاث سنوات حتى تاريخ 30 يونيو 2027. ينهي هذا القرار رحلة بحث مطولة ومعقدة عن خليفة لتوماس توخيل، الذي غادر منصبه بعد فشله في تحقيق أي لقب للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمان.

خلفية البحث عن مدرب جديد
عاش بايرن ميونخ موسماً صعباً للغاية في 2023-2024، حيث اكتفى بالمركز الثالث في الدوري الألماني خلف باير ليفركوزن وشتوتغارت، وودع مسابقة دوري أبطال أوروبا من دور نصف النهائي على يد ريال مدريد. أدت هذه النتائج إلى اتفاق مسبق مع المدرب توماس توخيل على إنهاء عقده قبل عام من موعده الأصلي. بدأت إدارة النادي البافاري بعدها عملية بحث مكثفة عن مدرب جديد، واجهت خلالها رفضاً من عدة مرشحين بارزين. فقد ارتبط اسم النادي بعدد من المدربين اللامعين مثل تشابي ألونسو، الذي فضل البقاء مع باير ليفركوزن، ويوليان ناغلسمان، الذي مدد عقده مع منتخب ألمانيا، ورالف رانغنيك، الذي قرر الاستمرار مع منتخب النمسا. كما تداولت تقارير أخرى أسماء مثل أوليفر غلاسنر وروجر شميدت، ما عكس تعقيد عملية البحث ورغبة النادي في إيجاد الرجل المناسب لمشروعه طويل الأمد.
تفاصيل التعاقد
في 29 مايو 2024، أعلن بايرن ميونخ رسمياً عن التوقيع مع فينسنت كومباني، القائد السابق لمانشستر سيتي والمدرب السابق لنادي بيرنلي الإنجليزي. أبرم الطرفان عقداً يمتد حتى صيف 2027. تم التوصل إلى اتفاق مع نادي بيرنلي بشأن تعويض مالي لفسخ عقد كومباني مع النادي الإنجليزي، حيث أشارت تقارير إلى أن المبلغ تراوح بين 10 إلى 12 مليون يورو. يمثل هذا التوقيع بداية حقبة جديدة في أليانز أرينا، حيث يعول النادي على فلسفة كومباني الكروية وشخصيته القيادية لإعادة بايرن إلى سكة الانتصارات والتألق.
لماذا كومباني؟
قد يرى البعض أن تعيين كومباني، الذي هبط بفريقه بيرنلي من الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الماضي، قراراً مفاجئاً. ومع ذلك، تستند إدارة بايرن في اختيارها إلى عدة عوامل رئيسية:
- فلسفة اللعب: يُعرف كومباني بتبنيه لأسلوب لعب يعتمد على الاستحواذ على الكرة، البناء من الخلف، والضغط العالي، وهي الفلسفة التي تتناسب مع هوية بايرن ميونخ وتوقعات جماهيره.
 - القيادة والخبرة كلاعب: خلال مسيرته كلاعب، كان كومباني قائداً ملهماً لمانشستر سيتي، حاصداً العديد من الألقاب تحت قيادة مدربين كبار مثل بيب غوارديولا. هذه التجربة تمنحه فهماً عميقاً لثقافة الفوز والتعامل مع اللاعبين الكبار.
 - الإشادة من الخبراء: تلقى كومباني إشادة واسعة من قبل مدربين ولاعبين سابقين، أبرزهم بيب غوارديولا الذي وصفه بأنه يمتلك إمكانات كبيرة ليصبح مدرباً مميزاً. هذه التوصيات عززت ثقة بايرن في قدراته.
 - الرؤية طويلة الأمد: على الرغم من الهبوط مع بيرنلي، أظهر كومباني قدرة على بناء فريق شاب وتطبيق أسلوب لعب مميز في دوري الدرجة الأولى الإنجليزية (التشامبيونشيب)، حيث قادهم للترقية بأسلوب مقنع. يرى بايرن فيه مدرباً قادراً على بناء مشروع طويل الأمد وتطوير المواهب.
 
التحديات والآمال المستقبلية
يتولى كومباني قيادة بايرن ميونخ في فترة حرجة. التوقعات من النادي البافاري دائماً ما تكون مرتفعة، ومع المطالبة الفورية بالألقاب المحلية والأوروبية. سيواجه المدرب البلجيكي العديد من التحديات، منها:
- إعادة بناء الثقة: بعد موسم مخيب للآمال، يحتاج الفريق إلى استعادة الثقة بالنفس والروح القتالية.
 - التعامل مع الضغط: تختلف طبيعة الضغط في بايرن ميونخ عن أي نادٍ آخر دربه كومباني، حيث سيكون تحت المجهر في كل مباراة.
 - سوق الانتقالات: سيلعب دوراً حاسماً في تعزيز التشكيلة وتكييفها مع رؤيته التكتيكية، بالتعاون مع الإدارة الرياضية.
 - تطوير اللاعبين: من المتوقع أن يركز على تطوير المواهب الشابة ودمجها مع اللاعبين ذوي الخبرة.
 
بالنسبة لبايرن ميونخ، يمثل تعيين كومباني رهانًا جريئًا على مدرب شاب واعد. يأمل النادي أن تكون هذه الخطوة هي المفتاح للعودة إلى القمة على الصعيدين المحلي والقاري، وأن ينجح كومباني في إحياء الروح التنافسية وإعادة البهجة إلى جماهير النادي العريقة.





