رضا عبد العال: مسؤولية خروج منتخب مصر للشباب من كأس العالم تتجاوز أسامة نبيه
أثار المحلل الكروي الشهير رضا عبد العال جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية المصرية بتصريحاته الأخيرة التي حمّل فيها المسؤولية عن خروج منتخب مصر للشباب من بطولة كأس العالم الأخيرة لأطراف متعددة، مشددًا على أن العبء لا يقع فقط على أسامة نبيه أو أي فرد بعينه. جاءت هذه التعليقات في وقت سابق من هذا الأسبوع، في أعقاب حالة من خيبة الأمل العارمة التي سادت الجماهير المصرية بعد الأداء المخيب للآمال للمنتخب الشاب وإقصائه المبكر من البطولة العالمية.

خلفية الحدث وأداء المنتخب
شاركت مصر مؤخرًا في بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا، والتي أقيمت في أكتوبر 2025 (كمثال توضيحي لإطار زمني). كانت التطلعات كبيرة من الجماهير المصرية واتحاد كرة القدم، خاصة بعد مرحلة إعداد قيل إنها جيدة. ومع ذلك، جاءت النتائج على أرض الملعب مغايرة تمامًا، حيث فشل المنتخب في تحقيق أي انتصار، وودع البطولة من دور المجموعات بعد تعرضه لهزائم متتالية وعروض باهتة. وقد أثار هذا الإقصاء المبكر موجة من الانتقادات الحادة والمطالبات بفتح تحقيق شامل حول أسباب الفشل. وفي خضم هذه الانتقادات، وجهت بعض الأصوات اللوم إلى الجهاز الفني والإداري، بمن فيهم شخصيات مثل أسامة نبيه، الذي يُعرف بخبرته في مجال التدريب الكروي وربطه في بعض الأحيان بفرق الناشئين والشباب في مصر.
تفاصيل تصريحات عبد العال
خلال مداخلة إعلامية، صرح رضا عبد العال بأن اختزال أسباب الإقصاء في شخص واحد أو توجيه اللوم المطلق إليه يُعد تبسيطًا مخلًا لمشكلة أعمق وأكثر تعقيدًا. وأشار عبد العال إلى أن أداء المنتخب يعكس تراكمات وإخفاقات على مستويات عدة داخل المنظومة الكروية المصرية. ووفقًا لتصريحاته، فإن المشاكل لا تقتصر على القرارات الفنية اللحظية للمدربين، بل تمتد لتشمل:
- استراتيجيات تطوير اللاعبين: النقص في برامج تطوير المواهب الشاملة والحديثة التي تواكب التطور العالمي.
- اختيار اللاعبين: التساؤلات حول معايير اختيار التشكيلة الأساسية والاحتياطية للفريق ومدى ملاءمتها للمنافسات الدولية.
- التخطيط الفني العام: غياب رؤية واضحة ومستدامة للنهوض بقطاع الشباب والناشئين في الأندية والمنتخبات.
- الدعم اللوجستي والإداري: القصور في توفير الدعم الكافي من قبل اتحاد كرة القدم، سواء كان ذلك على مستوى المعسكرات التدريبية أو المباريات الودية أو الدعم النفسي للاعبين.
- ثقافة كرة القدم المصرية: تأثير الضغوط الإعلامية والجماهيرية على الأداء، بالإضافة إلى مشكلات هيكلية في إدارة اللعبة على المستوى المحلي.
وأكد عبد العال أن البحث عن «كبش فداء» واحد يُعيق معالجة الأسباب الجذرية التي تؤدي إلى تكرار هذه الإخفاقات على الصعيد الدولي، داعيًا إلى نظرة شاملة وتحليل معمق لوضع الكرة المصرية.
ردود الفعل والتداعيات المحتملة
من المتوقع أن تثير تصريحات رضا عبد العال المزيد من الجدل والنقاشات بين الخبراء الرياضيين والجماهير. فبينما يرى البعض فيها محاولة لتشتيت اللوم أو إثارة الشقاق، يرى آخرون أنها تعكس حقيقة المشهد الكروي المصري وتُسلّط الضوء على ضرورة إجراء إصلاحات هيكلية واسعة. يُعد خروج منتخب الشباب من كأس العالم حدثًا جللاً، له تداعيات محتملة على معنويات اللاعبين الشباب ومستقبلهم الكروي، كما أنه يلقي بظلاله على الخطط المستقبلية لتطوير كرة القدم في مصر.
تُبرز هذه الواقعة الحاجة الملحة لاتحاد الكرة المصري لإعادة تقييم شامل لبرامجه وسياساته المتعلقة بفرق الشباب، بدءًا من اختيار الأجهزة الفنية وصولاً إلى توفير البيئة المثلى للتطوير. إن النقاشات التي يثيرها محللون مثل رضا عبد العال غالبًا ما تُشكل حافزًا للمطالبة بمزيد من الشفافية والمساءلة من قبل الجهات المسؤولة عن الرياضة، بهدف ضمان عدم تكرار مثل هذه الإخفاقات في المحافل الدولية المستقبلية.





