ريال أوفييدو ينهي تعاقده مع المدرب الصربي فيلكو باونوفيتش
أعلن نادي ريال أوفييدو الإسباني لكرة القدم، الذي ينافس في دوري الدرجة الثانية (سيغوندا ديفيسيون)، عن قراره بإنهاء التعاقد مع مدربه الصربي فيلكو باونوفيتش. جاء هذا القرار يوم الحادي والعشرين من نوفمبر 2023، في خطوة تعكس سعي النادي لتحسين نتائجه المتذبذبة وموقعه في جدول الترتيب.

الخلفية وتعيين باونوفيتش
كان فيلكو باونوفيتش قد تولى قيادة الفريق الأول لنادي ريال أوفييدو في يونيو 2023، خلفًا للمدرب ألفارو سيرفيرا. جاء تعيينه حينها كجزء من رؤية النادي للموسم الكروي 2023-2024، بهدف بناء فريق قادر على المنافسة بقوة في دوري الدرجة الثانية الإسباني والاقتراب من تحقيق طموح الصعود إلى مصاف الأندية الكبرى في دوري الدرجة الأولى (لا ليغا). يمتلك ريال أوفييدو، بفضل تاريخه العريق وقاعدته الجماهيرية الكبيرة، تطلعات دائمة للعودة إلى الأضواء، وكان باونوفيتش يحمل على عاتقه مهمة قيادة هذا المشروع.
بدأ المدرب الصربي مهمته وسط آمال كبيرة، خاصة بالنظر إلى خبرته السابقة في تدريب فرق في دوريات أوروبية مختلفة، بالإضافة إلى سجله الحافل مع المنتخبات السنية لبلاده. كان من المتوقع أن يضفي باونوفيتش لمسة تكتيكية جديدة على الفريق ويساهم في استقراره وتقدمه.
تراجع النتائج والقرار
على الرغم من البداية المتفائلة، إلا أن مسيرة ريال أوفييدو تحت قيادة باونوفيتش في موسم 2023-2024 لم ترتقِ إلى مستوى التوقعات. فبعد خوض ستة عشر جولة في بطولة دوري الدرجة الثانية، وجد الفريق نفسه في منطقة متأخرة من جدول الترتيب، محققًا نتائج غير مرضية. تشير الإحصائيات إلى أن الفريق حقق أربعة انتصارات فقط، وتعادل في ست مباريات، وتلقى ست هزائم. هذا الأداء وضع النادي في موقف حرج، حيث كان يصارع لتجنب الاقتراب أكثر من مناطق الهبوط، بدلاً من المنافسة على المراكز المؤهلة للصعود.
أدت سلسلة النتائج السلبية، وعدم القدرة على تحقيق الاستقرار في الأداء، إلى تزايد الضغوط على المدرب والجهاز الفني. بعد تقييم شامل للموقف، قررت إدارة النادي أن التغيير أصبح ضروريًا لإعادة توجيه مسار الفريق ومنحه دفعة جديدة. وبهذا، تم التوصل إلى اتفاق لفسخ العقد مع باونوفيتش بالتراضي، في خطوة تهدف إلى إحداث صدمة إيجابية وتحفيز اللاعبين.
التداعيات والمستقبل
لم تتأخر إدارة ريال أوفييدو في البحث عن بديل لـباونوفيتش. ففي نفس يوم إعلان رحيله، قام النادي بتعيين المدرب لويس كاريون لقيادة الفريق. يمتلك كاريون خبرة واسعة في دوري الدرجة الثانية الإسباني، مما يجعله خيارًا منطقيًا في هذه المرحلة الحرجة. يعقد النادي آمالًا كبيرة على كاريون لانتشال الفريق من وضعه الحالي، وتحقيق الاستقرار، والبدء في رحلة الصعود في جدول الترتيب.
يهدف ريال أوفييدو من خلال هذا التغيير إلى تجديد روح الفريق وتحسين الأداء، خاصة وأن الموسم لا يزال في بداياته وهناك متسع من الوقت لتصحيح المسار. يعتبر هذا القرار بمثابة رسالة واضحة من الإدارة تؤكد التزامها بتحقيق الأهداف الطموحة للنادي وعدم التهاون في السعي نحو التميز.
مسيرة باونوفيتش السابقة
قبل قدومه إلى ريال أوفييدو، كان لـفيلكو باونوفيتش مسيرة تدريبية متنوعة شملت عدة محطات بارزة. أبرز هذه المحطات كانت:
- تدريب منتخب صربيا تحت 20 عامًا، حيث قاد الفريق لتحقيق إنجاز تاريخي بالفوز بكأس العالم تحت 20 سنة في عام 2015، وهو ما لفت إليه الأنظار كمدرب واعد.
- عمل كمدرب لفريق شيكاغو فاير في الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS)، حيث اكتسب خبرة في بيئة كروية مختلفة.
- تولى قيادة فريق ريدينج الإنجليزي الذي ينافس في دوري التشامبيونشيب (الدرجة الأولى الإنجليزية)، وقدم معه مستويات جيدة في بعض الفترات.
توضح هذه المحطات خبرة باونوفيتش في التعامل مع مستويات مختلفة من المنافسة، من تطوير الشباب إلى قيادة فرق محترفة، لكن تحديات ريال أوفييدو في دوري الدرجة الثانية الإسباني فرضت عليه واقعًا مختلفًا أدى في النهاية إلى إنهاء تعاقده.
يظل إنهاء التعاقد مع باونوفيتش بمثابة فصل جديد في مسيرة ريال أوفييدو، حيث يتطلع النادي إلى تجاوز الصعوبات الحالية والتركيز على بناء مستقبل أفضل، تحت قيادة فنية جديدة، وتحقيق آمال جماهيره العريضة بالعودة إلى مكانته المستحقة في كرة القدم الإسبانية.





