زيدان: صلاح "ضحية ظلم" بسبب تراجع مستوى ليفربول
في تصريحات حديثة صدرت في أوائل مايو 2024، أطلق أسطورة كرة القدم الفرنسية والمدرب السابق لريال مدريد، زين الدين زيدان، تصريحاً قوياً يدافع فيه عن نجم ليفربول، محمد صلاح، واصفاً ما يتعرض له بـ "الظلم". يرى زيدان أن تراجع الأداء الجماعي لفريق ليفربول هو السبب الرئيسي وراء الضغط والانتقادات التي يواجهها النجم المصري، معتبراً إياه ضحية لظروف خارجة عن إرادته.

تأتي هذه التعليقات في وقت يشهد فيه ليفربول فترة متقلبة، حيث تضاءلت آماله في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بشكل كبير، وشهد خروجاً مخيباً من بعض البطولات الأوروبية. وقد أثار تراجع مستوى الفريق تساؤلات حول أداء اللاعبين الرئيسيين، بمن فيهم صلاح، الذي يُعد ركيزة أساسية في هجوم الريدز منذ انضمامه.
خلفية الأزمة وتراجع أداء ليفربول
شهدت الأسابيع الأخيرة من موسم 2023-2024 تراجعاً ملحوظاً في أداء ليفربول، الذي كان يُنظر إليه كأحد المنافسين الرئيسيين على لقب الدوري الإنجليزي. بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال، بما في ذلك خسائر وتعادلات مؤثرة، تلاشت أحلام جماهير "الريدز" في رؤية فريقهم يحصد اللقب. هذا التراجع لم يكن مقتصراً على خط الدفاع أو خط الوسط فحسب، بل امتد ليؤثر على الفعالية الهجومية للفريق ككل.
يعتقد العديد من المحللين أن المشكلة تكمن في الإرهاق البدني والتكتيكي الذي أصاب الفريق، بالإضافة إلى بعض الإصابات التي أثرت على عمق التشكيلة. ففي حين أن المدرب يورغن كلوب كان يعتمد بشكل كبير على أسلوب اللعب الضاغط والعنيف، يبدو أن هذا الأسلوب قد استنزف طاقة اللاعبين مع اقتراب نهاية الموسم الطويل والشاق، مما أثر على قدرتهم على الحفاظ على نفس المستوى العالي من الأداء والتركيز.
مكانة صلاح ودوره تحت المجهر
منذ وصوله إلى أنفيلد في عام 2017، رسخ محمد صلاح نفسه كواحد من أبرز هدافي الدوري الإنجليزي وأحد أهم اللاعبين في تاريخ ليفربول الحديث. أرقامه التهديفية المذهلة وقدرته على صناعة الفرص كانت دائماً عاملاً حاسماً في نجاحات الفريق، بما في ذلك الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز. ومع ذلك، ومع تراجع أداء الفريق، وجد صلاح نفسه أيضاً تحت مجهر النقد.
يشير زيدان في تصريحاته إلى أن التوقعات العالية من صلاح، مقرونة بتراجع الأداء الجماعي، تضع عليه عبئاً غير عادل. ففي كثير من الأحيان، يُنتظر من صلاح أن يكون المنقذ الوحيد للفريق، وأن يسجل الأهداف الحاسمة أو يصنع الفارق بمفرده، حتى عندما تكون المنظومة ككل لا تعمل بأفضل حال. هذا يجعله عرضة للانتقادات بشكل أكبر عندما لا تتحقق النتائج المرجوة، حتى لو كان أداؤه الفردي لا يزال جيداً نسبياً مقارنة بغيره.
- ضغط التوقعات: صلاح يحمل على عاتقه جزءاً كبيراً من آمال الجماهير، مما يجعله أول من يتعرض للنقد عند الإخفاق.
- الأداء الفردي مقابل الجماعي: رغم مساهماته التهديفية، فإن ضعف المنظومة يؤثر على فاعليته النهائية.
- الإرهاق: كونه لاعباً يعتمد عليه الفريق باستمرار يجعله أكثر عرضة للإرهاق، مما قد يؤثر على قراراته النهائية في المباريات.
تحليلات وتداعيات تعليقات زيدان
تصريحات زين الدين زيدان ليست مجرد رأي عابر من أسطورة كروية، بل تحمل وزناً كبيراً وتوفر منظوراً قيماً للمناقشة الدائرة حول وضع محمد صلاح وليفربول. إنها تسلط الضوء على فكرة أن اللاعبين النجوم، حتى الأكثر تألقاً منهم، لا يمكن أن يعزلوا أنفسهم تماماً عن أداء فريقهم. فكرة أن صلاح "ضحية" تعني أنه يُحاسب على فشل جماعي يتجاوز تأثيره الفردي، مما يُعد "ظلماً" من وجهة نظر زيدان.
قد تسهم هذه التعليقات في تخفيف الضغط النفسي على صلاح، وربما توجه الأنظار نحو الحاجة إلى تحسينات هيكلية وتكتيكية في ليفربول، بدلاً من تحميل المسؤولية الكاملة للاعبين الأفراد. كما أنها تثير نقاشاً أوسع حول كيفية تقييم أداء اللاعبين في كرة القدم الحديثة، خاصة عندما يكون هناك تباين بين المستوى الفردي والمستوى الجماعي للفريق.
في الختام، تعكس رؤية زيدان فهماً عميقاً لديناميكيات كرة القدم الاحترافية، حيث يمكن حتى لأفضل اللاعبين أن يجدوا أنفسهم في موقف صعب عندما لا يدعمهم أداء الفريق ككل. كلماته قد تكون بمثابة دعم معنوي كبير لصلاح، وتذكير للمشجعين والمحللين بأهمية النظر إلى الصورة الأكبر عند تقييم أداء النجوم في الأوقات العصيبة.





