ساعة يد نادرة من باتيك فيليب تُباع بـ17.6 مليون دولار، مسجلةً أعلى سعر في التاريخ
في حدث تاريخي هزّ عالم المزادات وعشاق الساعات الفاخرة، بِيعَت ساعة يد نادرة للغاية من طراز باتيك فيليب ريفرنس 1518 المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، بسعر غير مسبوق بلغ 17.6 مليون دولار أمريكي (ما يعادل تقريباً 17.6 مليون فرنك سويسري وقتها)، محطمةً بذلك الرقم القياسي لأغلى ساعة يد تُباع في مزاد علني على الإطلاق. جرى هذا البيع الاستثنائي في دار مزادات فيليبس بمدينة جنيف السويسرية في نوفمبر من عام 2016، وشهد تنافساً حاداً بين هواة جمع الساعات من حول العالم، مما يؤكد المكانة الفريدة لهذه القطعة الأيقونية في عالم صناعة الساعات الراقية.

خلفية: أهمية باتيك فيليب ريفرنس 1518
تُعدّ ساعة باتيك فيليب ريفرنس 1518 تحفة هندسية ومفصلاً تاريخياً في عالم صناعة الساعات. تم إطلاق هذا الموديل لأول مرة في عام 1941، وكانت أول ساعة كرونوغراف بتقويم دائم تُنتج على دفعات من قبل أي شركة لصناعة الساعات. في الوقت الذي كانت فيه معظم الساعات الفاخرة تُصنع من المعادن الثمينة مثل الذهب الأصفر والذهب الوردي، فإن إصدارات الفولاذ المقاوم للصدأ من ريفرنس 1518 نادرة بشكل استثنائي. يُعتقد أنه تم إنتاج أربع ساعات فقط من هذا الطراز بالكامل من الفولاذ المقاوم للصدأ، وهذه القطعة تحديداً (رقم 1518) تُعتبر على نطاق واسع أول ساعة 1518 فولاذية يتم تصنيعها على الإطلاق، مما يمنحها مكانة أسطورية بين المقتنيات النادرة.
تميزت الساعة بآليتها المعقدة وتصميمها الأنيق، وهي سمات جعلت منها حلماً للعديد من هواة الجمع. إن الجمع بين التعقيد الميكانيكي، والتصميم الخالد، والندرة المطلقة، هو ما يرفع من قيمتها بشكل هائل في السوق.
تفاصيل المزاد والبيع القياسي
أقيم المزاد في 12 نوفمبر 2016 كجزء من مزاد فيليبس "جنيف للساعات 4" (Geneva Watch Auction: FOUR). قبل المزاد، كانت التوقعات عالية جداً نظراً للندرة الشديدة للساعة وحالتها الممتازة. بدأت المزايدات بحماس كبير، حيث تنافس العديد من المشترين عبر الهاتف ومن داخل القاعة. ارتفعت الأسعار بسرعة لتتجاوز التقديرات الأولية، مما أظهر الشغف الكبير والعرض المحدود لهذه القطعة الفريدة.
بلغ السعر النهائي للمطرقة 11 مليون فرنك سويسري، ومع إضافة عمولة المشتري، وصل الإجمالي إلى 14.2 مليون فرنك سويسري، والذي ترجم في ذلك الوقت إلى ما يقارب 17.6 مليون دولار أمريكي. لم يكن هذا الرقم مجرد سعر مرتفع، بل كان رقماً قياسياً عالمياً جديداً لأغلى ساعة يد تُباع في مزاد، مؤكداً المكانة الفريدة لساعات باتيك فيليب الأيقونية المصنوعة من الفولاذ.
دلالات الخبر وأهمية الندرة
تكمن أهمية هذا البيع التاريخي في عدة جوانب. أولاً، إنه يؤكد على القيمة الهائلة للندرة والأصالة في سوق الساعات الفاخرة. فالساعات المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ من علامة باتيك فيليب، خاصة تلك التي كانت تُصنع عادةً من المعادن النفيسة، تُعتبر تحفاً فنية فريدة بسبب قلة عددها. هذا التناقض بين الخامة (الفولاذ الأقل فخامة) وندرتها الشديدة هو ما يجعلها مرغوبة أكثر من نظيراتها الذهبية أو البلاتينية.
ثانياً، يعكس هذا البيع الطلب المتزايد على الساعات القديمة (الفينتاج) ذات الأهمية التاريخية والتصميم الاستثنائي. المستثمرون وهواة الجمع على حد سواء يبحثون عن قطع فريدة لا تقدم فقط قيمة مادية، بل أيضاً جزءاً من تاريخ صناعة الساعات. إن الحالة الأصلية للساعة وسجلها التاريخي الموثق يزيدان من جاذبيتها بشكل كبير.
تأثير البيع على سوق الساعات القابلة للجمع
كان لبيع ساعة ريفرنس 1518 الأثر الكبير في ترسيخ مكانة سوق الساعات القابلة للجمع كاستثمار جاد وفئة أصول فاخرة بحد ذاتها. لقد وضع هذا الرقم القياسي معياراً جديداً للقيمة التي يمكن أن تحققها الساعات النادرة في المزادات، وشجع على المزيد من البحث عن القطع التاريخية والفريدة.
كما ساهم في تسليط الضوء بشكل أكبر على تاريخ باتيك فيليب الغني وإرثها في ابتكار ساعات استثنائية. يستمر هذا البيع في إلهام الأجيال الجديدة من هواة الجمع وتقدير التراث الحرفي والابتكار في عالم صناعة الساعات الراقية.





