ساليبا يوضح أسباب رفضه عروض ريال مدريد وتجديد عقده مع أرسنال
أدلى المدافع الفرنسي ويليام ساليبا، نجم فريق أرسنال الإنجليزي، بتصريحات إعلامية حديثة كشف فيها عن الدوافع الحقيقية وراء قراره بالاستمرار ضمن صفوف “المدفعجية” وتوقيع عقد طويل الأمد، وذلك رغم الاهتمام الكبير والإغراءات التي تلقاها من أحد عمالقة أوروبا، نادي ريال مدريد الإسباني. هذه التصريحات تضع حداً للتكهنات التي أحاطت بمستقبله وتؤكد التزامه بمشروع أرسنال الرياضي الطموح.

الخلفية وصعود ساليبا مع أرسنال
انتقل ويليام ساليبا إلى أرسنال في صيف 2019 قادماً من نادي سانت إيتيان الفرنسي، في صفقة أثارت الكثير من التوقعات حول مستقبل دفاع الفريق. ومع ذلك، لم ينضم اللاعب الشاب إلى التشكيلة الأساسية مباشرة، بل قضى عدة مواسم على سبيل الإعارة في أندية فرنسية مختلفة، شملت سانت إيتيان مجدداً، ثم نيس، وأخيراً مارسيليا. كانت فترة إعارته في مارسيليا تحديداً في موسم 2021-2022 نقطة تحول حقيقية في مسيرته، حيث قدم مستويات باهرة جعلته أحد أبرز المدافعين في الدوري الفرنسي.
بعد عودته إلى شمال لندن في صيف 2022، أدمج المدرب ميكيل أرتيتا ساليبا في خطط الفريق الأساسية للمرة الأولى. وشكل المدافع الفرنسي شراكة دفاعية صلبة مع زميله جابرييل ماجالهايس، مما أضاف استقراراً وقوة لدفاع أرسنال. كان لبروزه دور محوري في الأداء المميز لأرسنال في موسم 2022-2023، حيث نافس الفريق بقوة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الأمتار الأخيرة، معتمداً على تنظيم دفاعي فعال بوجود ساليبا كركيزة أساسية.
اهتمام ريال مدريد وتوتر مفاوضات التجديد
مع اقتراب نهاية عقد ساليبا السابق في صيف 2024، بدأت التقارير الصحفية في الظهور، وتحديداً خلال أواخر عام 2022 وأوائل 2023، مشيرة إلى اهتمام أندية كبرى بخدماته. كان نادي ريال مدريد في طليعة هذه الأندية، حيث يُعرف “الميرينجي” بسعيه الدائم لضم أبرز المواهب الشابة في العالم لتعزيز صفوفه. ويُعتقد أن النادي الملكي كان يراقب عن كثب وضع عقد ساليبا، آملاً في فرصة لضمه.
جاذبية اللعب لـ ريال مدريد، أحد أكثر الأندية نجاحاً وشهرة في تاريخ كرة القدم، تمثل إغراءً كبيراً لأي لاعب. ومع وجود بعض الشكوك الأولية حول سير مفاوضات تجديد عقد ساليبا مع أرسنال، تزايدت التكهنات حول إمكانية انتقاله. هذا الوضع أثار قلقاً كبيراً بين جماهير أرسنال، التي كانت ترغب بشدة في الإبقاء على أحد أهم لاعبيها الواعدين.
أسباب البقاء مع أرسنال وتجديد العقد
في تصريحاته الأخيرة، أوضح ويليام ساليبا بوضوح الأسباب التي دفعته لاتخاذ قرار تجديد عقده مع أرسنال، الذي تم توقيعه رسمياً في صيف 2023 ليمتد حتى عام 2027 على الأقل. وشملت هذه الأسباب عدة عوامل رئيسية:
- ثقة المدرب ومشروع أرتيتا: أكد ساليبا على الدور الحاسم للمدرب ميكيل أرتيتا في قراره. فقد أظهر أرتيتا ثقة كبيرة في قدراته ومنحه فرصة ليصبح لاعباً أساسياً لا غنى عنه. كما أن رؤية المدرب ومشروع النادي الطموح لإعادة أرسنال إلى قمة الكرة الإنجليزية والأوروبية كانا مقنعين للغاية لساليبا.
- الإيمان بمستقبل أرسنال: عبر ساليبا عن إيمانه الراسخ بقدرة الفريق الحالي على تحقيق الألقاب الكبرى. الأداء القوي للفريق في موسم 2022-2023، بالإضافة إلى جودة اللاعبين الشباب والروح الجماعية، عززت هذا الاعتقاد.
- دعم الجماهير والشعور بالانتماء: تحدث المدافع الفرنسي عن العلاقة القوية التي تربطه بجماهير أرسنال، التي احتضنته منذ عودته. الشعور بالحب والدعم من قاعدة جماهيرية شغوفة كان له تأثير كبير في رغبته بالبقاء.
- ضمان اللعب الأساسي: على الرغم من مكانة ريال مدريد، فإن ضمان الحصول على مكان أساسي منتظم في فريق ينافس على الألقاب كان عاملاً مهماً. في أرسنال، أصبح ساليبا ركيزة أساسية في الدفاع، وهو ما قد لا يكون مضموناً بنفس القدر في فريق يضم العديد من النجوم والمنافسة الشرسة على المراكز.
- الشروط المالية الجديدة: بينما لم يتطرق ساليبا إلى التفاصيل المالية بشكل مباشر، فقد ذكرت تقارير أن عقده الجديد تضمن تحسينات كبيرة في الراتب والمكافآت، مما يعكس تقدير النادي لقيمته كواحد من أفضل المدافعين الشباب في العالم.
التداعيات وأهمية القرار
يُعد قرار ويليام ساليبا بتجديد عقده ورفض الإغراءات الخارجية انتصاراً كبيراً لأرسنال. فهو لا يضمن فقط استقرار دفاع الفريق لسنوات قادمة، بل يرسل أيضاً رسالة قوية إلى اللاعبين الآخرين والفرق المنافسة حول طموح أرسنال وقدرته على الاحتفاظ بأبرز مواهبه. هذا القرار يعزز مكانة أرسنال كنادٍ جاذب للنجوم الطموحين الذين يؤمنون بمشروعه.
بالنسبة لـ ريال مدريد، فإن عدم التمكن من ضم ساليبا يعني ضرورة البحث عن خيارات دفاعية أخرى لتعزيز صفوفه. في المقابل، فإن استمرار ساليبا مع أرسنال يمنح الفريق دفعة معنوية هائلة ويساهم في بناء فريق قادر على المنافسة على أعلى المستويات المحلية والقارية في المواسم القادمة.





