سامي هلهل يوضح ملابسات اعتزاله التحكيم بعد استبعاده من القائمة الدولية
أعلن الحكم المساعد المصري البارز سامي هلهل، في الخامس عشر من نوفمبر 2023، قراره الصادم بالاعتزال النهائي عن مهنة التحكيم، وذلك في تصريحات حصرية أدلى بها عبر منصة "في الجول" الرياضية. جاء هذا القرار الحاسم مباشرة بعد استبعاده من القائمة الدولية للحكام، الأمر الذي اعتبره هلهل السبب الرئيسي والجوهري وراء خطوته هذه. أثار إعلان هلهل جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية المصرية، مسلطاً الضوء مجدداً على معايير اختيار الحكام للقوائم الدولية وتأثيرها على مسيرتهم المهنية.

خلفية القرار ومسيرة سامي هلهل التحكيمية
يُعد سامي هلهل أحد الوجوه المعروفة والمحترمة في سلك التحكيم المصري، حيث أمضى سنوات طويلة كحكم مساعد، اكتسب خلالها خبرة واسعة في إدارة العديد من المباريات الهامة على المستويين المحلي والإفريقي. كان تواجده في القائمة الدولية يمثل نقطة فارقة في مسيرته، إذ يمنح هذا التصنيف الحكام الفرصة للمشاركة في البطولات القارية والدولية تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مما يعزز من مكانتهم المهنية ويوفر لهم فرصاً للتطور والبروز عالمياً. لطالما كان الحلم بالوصول إلى المستويات الدولية دافعاً أساسياً للحكام الشباب والطموحين، ويُعد الاستبعاد من هذه القائمة ضربة قاسية قد تدفع الكثيرين إلى إعادة النظر في مستقبلهم المهني.
تفاصيل الاستبعاد وتأثيره
وفقاً لتصريحات هلهل، فإن القرار الذي اتخذته لجنة الحكام بالاتحاد المصري لكرة القدم باستبعاده من القائمة الدولية هو ما دفعه لاتخاذ قرار الاعتزال. تُشكل القائمة الدولية سنوياً بناءً على تقييمات الأداء، واللياقة البدنية، والالتزام بالقوانين الدولية للتحكيم، بالإضافة إلى معايير العمر التي يحددها الفيفا. لم يقدم هلهل تفاصيل دقيقة حول الأسباب المعلنة لاستبعاده، لكنه عبر عن خيبة أمله وشعوره بأن القرار جاء دون مبررات واضحة أو كافية، خاصة بعد مسيرة طويلة من العطاء والاجتهاد. هذا النقص في الشفافية حول أسباب الاستبعاد غالباً ما يثير تساؤلات حول عدالة ونزاهة عملية الاختيار والتصنيف داخل الاتحاد المحلي.
انعكاسات القرار وتداعياته
لا يقتصر تأثير قرار سامي هلهل على مسيرته الشخصية فحسب، بل يمتد ليشمل أبعاداً أوسع في المشهد التحكيمي المصري. فقد أثار هذا الموقف نقاشاً حول آليات اختيار وتقييم الحكام، والحاجة الملحة لمزيد من الشفافية والوضوح في التعامل مع مسيرتهم. يرى العديد من المتابعين والخبراء أن مثل هذه القرارات يجب أن تكون مدعومة بمعايير واضحة ومسببة، لتجنب شعور الحكام بالإحباط وعدم التقدير. كما أن اعتزال حكم ذي خبرة مثل هلهل يمثل خسارة للتحكيم المصري، الذي يحتاج باستمرار إلى الخبرات المتراكمة لتدريب الجيل الجديد وتوجيهه.
على المدى الطويل، قد يدفع هذا الحادث الاتحاد المصري لكرة القدم ولجنة الحكام إلى مراجعة شاملة لسياساتهم المتعلقة بتصنيف الحكام وتطويرهم، وضمان أن تكون المعايير المعتمدة واضحة ومطبقة بعدالة على الجميع، بما يحقق التوازن بين ضخ دماء جديدة والحفاظ على الخبرات القائمة.
مستقبل سامي هلهل
بعد إعلان الاعتزال، لم يوضح هلهل خططه المستقبلية بشكل مفصل، لكنه أشار إلى رغبته في الابتعاد عن الأضواء والتركيز على حياته الشخصية. يظل السؤال مطروحاً حول إمكانية استغلال خبراته في مجالات أخرى داخل المنظومة الكروية، مثل تدريب الحكام الشباب أو العمل في اللجان الفنية، وهو أمر وارد بالنظر إلى تاريخه الطويل في الملاعب. إلا أن قراره الحالي بالابتعاد يعكس مدى الإحباط الذي شعر به تجاه الظروف التي أدت إلى نهاية مسيرته التحكيمية.





