سباق التأهل في مونديال الناشئين 2025: أين تقف تونس والمغرب بين أفضل الثوالث؟
مع تصاعد وتيرة الإثارة في بطولة كأس العالم للناشئين تحت 17 عاماً 2025، والتي تشهد لأول مرة مشاركة 48 فريقاً ضمن صيغتها الموسعة والسنوية الجديدة، تتجه الأنظار نحو مصير المنتخبات التي تحتل المركز الثالث في مجموعاتها. يترقب عشاق كرة القدم في تونس والمغرب بفارغ الصبر معرفة ما إذا كان ممثلوهما سيتمكنون من حجز مكان لهم في دور الـ32، الذي أصبح ممكناً بفضل النظام الجديد للبطولة. تعتمد هذه الفرصة الذهبية على الأداء العام والنتائج التفصيلية مقارنة بالمنتخبات الأخرى التي تحتل المركز الثالث، مما يضيف طبقة جديدة من الحسابات والترقب للمرحلة النهائية من دور المجموعات.

خلفية البطولة ونظام التأهل الموسع
تعتبر كأس العالم للناشئين تحت 17 عاماً منصة حيوية لاكتشاف المواهب الصاعدة وتطوير جيل المستقبل من نجوم كرة القدم. مع قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتوسيع البطولة لتضم 48 فريقاً ابتداءً من عام 2025، وتحديد إقامتها بشكل سنوي، زادت أهميتها كمعيار للمواهب الشابة على الساحة الدولية. يُقسم نظام البطولة الجديد الفرق المشاركة إلى اثني عشر مجموعة، تتكون كل مجموعة من أربعة منتخبات. يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة مباشرة إلى دور الـ32.
لكن الابتكار الأبرز في هذا النظام هو تخصيص ثمانية مقاعد إضافية في دور الـ32 لـ أفضل ثمانية منتخبات احتلت المركز الثالث من بين المجموعات الاثنتي عشرة. هذا التعديل يمنح فرصاً إضافية للمنتخبات التي قد لا تتمكن من احتلال أحد المركزين الأولين في مجموعاتها القوية، لكنها تظهر مستوى تنافسياً عالياً. يعكس هذا التوسع التزام الفيفا بمنح المزيد من الدول فرصة المشاركة في البطولات العالمية وتطوير كرة القدم على نطاق أوسع.
مسار تونس والمغرب نحو العالمية
بعد أداء مميز في التصفيات الإفريقية المؤهلة، نجح المنتخب التونسي للناشئين و المنتخب المغربي للناشئين في تأمين مكانهما في نهائيات كأس العالم 2025. يعتبر تأهلهما إنجازاً يعكس الجهود المبذولة في أكاديميات الشباب وبرامج تطوير المواهب في البلدين. مع انطلاق دور المجموعات، خاضت كلتا الدولتين مباريات صعبة ضمن مجموعات تنافسية. وبناءً على النتائج الأولية والترتيب المؤقت، يبدو أن كلاً من تونس والمغرب قد وجدا نفسيهما في المركز الثالث ضمن مجموعتيهما، مما يضعهما ضمن سباق الحسابات المعقدة للتأهل كأفضل الثوالث.
يفرض هذا الموقف على الجهازين الفني والإداري في كلا المنتخبين التركيز ليس فقط على أداء لاعبيهم، بل أيضاً على متابعة نتائج المجموعات الأخرى عن كثب. كل هدف يتم تسجيله أو تفاديه، وكل نقطة يتم حصدها، يصبح ذا أهمية قصوى في هذه المرحلة الحاسمة. التحدي يكمن في الحفاظ على الروح المعنوية للاعبين الشبان مع إدراك أن مصيرهم لم يعد بأيديهم بالكامل، بل يرتبط أيضاً بأداء الفرق الأخرى.
معايير اختيار أفضل الثوالث
تتبع الفيفا نظاماً صارماً ومعيارياً لتحديد المنتخبات الثمانية الأفضل التي تحتل المركز الثالث وتتأهل إلى الدور التالي. هذه المعايير مصممة لضمان العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع المنتخبات، وتُطبق بالترتيب التالي:
- عدد النقاط الكلي: يعتبر هذا هو المعيار الأول والأكثر أهمية. يحصد الفريق ثلاث نقاط للفوز ونقطة واحدة للتعادل.
- فارق الأهداف: في حال تساوي منتخبين أو أكثر في عدد النقاط، يتم النظر إلى فارق الأهداف (الأهداف المسجلة ناقص الأهداف المستقبلة).
- عدد الأهداف المسجلة: إذا استمر التعادل في فارق الأهداف، يتم الاحتكام إلى عدد الأهداف التي سجلها كل فريق في مبارياته.
- نقاط اللعب النظيف: في حالات نادرة، يمكن أن يكون اللعب النظيف عاملاً حاسماً. تُمنح نقاط بناءً على البطاقات الصفراء والحمراء التي يتلقاها اللاعبون.
- سحب القرعة: في حال استمرار التساوي بعد تطبيق جميع المعايير المذكورة أعلاه، يتم اللجوء إلى سحب القرعة لتحديد الفريق المتأهل.
تؤكد هذه المعايير على ضرورة تقديم أداء متكامل في جميع جوانب اللعب، من الفوز وحصد النقاط إلى تسجيل الأهداف والحفاظ على الدفاع قوياً، وصولاً حتى إلى الالتزام بالروح الرياضية.
التحديات والآمال المنتظرة
بالنسبة لتونس والمغرب، يمثل هذا السيناريو تحدياً كبيراً ولكنه أيضاً فرصة لترك بصمة تاريخية في أول نسخة من البطولة بصيغتها الموسعة. التأهل لدور الـ32 لا يعني فقط الاستمرار في المنافسة على اللقب، بل يوفر أيضاً للاعبين الشباب فرصة لا تقدر بثمن لاكتساب الخبرة على أعلى المستويات الدولية، والتعرض لكشافي المواهب من الأندية الكبرى، والمنافسة ضد لاعبين من ثقافات كروية مختلفة.
الآمال معلقة على أن يتمكن كلا المنتخبين من تجاوز هذه المرحلة الحاسمة، مما سيعزز من مكانة كرة القدم الشبابية في كل من تونس والمغرب على الصعيد العالمي، ويشكل دافعاً قوياً لمواصلة الاستثمار في الأجيال القادمة من اللاعبين. تترقب الجماهير وعشاق اللعبة في البلدين بفارغ الصبر إعلان النتائج النهائية لجميع المجموعات، متمنين رؤية أسماء منتخباتهم ضمن الفرق المتأهلة. هذه اللحظات الحاسمة هي التي تحدد مسار الأحلام وتصقل إرادة الأبطال المستقبليين.
أُفيد بذلك في أواخر أكتوبر 2025، مع ترقب النتائج النهائية للمجموعات التي ستحدد مصير المنتخبات الساعية للتأهل عبر بوابة أفضل الثوالث.





