سترة البومبر تفرض هيمنتها: تصميم أيقوني يعود ليتربع على عرش موضة خريف وشتاء 2025-2026
مع اقتراب موسم الخريف والشتاء لموسمي 2025 و 2026، تتجه أنظار عالم الموضة نحو قطعة كلاسيكية تعود لتؤكد حضورها بقوة على منصات العروض العالمية: سترة البومبر (Bomber Jacket). لم تعد هذه السترة مجرد قطعة عادية في خزانة الملابس، بل برزت كعنصر أساسي يجمع بين الطابع العملي والأناقة العصرية، حيث قدمها كبار المصممين برؤى متجددة تجعلها من أبرز توجهات الموضة للموسم القادم.

خلفية تاريخية: من ساحات الطيران إلى منصات الموضة
تعود جذور سترة البومبر إلى أوائل القرن العشرين، حيث صُممت في الأصل كقطعة وظيفية للطيارين العسكريين في القوات الجوية. كان الهدف من تصميمها المبطن وياقتها وأساورها المحبوكة هو توفير الدفء والحماية للطيارين في قمرات القيادة المفتوحة والباردة. ومع مرور العقود، انتقلت السترة من كونها زيًا عسكريًا إلى رمز للتمرد والثقافات الشبابية المختلفة، مثل حركات البانك والهيب هوب، قبل أن تتبناها دور الأزياء الراقية في أواخر القرن العشرين وتحولها إلى قطعة أيقونية مرادفة للأناقة غير المتكلفة.
التصاميم الجديدة لموسم 2025-2026
خلال أسابيع الموضة التي استعرضت مجموعات خريف وشتاء 2025-2026، لوحظ حضور لافت لسترة البومبر بتفسيرات مبتكرة تبتعد عن التصميم التقليدي. لم يعد الأمر يقتصر على النايلون الأخضر الزيتي الكلاسيكي، بل شهدنا تنوعًا واسعًا يعكس التطور في صناعة الأزياء. من أبرز ملامح هذا التطور:
- الخامات الفاخرة: استبدل المصممون الأقمشة التقليدية بمواد أكثر فخامة مثل الجلد المصقول، والساتان اللامع، والصوف السميك، وحتى الأقمشة التقنية المقاومة للماء، مما يمنح السترة مظهرًا أكثر رقيًا وتطورًا.
- القصات المتنوعة: ظهرت السترة بقصات متعددة لتناسب مختلف الأذواق. شوهدت التصاميم الضخمة (Oversized) ذات الأكتاف العريضة التي تمنح إحساسًا بالقوة، إلى جانب القصات القصيرة (Cropped) التي تحدد الخصر وتضفي لمسة أنثوية عصرية.
- التفاصيل المبتكرة: تميزت التصاميم الجديدة بإضافات لافتة مثل التطريزات الدقيقة، والجيوب المتعددة ذات الطابع العملي، والسحابات المعدنية البارزة، بالإضافة إلى لوحات ألوان غنية تجاوزت الألوان الحيادية لتشمل درجات جريئة مثل الأحمر القاني والأزرق الملكي.
لماذا الآن؟ سر عودة سترة البومبر
يمكن تفسير عودة سترة البومبر القوية بعدة عوامل متداخلة في مشهد الموضة الحالي. أولًا، هناك توجه عالمي نحو "الأناقة الوظيفية"، حيث يبحث المستهلكون عن ملابس تجمع بين الراحة والعملية دون التضحية بالجماليات. ثانيًا، تلعب موجة الحنين إلى الماضي، خاصة موضة التسعينيات وبداية الألفية، دورًا كبيرًا في إعادة إحياء هذه القطعة الكلاسيكية. وأخيرًا، تُعد سترة البومبر قطعة محايدة جنسانياً بامتياز، مما يجعلها تتناسب مع التوجه المتزايد نحو الموضة الشاملة وغير المقيدة بالنوع الاجتماعي.
التأثير والأهمية في عالم الموضة
إن هيمنة سترة البومبر على توجهات موسم خريف وشتاء 2025-2026 تؤكد مكانتها كقطعة استثمارية خالدة في خزانة الملابس. قدرتها على التكيف مع مختلف الأساليب، من الإطلالات اليومية البسيطة إلى المظهر المسائي الأكثر جرأة، تجعلها خيارًا متعدد الاستخدامات. لم تعد مجرد صيحة عابرة، بل هي انعكاس لتاريخ طويل من التطور الثقافي والموضة، وتجسيد للتوازن المثالي بين الماضي والحاضر، مما يضمن استمراريتها كقطعة أساسية لسنوات قادمة.




