سميح ساويرس يشرح وضع الزمالك الحالي مقارنة بالأهلي ويوضح أسباب عدم دعمه
في تصريحات حديثة أثارت اهتمام الأوساط الرياضية والاقتصادية، تناول رجل الأعمال المصري البارز سميح ساويرس الوضع الراهن لنادي الزمالك، مقارناً إياه بنادي الأهلي، وشارحاً الأسباب الكامنة وراء موقفه من عدم تقديم الدعم المالي أو الإداري للقلعة البيضاء. تأتي هذه التصريحات في سياق النقاش المستمر حول الإدارة الاحترافية للأندية الرياضية الكبرى في مصر، والتحديات التي تواجهها.

الخلفية: قطبا الكرة المصرية والتنافس التاريخي
يمثل ناديا الأهلي والزمالك قطبي كرة القدم المصرية، ويزخر تاريخهما بتنافس شرس وجماهيرية واسعة النطاق تمتد لعقود طويلة. يُعد كل من الناديين مؤسسة رياضية واجتماعية لها وزنها الكبير في الشارع المصري. لطالما كانت المقارنات بين إدارتيهما وأدائهما على الساحة المحلية والقارية محط أنظار المحللين والجماهير على حد سواء. يُعرف سميح ساويرس، أحد أبرز رجال الأعمال المصريين ومالك عدد من الشركات والمشروعات الكبرى، بانتمائه لنادي الأهلي، إلا أن تصريحاته غالباً ما تتسم بالتحليل الاقتصادي والإداري لأداء الكيانات الرياضية.
وجهة نظر ساويرس حول استقرار الأهلي
أشاد ساويرس، في معرض حديثه، بالإدارة المستقرة والمهنية التي يتمتع بها النادي الأهلي. وأشار إلى أن الأهلي يمثل نموذجاً للإدارة الرشيدة التي تعتمد على التخطيط طويل الأمد والاستراتيجيات الواضحة، مما ينعكس إيجاباً على استقراره المالي والإداري. ووفقاً لتحليله، فإن هذا الاستقرار هو العامل الأساسي وراء النجاحات المتواصلة للنادي على مختلف الأصعدة، سواء في البطولات المحلية أو القارية، مما يجعله مؤسسة قادرة على تحقيق الاستدامة والنمو المستمر.
تحليل وضع الزمالك الراهن
على النقيض، قدم ساويرس تحليلاً لوضع نادي الزمالك، لافتاً إلى ما يراه من تذبذب في الأداء الإداري والمالي. تناول في حديثه التحديات التي يواجهها النادي الأبيض، ومنها: التغييرات المتكررة في مجالس الإدارات، وعدم الاستقرار الفني، والأزمات المالية التي تطفو على السطح بين الحين والآخر. هذه العوامل، بحسب ساويرس، تؤثر سلباً على قدرة النادي على بناء استراتيجية طويلة الأجل وتعيق تقدمه، مما يجعله في وضع تنافسي صعب مقارنة بمنافسه التقليدي.
الأسباب وراء عدم دعم ساويرس للزمالك
أوضح سميح ساويرس بشكل مباشر أسباب عدم تقديمه الدعم لنادي الزمالك، مؤكداً أن موقفه ينبع من رؤية استثمارية وإدارية بحتة. تتلخص هذه الأسباب في النقاط التالية:
- الافتقار للاستقرار الإداري: يرى ساويرس أن البيئة الإدارية غير المستقرة في الزمالك لا تشجع على ضخ استثمارات أو تقديم دعم مالي كبير، حيث يرى أن أي دعم سيُقدم لن يؤتي ثماره المرجوة دون وجود خطة إدارية ثابتة وواضحة.
- غياب الرؤية طويلة الأمد: شدد على أهمية وجود رؤية استراتيجية واضحة ومستدامة لإدارة النادي، تتجاوز التغييرات الفنية أو الإدارية العابرة. ودون هذه الرؤية، يرى أن أي تدخل مالي سيكون بمثابة حلول مؤقتة لا تعالج جذور المشكلات.
- الرغبة في الاحترافية: أكد ساويرس أنه يؤمن بضرورة تحويل الأندية الرياضية إلى كيانات احترافية تُدار بمنهجية اقتصادية، وأن أي دعم منه سيكون مشروطاً بتبني الزمالك لنموذج إداري شفاف ومستقر يضمن المساءلة ويحقق الكفاءة، وهو ما يراه غير متوفر حالياً.
هذا الموقف يعكس قناعة ساويرس بأن الدعم المالي وحده لا يكفي لإصلاح الأوضاع في غياب الهياكل الإدارية السليمة، مشدداً على أن النجاح الحقيقي يأتي من الإدارة الرشيدة أولاً.
التداعيات والسياق الأوسع
تسلط تصريحات سميح ساويرس الضوء مجدداً على أهمية الحوكمة الرشيدة والإدارة الاحترافية في الأندية الرياضية. وهي تثير تساؤلات حول مستقبل الأندية الشعبية الكبرى في مصر وكيفية تحقيقها للاستدامة المالية والإدارية بعيداً عن الدعم الفردي غير الممنهج. تؤكد وجهة نظره على أن النادي، كأي مؤسسة، يحتاج إلى أساس إداري قوي لكي ينمو ويزدهر، وأن مجرد ضخ الأموال دون هذا الأساس لن يؤدي إلى تغيير دائم أو إنجازات مستقرة. تساهم هذه التصريحات في إثراء النقاش العام حول مستقبل كرة القدم المصرية وضرورة تحديث آليات إدارتها لتواكب المعايير العالمية.




