شركة كرة الأهلي: عقود بعض اللاعبين واستراتيجية التسويق.. وحالة زيزو الاستثنائية
كشف أحمد حسام عوض، عضو مجلس إدارة شركة الأهلي لكرة القدم، عن تفاصيل جديدة تتعلق باستراتيجية النادي الأهلي في إدارة عقود لاعبيه وتسويقهم التجاري. تأتي هذه التصريحات، التي نُشرت في أواخر ديسمبر 2023، في إطار سعي النادي الدائم لتعزيز موارده المالية واستغلال العلامة التجارية القوية للأهلي ولاعبيه على النحو الأمثل.

خلفية: تأسيس شركة الأهلي لكرة القدم
تأسست شركة الأهلي لكرة القدم ككيان مستقل يهدف إلى إدارة الاستثمارات المتعلقة بقطاع كرة القدم داخل النادي، بما في ذلك حقوق الرعاية التجارية للاعبين، وحقوق الصور، والتسويق الدولي للعلامة التجارية للنادي ونجومه. جاء تأسيس هذه الشركة ضمن خطة شاملة للنادي الأهلي لتحقيق الاكتفاء الذاتي المالي، وزيادة الإيرادات بشكل كبير، والتحول إلى نموذج عمل احترافي يضاهي الأندية الأوروبية الكبرى في إدارتها التجارية. الفكرة الأساسية هي فصل الإدارة الفنية والرياضية عن الإدارة التجارية لضمان التركيز والكفاءة في كلا الجانبين. يُنظر إلى اللاعبين ليس فقط كعناصر رياضية محورية على أرض الملعب، بل كأصول تسويقية يمكن تحقيق أقصى استفادة منها تجارياً لتعزيز مكانة النادي واستدامته المالية.
استراتيجية عقود اللاعبين والتسويق
أكد عوض أن الشركة تعمل على تقييم اللاعبين كـ"منتج" متكامل، مع التركيز على كيفية الاستفادة منهم تسويقياً بشكل فعال وجذاب. وأشار إلى أن هناك بالفعل لاعبين ضمن صفوف الفريق الأول يمتلكون عقوداً مباشرة مع شركة الكرة، وهو ما يمثل نقلة نوعية في طريقة إدارة العلاقة بين النادي واللاعبين من الناحية التجارية. تهدف هذه العقود إلى تنظيم استغلال حقوق الصور والتسويق الشخصي للاعبين، بما يضمن تحقيق عائد مالي أكبر للنادي وللاعبين أنفسهم بطريقة منظمة ومربحة للطرفين. ووفقاً لـعوض، فإن اسم الأهلي التجاري لم يكن مستغلاً بشكل كافٍ خارجياً في السنوات الماضية، والهدف المعلن حالياً هو مضاعفة الإيرادات المحققة بشكل كبير لتعزيز القدرة التنافسية للنادي.
تتضمن استراتيجية الشركة أيضاً العمل على بناء العلامة التجارية للاعبين الأفراد، مما يعزز من قيمتهم التسويقية الكلية ويفتح آفاقاً جديدة للشراكات والرعاية على المستويين المحلي والدولي. هذا النهج يساهم في جذب المزيد من المستثمرين والشركاء التجاريين، وهو ما ينعكس إيجاباً على القدرة التنافسية للنادي في سوق الانتقالات وتطوير البنية التحتية الرياضية.
حالة زيزو الاستثنائية: معيار للنجاح التسويقي
في سياق حديثه عن أهمية التسويق الفعال للاعبين، أشار أحمد حسام عوض إلى حالة أحمد سيد زيزو، نجم نادي الزمالك، واصفاً إياها بـ"الحالة الاستثنائية". لم يأتِ هذا التصريح من باب المقارنة الفنية أو الشخصية بين اللاعبين بقدر ما هو إشارة واضحة إلى مدى النجاح الذي يمكن أن يحققه لاعب كرة قدم في بناء علامته التجارية وقيمته التسويقية في السوق المصرية. يُعد زيزو، بفضل أدائه الثابت وشعبيته الجارفة، مثالاً للاعب الذي نجح في تحويل نجاحه الرياضي إلى قيمة تجارية كبيرة، سواء من خلال عقوده مع ناديه أو من خلال حملاته الإعلانية الشخصية ورعاياته المتعددة التي تبرز حضوره التجاري القوي. هذا التمييز من قبل عوض يسلط الضوء على تطلعات شركة الأهلي لكرة القدم في رفع مستوى التسويق للاعبيها ليصبحوا نجوماً على المستويين المحلي والدولي، ويستفيدوا من قدراتهم التجارية إلى أقصى حد ممكن، تماماً مثلما فعل زيزو في ناديه. الهدف هو الوصول إلى مرحلة تصبح فيها العلامة التجارية للاعب جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية النادي التجارية الشاملة، مما يعود بالنفع على جميع الأطراف.
الآثار والتطلعات المستقبلية
تعكس تصريحات عوض التوجه الجديد للأندية الكبرى في مصر، نحو الاحترافية المالية والتجارية الشاملة. من المتوقع أن تسهم هذه الاستراتيجيات في تعزيز استدامة الأندية وتقليل الاعتماد على الدعم المالي الخارجي، مما يسمح بضخ المزيد من الاستثمارات في تطوير المواهب الشابة والبنية التحتية الرياضية. كما أنها تبعث برسالة إلى اللاعبين أنفسهم بضرورة الاهتمام بعلامتهم التجارية الشخصية بالتعاون الوثيق مع النادي، لزيادة قيمتهم السوقية ومداخيلهم على المدى الطويل. يسعى الأهلي من خلال هذه الخطوات لترسيخ مكانته ليس فقط كقوة رياضية مهيمنة ولكن أيضاً ككيان اقتصادي رائد ومؤثر في المنطقة بأكملها.