شهدت العاصمة الكينية نيروبي مساء الجمعة، 19 يوليو 2024، أعمال عنف وشغب خطيرة في محيط ملعب نيايو الوطني، الذي كان من المقرر أن يستضيف مباراة مرتقبة ضمن دوري أبطال أفريقيا بين فريقي الشرطة الكيني والهلال السوداني. هذه الأحداث، التي تضمنت إطلاق نار واشتباكات، أثارت قلقاً عميقاً بشأن سلامة الوفود المشاركة وألقت بظلال من الشك على إمكانية إقامة اللقاء الهام في موعده المحدد.

شغب وعنف مسلح يهدد مباراة الشرطة الكيني والهلال السوداني في دوري أبطال أفريقيا
تطورت الأحداث بشكل دراماتيكي قبيل يوم واحد من الموعد المقرر للمباراة، حيث تحولت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في كينيا إلى اشتباكات عنيفة بالقرب من الملعب. أفادت مصادر أمنية وشهود عيان بوقوع صدامات بين قوات الأمن والمحتجين الذين حاولوا اختراق الحواجز الأمنية. تصاعدت حدة التوتر مع سماع دوي إطلاق نار، يُعتقد أنه كان تحذيرياً في معظمه، بينما انتشرت الفوضى في المنطقة المحيطة بالمنشأة الرياضية. أسفرت الاشتباكات عن إصابات طفيفة بين المتظاهرين وعناصر الأمن، بالإضافة إلى أضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة المجاورة.
خلفية الاضطرابات الواسعة في كينيا
لم تكن أعمال العنف المعزولة حول الملعب سوى جزء من موجة أوسع من الاضطرابات المدنية التي تشهدها كينيا في الأسابيع الأخيرة. تعود جذور هذه الاحتجاجات إلى استياء شعبي متزايد ضد مجموعة من الإصلاحات الضريبية المقترحة من قبل الحكومة، والتي يرى كثيرون أنها ستزيد من الأعباء المعيشية على المواطنين في ظل ظروف اقتصادية صعبة. وقد شملت هذه المظاهرات، التي غالباً ما تتحول إلى مواجهات مع الشرطة، مدناً رئيسية في جميع أنحاء البلاد، مما أثر على الحياة اليومية وأثار مخاوف بشأن الاستقرار العام.
- أسباب الاحتجاجات: تتمركز الاحتجاجات حول قوانين مالية جديدة مقترحة، تهدف إلى زيادة الضرائب على مجموعة واسعة من السلع والخدمات، مما يلقى معارضة شديدة من المواطنين ومنظمات المجتمع المدني.
 - تدهور الأوضاع المعيشية: يرى المحتجون أن هذه الضرائب ستزيد من تفاقم الوضع الاقتصادي للمواطنين الذين يعانون بالفعل من ارتفاع معدلات البطالة وتكاليف المعيشة.
 - استجابة الحكومة: استجابت الحكومة بتعزيز الوجود الأمني واستخدام وسائل فض الشغب، بما في ذلك الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، مما أدى إلى تصاعد التوتر في بعض الأحيان.
 
تداعيات الحادث على مباراة دوري أبطال أفريقيا
أثرت هذه التطورات بشكل مباشر على مصير مباراة الشرطة الكيني والهلال السوداني، والتي تُعتبر حاسمة في مشوار الفريقين ضمن دوري أبطال أفريقيا. سارع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) إلى الإعراب عن قلقه البالغ إزاء الوضع، مؤكداً متابعته الحثيثة للتطورات الأمنية. وقد بدأ "كاف" مشاورات مكثفة مع الاتحاد الكيني لكرة القدم والسلطات الأمنية لتقييم مدى جاهزية العاصمة الكينية لاستضافة المباراة بشكل آمن.
- موقف "كاف": يدرس الاتحاد الأفريقي خيارات متعددة قد تشمل تأجيل المباراة، نقلها إلى ملعب آخر داخل كينيا إذا توافرت الظروف الأمنية، أو حتى إقامتها في بلد محايد، أو اللعب خلف أبواب مغلقة.
 - مخاوف الهلال السوداني: عبر وفد نادي الهلال السوداني عن قلقه الشديد إزاء سلامة لاعبيه وجهازه الفني والإداري، مطالبين "كاف" بضمان أمن البعثة السودانية واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان نزاهة وسلامة المنافسة.
 - رد فعل الشرطة الكيني: أعرب النادي الكيني عن أسفه للأحداث، مؤكداً التزامه بتوفير أقصى درجات الأمان ولكن في الوقت نفسه أقر بصعوبة التحكم في الاحتجاجات التي تقع خارج نطاق الملعب مباشرة.
 
الأهمية والتوقعات المستقبلية
تحمل هذه المباراة أهمية خاصة لكلا الناديين، فالشرطة الكيني يسعى لتحقيق إنجاز تاريخي في البطولة القارية، بينما يطمح الهلال السوداني، صاحب الخبرة الطويلة في المنافسات الأفريقية، إلى المضي قدماً نحو الأدوار النهائية. يضع الوضع الحالي "كاف" أمام تحدٍ كبير لضمان استمرارية البطولة وسط تحديات أمنية متزايدة في أجزاء مختلفة من القارة.
من المتوقع أن يصدر "كاف" قراراً حاسماً بشأن مصير المباراة في الساعات القليلة القادمة، مع الأخذ في الاعتبار تقارير السلامة والأمن المقدمة من السلطات المحلية وموقف الأندية المعنية. تبقى الأولوية لسلامة الجميع، ومعها نزاهة المنافسة الرياضية في واحدة من أهم البطولات القارية.





