شكوى إداري طائرة الزمالك ضد الاتحاد المصري للعبة تصل إلى وزارة الرياضة
تقدم أحمد شعلان، الإداري السابق لفريق رجال الكرة الطائرة بنادي الزمالك، بشكوى رسمية إلى وزارة الشباب والرياضة المصرية ضد الاتحاد المصري للكرة الطائرة. تأتي هذه الخطوة احتجاجًا على قرار الاتحاد بتأييد إيقافه لمدة ثلاث سنوات ومنعه من ممارسة أي أعمال تتعلق بالكرة الطائرة، خاصة في ظل العفو أو تخفيف العقوبة عن لاعبين آخرين كانا متورطين في نفس الواقعة. تعكس هذه الشكوى تصعيدًا في الخلاف وتثير تساؤلات حول معايير العدالة والشفافية في القرارات التأديبية داخل المنظومة الرياضية المصرية.

تفاصيل الواقعة: رحلة الإمارات ومخالفات الانضباط
تعود جذور الأزمة إلى واقعة تتعلق برحلة قام بها فريق الكرة الطائرة بنادي الزمالك إلى الإمارات، حيث زُعم وقوع تجاوزات أو مخالفات إدارية وانضباطية. لم تُفصح المصادر عن تفاصيل دقيقة لطبيعة المخالفات التي حدثت خلال هذه الرحلة، لكنها كانت كافية لاستدعاء تحقيقات وعقوبات تأديبية من قبل إدارة النادي والاتحاد على حد سواء. شملت التحقيقات عددًا من المسؤولين واللاعبين، كان من بينهم أحمد شعلان بصفته إداريًا للفريق، بالإضافة إلى لاعبين اثنين لم يتم الكشف عن هويتهما في هذا السياق.
في أعقاب التحقيقات الأولية، اتخذ نادي الزمالك قرارات داخلية بحق المتورطين، تلاها قرارات من الاتحاد المصري للكرة الطائرة. كانت هذه القرارات بمثابة الشرارة التي أشعلت الخلاف الراهن، خاصة مع تباين درجات العقوبة بين الأطراف المختلفة المعنية بالواقعة.
قرار الاتحاد والإيقاف المثير للجدل
أصدر الاتحاد المصري للكرة الطائرة قراره النهائي بتأييد إيقاف أحمد شعلان لمدة ثلاث سنوات كاملة، وهي فترة طويلة تعني تجميد مسيرته الإدارية في اللعبة بشكل كامل خلال هذه المدة. لم يقتصر القرار على الإيقاف فقط، بل امتد ليشمل منعه من ممارسة أي نشاط يتعلق بالكرة الطائرة، سواء كان ذلك إداريًا أو فنيًا أو بأي صفة أخرى. اعتبر الكثيرون هذا القرار قاسيًا للغاية، خاصة في ظل التداعيات المهنية والشخصية المترتبة عليه.
الجانب الأكثر إثارة للجدل، والذي دفع شعلان لتقديم شكواه، هو التباين الواضح في العقوبات الموقعة على الأطراف المتورطة في نفس الحادثة. فبينما واجه شعلان هذا الإيقاف الصارم والشامل، تم العفو عن اللاعبين الآخرين المتورطين في رحلة الإمارات، أو على الأقل صدرت بحقهما عقوبات أخف بكثير. يرى شعلان أن هذا التمييز في تطبيق اللوائح يفتقر إلى العدالة ويشير إلى وجود محاباة أو عدم تطبيق المعايير نفسها على الجميع، وهو ما يمثل جوهر اعتراضه.
أسباب الشكوى ودور وزارة الرياضة
تتمحور شكوى أحمد شعلان حول مبدأين أساسيين: الظلم وعدم المساواة. فهو يرى أن إيقافه ثلاث سنوات مع منع كامل من ممارسة اللعبة، بينما يعفى زملاؤه اللاعبون من العقوبة أو يتعرضون لعقوبات رمزية، هو قرار غير عادل ويتعارض مع أبسط مبادئ الإنصاف. من المرجح أن تكون الشكوى قد استندت إلى اتهامات بتجاوزات إجرائية أو عدم كفاية الأدلة التي تبرر هذه العقوبة المغلظة، أو على الأقل عدم تناسبها مع ما ارتكبه مقارنة بالآخرين.
يعد التوجه إلى وزارة الشباب والرياضة خطوة طبيعية في مثل هذه الحالات، حيث تمثل الوزارة الجهة الإشرافية العليا على جميع الاتحادات الرياضية والأندية في مصر. يتجلى دور الوزارة في ضمان تطبيق اللوائح والقوانين بشكل عادل وشفاف، وحماية حقوق الأفراد داخل المنظومة الرياضية. يمكن للوزارة، بعد دراسة الشكوى، أن تتخذ عدة إجراءات؛ منها فتح تحقيق داخلي، أو الوساطة بين الأطراف، أو حتى إلغاء أو تعديل قرارات الاتحاد إذا ثبت أنها غير قانونية أو تعسفية أو مخالفة لمبادئ العدالة الرياضية. هذه الخطوة تؤكد على أهمية وجود جهة رقابية عليا لضمان المساءلة.
الأبعاد والتداعيات المحتملة
تتجاوز قضية أحمد شعلان مجرد خلاف فردي لتلقي بظلالها على عدة جوانب هامة في المشهد الرياضي المصري:
- الحوكمة والشفافية: تضع القضية تحت المجهر مدى التزام الاتحادات الرياضية بمعايير الحوكمة الرشيدة والشفافية في اتخاذ القرارات التأديبية. فالتطبيق غير المتسق للوائح يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة في هذه المؤسسات.
- العلاقة بين الأندية والاتحادات: يمكن أن تؤثر مثل هذه النزاعات على العلاقة بين الأندية الكبيرة، مثل الزمالك، والاتحادات الرياضية، مما قد يخلق توترات تعرقل التعاون المستقبلي.
- حقوق اللاعبين والمسؤولين: تؤكد هذه الشكوى على أهمية حقوق اللاعبين والمسؤولين في الطعن على القرارات التي يعتبرونها جائرة، وتؤجج النقاش حول آليات الانتصاف القانوني المتاحة لهم.
- تحديد سابقة: يمكن أن يكون لقرار الوزارة بشأن هذه الشكوى تأثير كبير كسابقة قانونية أو إدارية في كيفية التعامل مع قضايا مماثلة في المستقبل، مما يؤثر على مسار العدالة الرياضية بشكل عام.
يبقى الآن الدور الأكبر على وزارة الشباب والرياضة لتقديم حل عادل لهذه القضية، والذي لن يؤثر فقط على مسيرة أحمد شعلان المهنية، بل سيساهم أيضًا في ترسيخ مبادئ العدالة والنزاهة داخل أروقة الرياضة المصرية.





