شلتوت يصنف ديربي الأهلي والزمالك ضمن أفضل 10 مواجهات عالمية

جدد الناقد الرياضي البارز عصام شلتوت تأكيده على قناعته الراسخة بأن مباراة القمة بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، والمعروفة بـ "ديربي القاهرة"، تعد واحدة من أفضل عشر مواجهات كروية على مستوى العالم. هذا التصريح، الذي يكرره شلتوت في إطلالاته الإعلامية المختلفة، يسلط الضوء على القيمة الكبيرة والأهمية التاريخية لهذا الصراع الكروي على الساحة الدولية.

خلفية التصنيف وأهميته

يُعد عصام شلتوت، وهو شخصية إعلامية مرموقة في الصحافة الرياضية المصرية وشغل سابقًا منصب مدير تحرير في عدد من المطبوعات المتخصصة، من أبرز المدافعين عن المكانة العالمية لديربي القاهرة. لا تنبع تصريحاته من مجرد رأي شخصي، بل تستند غالبًا إلى تحليل للخصائص الفريدة التي تجعل هذه المواجهة استثنائية. ويكتسب هذا التصنيف ثقلاً خاصًا بالنظر إلى خبرة شلتوت الطويلة في تغطية كرة القدم المصرية والإفريقية. ويمثل الديربي في حد ذاته ذروة الموسم الكروي في مصر، فهو حدث يقسم الشارع المصري ويجذب اهتمام الملايين في منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا.

يمتد تاريخ التنافس بين الناديين لأكثر من قرن، وهو متجذر بعمق في النسيج الاجتماعي المصري. فالمباراة تمثل أكثر من مجرد منافسة رياضية، إنها صدام بين اثنين من أنجح الأندية في القارة، لكل منهما هويته الخاصة وقاعدة جماهيرية عريضة وشغوفة.

الأسباب الكامنة وراء التصنيف العالمي

وفقًا لشلتوت ومحللين آخرين يشاركونه الرأي، هناك عدة عوامل رئيسية ترفع من شأن ديربي القاهرة وتضعه في مصاف النخبة العالمية. هذه العوامل تجتمع لتخلق حدثًا يضاهي في أهميته وشغفه أشهر المواجهات الكروية في العالم، ومن أبرزها:

• الشعبية الجارفة: تُقدر القاعدة الجماهيرية المشتركة للأهلي والزمالك بأكثر من 100 مليون مشجع، مما يجعل هذا الديربي واحدًا من أكثر المواجهات متابعة على الإطلاق. ولا يقتصر هذا الدعم على مصر وحدها، بل يمتد ليشمل مجتمعات كبيرة من المشجعين في جميع أنحاء العالم العربي وبين الجاليات المصرية في الخارج.
• التاريخ الحافل بالألقاب: يُعتبر كلا الناديين من عمالقة كرة القدم الإفريقية. فالأهلي يُعرف على نطاق واسع بأنه نادي القرن في إفريقيا، بينما يمتلك الزمالك أيضًا تاريخًا غنيًا بالبطولات المحلية والقارية. وكل مباراة ديربي تحمل في طياتها ثقل هذا التاريخ المرصع بالبطولات.
• التأثير الاجتماعي والثقافي: يتسبب الديربي في توقف شبه تام للحياة اليومية في مصر، حيث تخلو الشوارع خلال التسعين دقيقة من اللعب، وتصبح نتيجة المباراة حديث الساعة لأيام وأسابيع في أماكن العمل والمقاهي والمنازل، وهو ما يميز أعظم الديربيات العالمية.
• التغطية الإعلامية المكثفة: قبل أيام من المباراة، تقدم وسائل الإعلام المصرية والعربية تغطية شاملة تحلل كل جانب ممكن من المواجهة، بدءًا من الخطط التكتيكية وحتى آخر أخبار اللاعبين. هذه الأجواء الإعلامية تساهم بشكل كبير في ترسيخ السمعة الأسطورية للمباراة.

السياق والتطورات الأخيرة

غالبًا ما يطرح شلتوت هذا التصنيف في معرض حديثه قبل مواجهات القمة المرتقبة، سواء في الدوري المصري الممتاز أو كأس مصر. وتتوافق وجهة نظره مع التقدير الدولي الذي حظي به الديربي على مر السنين. فقد أدرجت مجلات عالمية مثل FourFourTwo ومنظمات مثل FIFA ديربي القاهرة بشكل متكرر ضمن قوائمها لأكثر الديربيات شراسة وأهمية في العالم، وغالبًا ما يوضع جنبًا إلى جنب مع "الكلاسيكو القديم" في اسكتلندا (سيلتيك ورينجرز) و"السوبر كلاسيكو" في الأرجنتين (بوكا جونيورز وريفر بليت).

وقد استمرت المباريات الأخيرة بين الناديين في تقديم الإثارة والندية، بما في ذلك مباريات حاسمة على لقب الدوري ونهائيات الكأس، مما يعزز أهمية المواجهة ويضفي مصداقية على الادعاءات بمكانتها العالمية.

دلالات وأبعاد التصريح

إن التأكيد المتكرر على المكانة العالمية للديربي من قبل شخصيات مثل شلتوت يخدم أغراضًا متعددة. فهو يُعد مصدر فخر وطني يحتفي بجانب فريد من الثقافة المصرية. علاوة على ذلك، يعزز الإمكانات التجارية والتسويقية للدوري المصري. فمن خلال تقديم الديربي كحدث عالمي المستوى، يتم تشجيع المزيد من المتابعة الدولية والاستثمار المحتمل. وتتحدى هذه النظرة الرؤية التي تركز على كرة القدم الأوروبية فقط، وتدعم الشغف والتاريخ المتأصل في المنافسات الكبرى من القارات الأخرى.