صدارة سوق الهواتف الذكية عالمياً: ترتيب أبرز 5 شركات وحصصها السوقية
كشف تقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث Omdia، بتاريخ الجمعة 3 أكتوبر 2025، أن شركة سامسونج قد حافظت على موقعها الريادي في سوق الهواتف الذكية العالمي خلال الربع الثالث من عام 2025، الذي يمتد من يوليو إلى سبتمبر. ويُسلط التقرير الضوء على الديناميكيات التنافسية المتزايدة بين عمالقة التكنولوجيا، حيث تسعى الشركات الكبرى لتعزيز حصصها السوقية في ظل ظروف اقتصادية عالمية متغيرة وتطورات تكنولوجية متسارعة. وتُعد هذه الفترة حاسمة للشركات، حيث تسبق موسم الأعياد وتُعطي مؤشراً قوياً لأداء السوق للعام بأكمله.

خلفية سوق الهواتف الذكية العالمية
شهد سوق الهواتف الذكية تحولات جذرية على مدار العقد الماضي، فبعد فترة من النمو الهائل، بدأت الأسواق في النضوج، مما أدى إلى منافسة شرسة على كل نقطة مئوية من الحصة السوقية. يعتمد المستهلكون بشكل متزايد على هواتفهم الذكية في مختلف جوانب حياتهم اليومية، من الاتصالات والعمل إلى الترفيه والمدفوعات. وتتأثر مبيعات الهواتف بعوامل متعددة، منها الابتكار في التقنيات الجديدة مثل شبكات الجيل الخامس (5G) والشاشات القابلة للطي والذكاء الاصطناعي المدمج، بالإضافة إلى استراتيجيات التسعير، والتسويق، والتوزيع عبر المناطق الجغرافية المختلفة. كما تلعب الظروف الاقتصادية الكلية، مثل التضخم والقوة الشرائية للمستهلكين، دوراً محورياً في تحديد مسار السوق.
أبرز نتائج تقرير الربع الثالث 2025
وفقاً لبيانات Omdia، احتلت سامسونج المرتبة الأولى في مبيعات الهواتف الذكية عالمياً للربع الثالث من عام 2025، مدعومة بمحفظة منتجاتها المتنوعة التي تغطي الفئات الاقتصادية والمتوسطة والعليا، بما في ذلك سلسلة Galaxy S الرائدة وهواتفها القابلة للطي، بالإضافة إلى هواتف Galaxy A التي تستهدف الشرائح الأوسع. وقد بلغت حصة الشركة السوقية رقماً يقدر بـ 20.8% خلال هذه الفترة، مع شحن ما يقرب من 60 مليون وحدة. ويُعزى هذا الأداء القوي إلى استراتيجياتها التوزيعية الواسعة وتركيزها على الابتكار وتجربة المستخدم.
في المرتبة الثانية جاءت شركة آبل، والتي حققت حصة سوقية بلغت 17.2% وشحنت حوالي 50 مليون وحدة. عادة ما تشهد مبيعات آبل زخماً كبيراً في الربع الأخير من العام مع إطلاق إصدارات iPhone الجديدة، لكن الأداء القوي في الربع الثالث غالباً ما يعكس الطلب المستمر على الموديلات السابقة والتوقعات العالية للإصدارات القادمة. ويُعد ولاء العلامة التجارية وقوة نظامها البيئي عاملين أساسيين في الحفاظ على مكانتها المتقدمة.
أما المرتبة الثالثة فقد استحوذت عليها شركة شاومي بحصة سوقية بلغت 14.5%، مع شحن نحو 42 مليون وحدة. تواصل شاومي تحقيق نمو ملحوظ، خاصة في الأسواق الناشئة مثل الهند وأجزاء من جنوب شرق آسيا وأوروبا، بفضل استراتيجيتها التي تركز على تقديم هواتف ذات مواصفات قوية بأسعار تنافسية. كما أن توسعها في المنتجات المنزلية الذكية يعزز من علامتها التجارية.
تلتها في المرتبة الرابعة شركة أوبو، بحصة سوقية تقدر بـ 9.3% وشحن حوالي 27 مليون وحدة. حافظت أوبو على مركزها ضمن الخمسة الكبار بفضل تركيزها على الابتكار في تقنيات الكاميرا والشحن السريع، وتصميماتها الأنيقة التي تلقى رواجاً في أسواق آسيا وأفريقيا.
وأخيراً، جاءت شركة فيفو في المرتبة الخامسة، حيث بلغت حصتها السوقية 7.8% مع شحن نحو 23 مليون وحدة. تتميز فيفو أيضاً بتركيزها على الابتكار في الكاميرات وتقنيات الشحن، ولها حضور قوي في السوق الصيني وعدد من الأسواق الآسيوية الأخرى، مستفيدة من قنوات التوزيع القوية وعلاقاتها مع شركات الاتصالات.
يُظهر التقرير أن الشركات الخمس الكبرى تستحوذ مجتمعة على نسبة كبيرة من إجمالي السوق، مما يؤكد على تركيز القوة في أيدي عدد محدود من اللاعبين الرئيسيين. وقد شهد السوق العالمي للهواتف الذكية تباطؤاً طفيفاً في النمو على أساس سنوي في الربع الثالث من 2025 مقارنة بالربع ذاته من العام السابق، وهو ما يعكس تحديات الاقتصاد الكلي وتشبع بعض الأسواق.
العوامل المؤثرة في ديناميكية السوق
عدة عوامل رئيسية تؤثر في ترتيب الشركات وحصصها السوقية:
- الابتكار التكنولوجي: تقديم ميزات جديدة ومحسنة مثل معالجات أقوى، كاميرات متطورة، بطاريات تدوم طويلاً، وشاشات عرض مبتكرة، يدفع المستهلكين نحو الترقية.
 - التسعير والتنافسية: تلعب استراتيجيات التسعير دوراً حاسماً، حيث تسعى الشركات لموازنة الجودة والأداء مع التكلفة لتلبية توقعات مختلف شرائح المستهلكين.
 - سلاسل التوريد: استقرار سلاسل التوريد وتوفر المكونات الأساسية مثل الرقائق الإلكترونية يُعد ضرورياً للقدرة على تلبية الطلب العالمي.
 - الظروف الاقتصادية العالمية: تؤثر معدلات التضخم وأسعار الفائدة ومستويات الدخل المتاح على قرارات المستهلكين بشراء الأجهزة الجديدة.
 - التوسع الجغرافي: الشركات التي تنجح في اختراق أسواق جديدة أو تعزيز وجودها في الأسواق الناشئة تستطيع تحقيق نمو أكبر.
 
أهمية هذه النتائج وتأثيرها
إن فهم ترتيب الشركات الرائدة في سوق الهواتف الذكية أمر بالغ الأهمية لعدة أطراف:
- للمصنعين: يساعدهم على تقييم أدائهم مقارنة بالمنافسين، وتعديل استراتيجيات الإنتاج، البحث والتطوير، والتسويق. كما أنه يؤثر على ثقة المستثمرين وتقييمات الأسهم.
 - للمستهلكين: يوفر لهم معلومات حول الشركات الرائدة والتوجهات العامة للسوق، مما قد يؤثر على قرارات الشراء بناءً على شعبية العلامة التجارية أو مدى انتشارها.
 - للمطورين والموردين: يُشير إلى أين تتركز القوة السوقية، مما يؤثر على الشراكات وتطوير التطبيقات والخدمات التي تستهدف قواعد المستخدمين الأكبر.
 - للاقتصاد الكلي: يعكس صحة قطاع التكنولوجيا العالمي ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص العمل، والابتكار.
 
توقعات لمستقبل سوق الهواتف الذكية
من المتوقع أن يظل سوق الهواتف الذكية تنافسياً للغاية في الربع الرابع من عام 2025 وما بعده. مع اقتراب موسم الأعياد، تزداد حدة المنافسة، خاصة بين سامسونج وآبل في الفئة العليا، ومع استمرار نمو اللاعبين الصينيين في الأسواق الناشئة. كما أن التطورات في الذكاء الاصطناعي التوليدي ودمجها في الهواتف الذكية، بالإضافة إلى تحسينات في تقنيات الشاشات القابلة للطي، قد تُشكل المحركات الرئيسية للنمو والابتكار في الفترة القادمة. ستظل قدرة الشركات على الابتكار بسرعة، والاستجابة لاحتياجات المستهلكين المتغيرة، وإدارة سلاسل التوريد بكفاءة، هي العوامل الحاسمة لنجاحها في هذا السوق المتغير باستمرار.
تُظهر نتائج الربع الثالث من 2025 أن السوق لا يزال ديناميكياً، مع تبدل في حصص الشركات، مما يؤكد على أهمية المراقبة المستمرة لأداء اللاعبين الرئيسيين لفهم التوجهات المستقبلية لهذا القطاع الحيوي.




