صراع المركز الثالث في السوبر المصري للأندية الأبطال: بيراميدز في مواجهة سيراميكا كليوباترا
شهدت ملاعب الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً استاد محمد بن زايد في أبوظبي، يوم الأحد، 6 أكتوبر 2025، مواجهة مثيرة وحاسمة لتحديد المركز الثالث في بطولة كأس السوبر المصري للأندية الأبطال بنسختها الموسعة. التقى فيها فريقا بيراميدز وسيراميكا كليوباترا في مباراة اتسمت بالندية والإثارة، وانتهت بالتعادل السلبي قبل أن تحسمها ركلات الترجيح لصالح أحد الفريقين، في مشهد يعكس قوة المنافسة ورغبة كل نادٍ في إنهاء البطولة بشكل مشرف.

مقدمة وتوقعات ما قبل المباراة
تُعد بطولة كأس السوبر المصري للأندية الأبطال بصيغتها الجديدة إضافة مهمة للمشهد الكروي المصري، حيث تجمع أربعة فرق بدلاً من اثنين، مما يزيد من الإثارة والتنافسية. تقام البطولة بشكل دوري في الإمارات العربية المتحدة، ما يضفي عليها بعداً تنظيمياً عالمياً ويسهم في تسويق الكرة المصرية إقليمياً ودولياً. كان فريق بيراميدز قد وصل إلى هذه المباراة بعد خسارته في نصف النهائي، بينما جاء سيراميكا كليوباترا بدوره عقب إقصائه من المربع الذهبي أيضاً، مما جعل لقاء تحديد المركز الثالث بمثابة فرصة لتعويض الجماهير وتحقيق إنجاز معنوي ومادي مهم.
قبل انطلاق اللقاء، كانت التوقعات تشير إلى مباراة مفتوحة من الطرفين. يمتلك بيراميدز كتيبة من النجوم القادرين على صناعة الفارق، معتمدين على أسلوب لعب هجومي ومنظم. في المقابل، يشتهر سيراميكا كليوباترا بتنظيمه الدفاعي الجيد وقدرته على شن الهجمات المرتدة السريعة، بالإضافة إلى روحه القتالية العالية. أشار المحللون إلى أن الضغط النفسي سيكون عاملاً حاسماً، حيث يسعى كل فريق لإثبات جدارته بعد خيبة أمل الخروج من الدور نصف النهائي.
تفاصيل المباراة وأحداث الشوطين
انطلقت صافرة البداية وسط أجواء حماسية وحضور جماهيري لا بأس به، وقد عكس الشوط الأول حذراً تكتيكياً من كلا المدربين. سعى بيراميدز للسيطرة على منطقة المناورات وبناء الهجمات من الخلف، مع الاعتماد على سرعة الأجنحة والتحركات المستمرة للمهاجمين. خلق الفريق بعض الفرص الخطيرة، أبرزها تسديدة قوية تصدى لها حارس مرمى سيراميكا كليوباترا ببراعة، وكرة رأسية مرت بجوار القائم.
من جانبه، التزم سيراميكا كليوباترا بخطته الدفاعية الصارمة، معتمداً على إغلاق المساحات في وسط الملعب ومحاولة استغلال الأخطاء في بناء هجمات بيراميدز. نفذ الفريق عدة هجمات مرتدة شكلت خطورة على مرمى بيراميدز، لكنها لم تترجم إلى أهداف، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي بدون أهداف، مع أفضلية نسبية في الاستحواذ والفرص لصالح بيراميدز.
الشوط الثاني والبحث عن هدف الفوز
شهد الشوط الثاني تصاعداً في وتيرة اللعب والرغبة في كسر الجمود. أجرى المدربان عدة تغييرات في محاولة لتنشيط خطوطهما الهجومية وتغيير مسار المباراة. زاد بيراميدز من ضغطه الهجومي، واعتمد على الكرات العرضية والتسديد من خارج منطقة الجزاء، بينما حاول سيراميكا كليوباترا استغلال المساحات التي تركها لاعبو بيراميدز في الدفاع. تبادل الفريقان الهجمات، وشهدت الدقائق الأخيرة من المباراة محاولات يائسة من كلا الجانبين لتسجيل هدف الفوز، لكن صلابة الدفاعات والتألق الملفت لحارسي المرمى حالت دون ذلك.
ومع استمرار التعادل السلبي حتى نهاية الوقت الأصلي للمباراة، احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح مباشرة، وفقاً للوائح البطولة في مباريات تحديد المركزين الثالث والرابع، لتحديد هوية الفائز بالمركز الثالث.
ركلات الترجيح والحسم الدراماتيكي
كانت ركلات الترجيح مسرحاً لدراما كروية حقيقية، حيث تبادل اللاعبون تنفيذ الركلات وسط ترقب كبير من الجماهير والمتابعين. أظهر حارسا المرمى براعة كبيرة في التصدي لبعض الركلات، وشهدت اللحظات الأخيرة توتراً بالغاً. بعد جولات متتالية من التسجيل والإضاعة، تمكن فريق بيراميدز من حسم ركلات الترجيح لصالحه بنتيجة 4-3، ليحرز بذلك المركز الثالث في كأس السوبر المصري للأندية الأبطال 2025. كانت الفرحة عارمة في معسكر بيراميدز بعد هذا الفوز الصعب، بينما سيطر الإحباط على لاعبي سيراميكا كليوباترا الذين قدموا أداءً مشرفاً طوال المباراة.
أهمية المركز الثالث وتداعياته
يُعتبر حصول بيراميدز على المركز الثالث في هذه البطولة إنجازاً مهماً، على الرغم من الطموحات التي كانت تتجه نحو التتويج باللقب. يمثل هذا المركز إضافة لخزائن النادي من الناحية المادية، حيث ترصد جوائز مالية مجزية للمراكز الثلاثة الأولى. كما أنه يعزز من معنويات اللاعبين والجهاز الفني قبل استئناف المنافسات المحلية والقارية. بالنسبة لسيراميكا كليوباترا، ورغم عدم الفوز، فإن مشاركته في هذه البطولة وخوضه لمباراة تحديد المركز الثالث يبرهن على التطور الكبير للنادي وقدرته على المنافسة مع كبار الأندية المصرية.
تعكس هذه المباراة أيضاً القيمة المتزايدة لبطولة السوبر المصري بشكلها الجديد، والتي أصبحت توفر فرصاً أكبر للأندية للتنافس على الألقاب واكتساب الخبرات، بالإضافة إلى تعزيز مكانة الكرة المصرية على الساحة الإقليمية والدولية من خلال استضافتها في دولة الإمارات الشقيقة.





