صعوبات لوجستية في نقل جثمان الأب تحرم لوكاكو وشقيقه من حضور جنازته بالكونغو
في إعلان حديث أثار اهتمام الأوساط الرياضية والعامة، كشف النجمان البلجيكيان روميلو لوكاكو وشقيقه جوردان لوكاكو عن عدم تمكنهما من حضور جنازة والدهما، روجر لوكاكو، بسبب التحديات اللوجستية المعقدة المتعلقة بنقل جثمانه وتواجده في موطنه الأصلي، جمهورية الكونغو الديمقراطية. ويأتي هذا النبأ ليضيف بعدًا إنسانيًا وشخصيًا لحياة اللاعبين المعروفين، مسلطًا الضوء على الصعوبات التي قد تواجه الأفراد، حتى الشخصيات العامة، في خضم التقاليد العائلية والظروف الدولية.

خلفية عائلية ورياضية
ينحدر الأخوان لوكاكو من أصول كونغولية، حيث لعب والدهما روجر لوكاكو كرة القدم في بلجيكا خلال الثمانينات والتسعينات، وكان له تأثير كبير على مسيرتيهما الكروية. لطالما حافظت العائلة على روابط قوية مع جذورها الأفريقية، وهو ما يفسر الرغبة العميقة في أن تتم مراسم الدفن في الوطن الأم. يعد روميلو لوكاكو أحد أبرز المهاجمين في كرة القدم الأوروبية، وقد حقق مسيرة مهنية حافلة بالنجاحات مع أندية كبيرة ومنتخب بلجيكا. أما شقيقه جوردان، فهو أيضًا لاعب كرة قدم محترف، وقد لعب لعدة أندية أوروبية.
لطالما كانت العلاقة الأسرية محورًا أساسيًا في حياة الأخوين، وقد تحدثا مرارًا عن الدعم الذي تلقياه من والديهما. إن عدم القدرة على حضور لحظة وداع الأب في وطنه الأم يمثل ضريبة عاطفية كبيرة، خصوصًا في ثقافة تقدر الروابط العائلية ومراسم الجنازات كجزء لا يتجزأ من تكريم الراحل.
تحديات نقل الجثامين الدولية
إن قرار دفن روجر لوكاكو في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بينما يقيم أبناؤه في أوروبا، يضع العائلة أمام عقبات لوجستية ليست بالهينة. تتضمن عملية نقل الجثامين عبر الحدود الدولية مجموعة معقدة من الإجراءات والمتطلبات، منها:
- الوثائق الرسمية: الحاجة إلى شهادات وفاة دولية، تصاريح نقل، وتصاريح دخول من السلطات الكونغولية.
 - متطلبات الحفظ: يجب أن يتم تحنيط الجثمان وفقًا للمعايير الدولية، وأن يوضع في تابوت مخصص للنقل الجوي.
 - التكاليف الباهظة: تتطلب هذه العملية نفقات مالية كبيرة، تشمل تكاليف التحنيط، التابوت الخاص، رسوم الشحن الجوي، والجمارك.
 - التنسيق اللوجستي: يتطلب الأمر تنسيقًا بين شركات الطيران، وسفارات البلدين، والجهات الصحية والجمارك في كل من نقطة المغادرة والوصول.
 - القيود الصحية: قد تفرض بعض الدول قيودًا إضافية بناءً على الأسباب الصحية للوفاة، مما يزيد من تعقيد الإجراءات.
 
هذه التعقيدات غالبًا ما تستغرق وقتًا طويلاً لإنجازها، مما قد يتجاوز الفترة الزمنية المتاحة للأخوين لوكاكو للحضور، خاصةً مع التزاماتهما المهنية الكبيرة. وقد يكون هذا التأخير هو السبب الرئيسي وراء عدم قدرتهما على اللحاق بمراسم الدفن في الوقت المناسب.
الأهمية الثقافية والدعم العائلي
في العديد من الثقافات الأفريقية، بما في ذلك الكونغو، تُعد الجنازات أحداثًا مجتمعية وعائلية محورية، حيث يشارك الأقارب والأصدقاء من مختلف المناطق لتقديم العزاء وتكريم الفقيد. إن حضور الأبناء لدفن والدهم ليس مجرد واجب شخصي، بل هو جزء من إظهار الاحترام وتقدير الروابط الأسرية. لهذا السبب، فإن عدم تمكن روميلو وجوردان من التواجد يمثل خسارة مزدوجة: الأولى بفقدان الأب، والثانية بعدم القدرة على المشاركة في طقوس الوداع الأخيرة في الوطن الأم.
من المرجح أن تحظى العائلة بدعم واسع من الجماهير وزملاء اللاعبين، الذين يتفهمون طبيعة الظروف الصعبة. وقد يُنظر إلى هذا الموقف كرمز للتحديات التي تواجهها الأسر المهاجرة حول العالم، والتي غالبًا ما تضطر للتوفيق بين التزاماتها في بلاد المهجر ورغبتها في الحفاظ على الروابط الثقافية والعائلية مع أوطانها الأصلية.
التداعيات المحتملة
على الرغم من طبيعة الظرف الشخصية الحزينة، فإن هذا الموقف قد يؤثر على نفسية الأخوين لوكاكو وأدائهما في الملاعب، ولو بشكل مؤقت. يُعرف عن اللاعبين احترافيتهما العالية، لكن الأحداث العائلية الكبرى غالبًا ما تترك بصماتها. يتوقع أن يتلقى اللاعبان دعمًا نفسيًا ومعنويًا من عائلتيهما، وأنديتها، والجماهير لتجاوز هذه المحنة.
في الختام، تعكس قصة الأخوين لوكاكو التحديات الإنسانية الكامنة وراء بريق الشهرة والنجومية، مؤكدة أن بعض الصعوبات تتجاوز الثروة والمكانة، وتلامس جوهر الروابط الأسرية والرغبة في تكريم الأجداد والآباء بالطريقة التقليدية التي تمليها الجذور الثقافية.





