طبيب رياضي يكشف أسباب تراجع أداء لامين يامال.. ويحذر: الأسوأ قادم

بعد مباراة الكلاسيكو الأخيرة، التي شهدت تراجعًا ملحوظًا في مستوى أداء نجم برشلونة الشاب لامين يامال، قدم الدكتور بيدرو لويس ريبول، وهو اختصاصي بارز في إصابات الملاعب، تفسيرًا مقلقًا وراء هذا الانخفاض. وقد أرجع الدكتور ريبول هذا التراجع إلى مجموعة من العوامل، أبرزها الإجهاد البدني المفرط ومرحلة النمو السريع التي يمر بها اللاعب البالغ من العمر 16 عامًا، مطلقًا تحذيرًا صارخًا بأن «الأسوأ لم يأت بعد» إذا لم يتم التعامل مع الوضع بحكمة وعناية.

الخلفية والظهور الصاروخي

تصدر لامين يامال العناوين بقوة منذ بداية الموسم الكروي الحالي، حيث تدرج بسرعة قياسية من أكاديمية برشلونة «لاماسيا» إلى الفريق الأول، وحقق أرقامًا قياسية تاريخية كأصغر لاعب يشارك ويسجل أهدافًا سواء على مستوى النادي الكتالوني أو المنتخب الإسباني الأول. هذا الصعود السريع والسلس فرض عليه ضغوطًا هائلة ومتطلبات بالمشاركة في عدد كبير جدًا من المباريات، سواء مع ناديه أو منتخب بلاده، مما أدى إلى جدول زمني مكثف ومرهق للغاية بالنسبة للاعب في هذه المرحلة المبكرة والحاسمة من مسيرته الاحترافية.

تحليل الطبيب لأسباب التراجع

أوضح الدكتور بيدرو لويس ريبول أن الانخفاض في أداء يامال، والذي كان واضحًا في المباريات المصيرية مثل الكلاسيكو، لا يشير بالضرورة إلى تراجع في موهبته الفطرية، بل هو نتيجة منطقية وحتمية لتضافر عوامل فسيولوجية وبدنية معقدة. وقد أشار الطبيب إلى نقطتين محورية في تحليله:

• الإجهاد البدني المفرط: يشارك يامال في عدد غير مسبوق من الدقائق التدريبية ومباريات كرة القدم بالنسبة لمراهق في مثل عمره. هذا الحمل الزائد والمستمر يمكن أن يؤدي إلى تراكم كبير في الإرهاق العضلي والعصبي، مما يؤثر بشكل سلبي ومباشر على قدراته في السرعة، القوة البدنية، الدقة الفنية، والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة والسريعة تحت الضغط خلال سير المباريات.
• مراحل النمو السريع: يمر يامال حاليًا بمرحلة حرجة من النمو البدني السريع، حيث تشهد عظامه وعضلاته تطورات جذرية وتغيرات كبيرة. هذه المرحلة العمرية غالبًا ما تؤثر على التنسيق الحركي الدقيق والتوازن العام للجسم، وقد تجعل اللاعب يشعر بنوع من «الثقل» أو عدم الارتياح في حركاته السابقة، وتزيد من قابليته للتعرض للإصابات المختلفة.

التحذير من المخاطر المستقبلية

لم يكتفِ الدكتور ريبول بتفسير الأداء الحالي ليامال، بل ذهب أبعد من ذلك ليصدر تحذيرًا جادًا وخطيرًا حول مستقبل اللاعب، مؤكدًا أن «الأسوأ لم يأت بعد» إذا لم يتم التعامل مع وضعه الحالي بعناية فائقة وحكمة بالغة. يعتمد هذا التحذير على مخاوف مشروعة من أن الإجهاد البدني المتواصل والمكثف خلال فترة النمو الحرجة هذه قد يؤدي إلى:

• إصابات مزمنة ودائمة: يمكن أن يتسبب الإجهاد البدني المتكرر في عمر مبكر بإصابات خطيرة تتطلب فترات تعافٍ طويلة جدًا، وقد تؤثر سلبًا على مسيرة اللاعب المهنية على المدى الطويل، وقد تنهيها مبكرًا.
• تأثير سلبي على التطور البدني: قد يعيق الإجهاد البدني الشديد والمستمر التطور الطبيعي والصحي للعضلات والعظام، مما يحد من إمكانيات اللاعب البدنية الكاملة ويمنعه من الوصول إلى أقصى مستوياته في المستقبل.
• الاحتراق المبكر: يمكن أن يؤدي الضغط البدني والنفسي المستمر والمكثف إلى فقدان الشغف والحماس بكرة القدم، وظاهرة «الاحتراق» (burnout) المبكر التي قد تدفع اللاعب للاعتزال.

وقد استشهد الدكتور ريبول في تحذيراته بحالات سابقة لعدد من اللاعبين الشباب الموهوبين الذين واجهوا مشاكل مماثلة بسبب سوء إدارة أعبائهم البدنية في بدايات مسيرتهم.

أهمية القضية والتداعيات المحتملة

تُعد حالة لامين يامال مثالًا حيًا وواقعيًا للتحديات الكبيرة التي تواجه الأندية والمنتخبات الوطنية عند التعامل مع المواهب الشابة الاستثنائية. هذه القضية تثير تساؤلات جوهرية وملحة حول عدد من الجوانب الهامة:

• سياسات إدارة اللاعبين الشباب: ضرورة قصوى لوضع برامج تدريب وتأهيل متكاملة تتناسب تمامًا مع أعمارهم ومراحل نموهم الفسيولوجية، وتجنب استنزافهم البدني والنفسي مبكرًا.
• التنسيق الفعال بين الأندية والمنتخبات: أهمية التعاون الوثيق والمستمر بين الجهازين الفني والطبي للنادي والمنتخب الوطني لضمان صحة اللاعب ورفاهيته البدنية والنفسية.
• حماية مستقبل المواهب الكروية: يجب أن تكون الأولوية القصوى هي حماية المسيرة المهنية للاعب على المدى الطويل، حتى لو عنى ذلك تخفيف العبء البدني عنه في بعض المراحل العمرية الحرجة لضمان استمراريته.

ويؤكد الخبراء أن الإدارة الحكيمة والواعية لعبء يامال البدني والنفسي خلال هذه الفترة الحساسة والحاسمة من مسيرته ستكون عاملًا حاسمًا ليس فقط في الحفاظ على صحته، بل لضمان استمراره في التألق وتحقيق إمكاناته الكاملة ليصبح أحد أبرز نجوم كرة القدم في المستقبل القريب والبعيد.