طموح ياباني غير مسبوق: رئيس الاتحاد يستهدف نهائي كأس العالم 2026
في خطوة تعكس ثقة متنامية وطموحاً غير مسبوق لكرة القدم اليابانية، أعلن تسونياسو مياموتو، رئيس الاتحاد الياباني لكرة القدم، في تصريحات حديثة لوكالة رويترز، أن هدف المنتخب الوطني هو بلوغ نهائي كأس العالم 2026. هذا الإعلان يمثل قفزة نوعية في الأهداف المعلنة للساموراي الأزرق، الذين لم يتجاوزوا دور الـ16 في تاريخ مشاركاتهم بالمونديال.

الخلفية والطموح المتزايد
تستضيف الولايات المتحدة وكندا والمكسيك كأس العالم 2026، وهي النسخة الأولى التي تضم 48 فريقاً، ما يوفر فرصاً أكبر للمنتخبات الطموحة. ويُعَد المنتخب الياباني، الفائز بكأس آسيا أربع مرات، أول فريق يضمن تأهله إلى البطولة في مارس الماضي، مما يعكس استعداداً مبكراً وثقة عالية. يرى مياموتو أن المنتخب الحالي يمتلك الخبرة اللازمة وعمق المواهب القادر على إحداث تأثير كبير في هذه البطولة الموسعة. يعزز هذا التفاؤل وجود عدد كبير من اللاعبين اليابانيين المحترفين في أكبر الأندية الأوروبية، مما يمنحهم خبرة قيمة في التعامل مع المستويات العالمية.
عوامل الثقة والتطورات الأخيرة
تستند ثقة الاتحاد الياباني إلى عدة عوامل رئيسية:
- احترافية اللاعبين: يضم المنتخب الياباني حالياً نجوماً يلعبون في نخبة الدوريات الأوروبية، مثل واتارو إندو مع ليفربول وريتسو دوان مع آينتراخت فرانكفورت، مما يكسبهم خبرة مواجهة كبار اللاعبين والأندية.
- الأداء الأخير: حقق المنتخب الياباني انتصاراً تاريخياً على البرازيل، بطلة العالم خمس مرات، في مباراة ودية أقيمت الشهر الماضي، وهو ما يُعد دفعة معنوية هائلة.
- الخبرة الدولية: يمتلك العديد من اللاعبين خبرة المشاركة في دوري أبطال أوروبا والدوريات الكبرى، مما يعزز قدرتهم على التنافس بقوة في المحافل الدولية.
وأكد مياموتو، القائد السابق للمنتخب الياباني، أن هؤلاء اللاعبين يعرفون تماماً كيفية اللعب ضد الفرق الكبرى وأعظم اللاعبين. وأضاف: «نأمل أن يظهر هذا النوع من الثقة شيئاً جديداً للعالم. ما يمكننا فعله هو الاستعداد لكأس العالم حتى يصل الفريق إلى ما نطمح إليه».
السجل التاريخي والأهداف المستقبلية
شاركت اليابان في جميع بطولات كأس العالم منذ ظهورها الأول في عام 1998، لكنها لم تتمكن أبداً من تجاوز دور الـ16. أقرب منتخب آسيوي للنهائي كان كوريا الجنوبية التي وصلت إلى نصف النهائي في عام 2002 عندما استضافت البطولة بالاشتراك مع اليابان. وقد شهد مياموتو بنفسه خروج اليابان من دور الـ16 في تلك النسخة على يد تركيا، وتكرر هذا المصير في أعوام 2010 و2018 و2022. ففي مونديال قطر قبل ثلاث سنوات، فازت اليابان بشكل لافت على ألمانيا وإسبانيا في دور المجموعات، لتواجه كرواتيا في دور الـ16 وتخرج بركلات الترجيح بعد أداء بطولي.
يشير مياموتو إلى أن الطموح الحالي يمثل تحولاً كبيراً مقارنة بالماضي، قائلاً: «لم يكن بإمكاننا قول ذلك قبل 20 عاماً. قبل 10 سنوات، قال كيسوكي هوندا ويوتو ناغاتومو إن الهدف هو أن نكون أبطالاً، ربما بدا الأمر مفاجئاً قبل 10 سنوات». يؤكد هذا التصريح أن الرؤية الحالية ليست مجرد أمنية، بل هي نتاج تطور تدريجي في الكرة اليابانية يضعها على أعتاب إنجاز تاريخي محتمل.





