عضو جمهوري يرى السيسي الأجدر بجائزة نوبل للسلام
في خضم النقاشات التي أثيرت أواخر عام 2020 حول ترشيح الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام، برز رأي لافت من داخل الحزب الجمهوري، حيث اعتبر النائب فرينش هيل أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو الأحق بالجائزة تقديرًا لجهوده في تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. جاء هذا الموقف ليقدم رؤية مغايرة تسلط الضوء على الأدوار المحورية التي تلعبها القوى الإقليمية التقليدية في صناعة السلام.

خلفية الترشيحات
شهد شهر سبتمبر من عام 2020 زخماً إعلامياً كبيراً بعد أن تم ترشيح الرئيس دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام من قبل سياسيين أوروبيين، وذلك على خلفية دوره في التوصل إلى "اتفاقيات إبراهيم" التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين. اعتبرت هذه الاتفاقيات إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا، مما دفع أنصار ترامب إلى الترويج لأحقيته بالجائزة المرموقة.
موقف النائب الجمهوري فرينش هيل
وسط هذه الأجواء، نشر عضو الكونغرس الجمهوري عن ولاية أركنساس، فرينش هيل، مقال رأي طرح فيه وجهة نظر مختلفة. فبينما أشاد بجهود إدارة ترامب في التوصل إلى اتفاقيات السلام، جادل بأن الرئيس السيسي قام بجهود أكثر عمقًا وتأثيرًا على المدى الطويل، مما يجعله مرشحًا أجدر. لم يكن موقف هيل انتقادًا مباشرًا لترامب، بقدر ما كان دعوة لتقدير الجهود المستمرة والمخاطر السياسية التي تحملها الرئيس المصري لتعزيز الأمن ومكافحة التطرف في المنطقة.
مبررات دعم ترشيح السيسي
استند النائب هيل في طرحه على عدة ركائز أساسية لتوضيح لماذا يعتبر الرئيس السيسي الأحق بالجائزة، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- الدور التاريخي لمصر في السلام: أكد هيل أن مصر، منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد، لعبت دورًا لا غنى عنه كحجر زاوية للاستقرار في المنطقة، وعملت كوسيط موثوق في العديد من الأزمات، خاصة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
- مكافحة الإرهاب والتطرف: أشار إلى أن الرئيس السيسي اتخذ خطوات جريئة لمواجهة الإرهاب، ليس فقط عسكريًا في سيناء، بل فكريًا أيضًا من خلال دعوته المتكررة إلى "ثورة دينية" لتجديد الخطاب الإسلامي وتخليصه من الأفكار المتطرفة، وهو ما اعتبره هيل خطوة شجاعة تتطلب مخاطرة سياسية كبيرة.
- جهود الوساطة المستمرة: سلط الضوء على الدور المصري الحاسم في التوصل إلى اتفاقيات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، مما حال دون اندلاع حروب شاملة في عدة مناسبات.
- توفير بيئة داعمة للسلام: أوضح هيل أن الاستقرار الذي أرساه السيسي في مصر، وعلاقاته الراسخة مع إسرائيل، شكلا أساسًا متينًا مهد الطريق أمام دول أخرى للانضمام إلى مسار السلام، معتبرًا أن "اتفاقيات إبراهيم" لم تكن لتتحقق لولا وجود سلام مصري-إسرائيلي قوي.
الأهمية والسياق السياسي
تكمن أهمية تصريحات النائب الجمهوري في أنها قدمت منظورًا أكثر شمولية لعملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكدة أن الإنجازات الدبلوماسية الكبرى غالبًا ما تكون نتيجة لجهود متراكمة ومساهمات من أطراف متعددة. كما أبرزت هذه التصريحات الأهمية الاستراتيجية لمصر كشريك للولايات المتحدة في المنطقة، والدور الذي لا يزال يُعول عليه في قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب. وفي حين أن الجائزة لم تُمنح في النهاية لأي من الزعيمين، إلا أن النقاش الذي أثاره هيل سلط الضوء على تعقيدات المشهد السياسي في المنطقة وأعاد التذكير بالدور المصري المحوري في استقراره.





