فاروق حسني يهب ممتلكاته للدولة: متحف جديد لإثراء الثقافة المصرية
أعلن الفنان ووزير الثقافة المصري الأسبق، فاروق حسني، في خطوة بارزة شهدتها الأوساط الثقافية المصرية، عن تبرعه بكامل ممتلكاته ومنزلِه بحي الزمالك ومجموعته الفنية الخاصة، بهدف تحويلها إلى متحف فني مفتوح للجمهور. تأتي هذه المبادرة، التي جرى الإعلان عنها خلال الفترة الماضية، لتشكل إضافة نوعية للمشهد الفني المصري، وتجسد رؤية تهدف إلى الحفاظ على الإرث الفني وإتاحته للأجيال القادمة.
خلفية عن الشخصية المانحة
يُعد فاروق حسني أحد أبرز الأسماء في الحياة الثقافية المصرية المعاصرة. وإلى جانب مسيرته الفنية الممتدة كفنان تشكيلي له بصمته الخاصة في المدرسة التجريدية، فقد شغل منصب وزير الثقافة في مصر لأكثر من عقدين. خلال فترة توليه الوزارة، ارتبط اسمه بالعديد من المشاريع الثقافية الكبرى. وبعد ابتعاده عن العمل الحكومي، واصل نشاطه من خلال مؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون، التي أطلقها لدعم المواهب الشابة في مختلف مجالات الإبداع.
تفاصيل الهبة وأهدافها
تتمحور الهبة التي قدمها الفنان فاروق حسني حول تحويل مسكنه ومقتنياته إلى كيان ثقافي حيوي ومستدام. وتشمل المبادرة ما يلي:
- المقر والمبنى: سيتحول منزله الخاص في حي الزمالك، المعروف بتصميمه الفريد، إلى مقر دائم للمتحف. سيسمح هذا الأمر بعرض الأعمال الفنية في سياقها الأصلي الذي عاشت فيه، مما يمنح الزوار تجربة غامرة وفريدة.
- المجموعة الفنية: تضم المجموعة مئات الأعمال الفنية التي تشمل إبداعات فاروق حسني الشخصية على مدار رحلته الفنية، إلى جانب مجموعة نادرة وثمينة من أعمال كبار الفنانين المصريين والعالميين التي اقتناها على مر السنين.
يهدف المشروع إلى ألا يكون المتحف مجرد مساحة عرض، بل مركزًا ثقافيًا متكاملًا يستضيف معارض مؤقتة، وندوات، وورش عمل فنية، ليصبح منارة إبداعية وملتقى للفنانين والمثقفين والجمهور العام.
الأهمية والتأثير الثقافي
تكمن أهمية هذه الخطوة في كونها نموذجًا متقدمًا للعطاء الثقافي ودور الأفراد في إثراء الحياة العامة. يمثل تحويل منزل فنان ومجموعته الخاصة إلى متحف عام ممارسة عالمية تساهم في الحفاظ على الذاكرة الفنية للأمم. ومن المتوقع أن يصبح المتحف الجديد معلمًا ثقافيًا وسياحيًا بارزًا في قلب القاهرة، وأن يقدم للباحثين والدارسين مادة خصبة لدراسة تاريخ الفن المصري الحديث والمعاصر من خلال تجربة فنان محوري.
رسالة حضارية خالدة
في سياق إعلانه عن هذه المبادرة، وصف فاروق حسني هذا العمل بأنه ليس مجرد تبرع شخصي، بل هو بمثابة هدية لمصر وللعالم، ورسالة حضارة خالدة تعبر عن الوجه المشرق للإبداع المصري. وأكد أن الفن يجب أن يكون حقًا للجميع، وأن هذا المتحف يجسد إيمانه بضرورة أن تخرج الكنوز الإبداعية من الإطار الخاص إلى الفضاء العام لتكون مصدر إلهام ومعرفة للمجتمع بأكمله، وتخليدًا لتاريخ فني طويل ومشرف.




