فندق فورسيزونز مراكش يحتضن "فن البهجة": احتفالية العطاء والروح المرحة للمدينة الحمراء
في أواخر أكتوبر الماضي، استضاف فندق فورسيزونز مراكش حدثًا ثقافيًا واجتماعيًا فريدًا تحت عنوان "فن البهجة"، احتفالاً بالروح الأصيلة للمدينة الحمراء. لم يكن هذا التجمع مجرد فعالية ترفيهية، بل كان تجسيدًا حيًا لقيم العطاء وكرم الضيافة والبهجة التي تشتهر بها مراكش، مسلطًا الضوء على التراث الغني والنابض بالحياة للمدينة وشعبها. يهدف هذا الحدث إلى إثراء تجربة الضيوف بينما يدعم في الوقت نفسه المجتمعات المحلية ويعزز الحرف اليدوية التقليدية.

مفهوم "فن البهجة" وجذوره الثقافية
يشير مصطلح "البهجة" في السياق المغربي إلى ما هو أعمق من مجرد الفرح العابر؛ إنه يعكس حالة شاملة من السرور والبهجة الداخلية، وكرم الروح، والترحيب الحار بالآخرين. إنه جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والثقافي لمراكش، المدينة التي تلقب بـ "مدينة البهجة". يتجسد هذا المفهوم في كل زاوية من زوايا المدينة، من الأسواق الصاخبة وألوانها الزاهية، إلى فن الطهي الغني، مرورًا بالابتسامات الدافئة لأهلها. يمثل "فن البهجة" دعوة للانغماس في هذه الروح المتفائلة، وتقاسم الخير، والاحتفاء بالحياة بكل ما فيها من ألوان ومشاعر.
إن إطلاق فندق فورسيزونز مراكش لهذه المبادرة يؤكد على التزامه بتعزيز التراث الثقافي المحلي وتقديمه لضيوفه بطريقة أصيلة ومستدامة. إنه اعتراف بأن التجربة الفندقية الفاخرة لا تكتمل إلا بالاندماج العميق مع ثقافة الوجهة المحيطة، مما يوفر لزوار الفندق فرصة نادرة للتفاعل المباشر مع جوهر مراكش الروحي.
تفاصيل الاحتفالية والأنشطة المقامة
شملت احتفالية "فن البهجة" سلسلة من الأنشطة المتنوعة والمصممة بعناية لتعكس جوانب مختلفة من ثقافة مراكش الغنية وقيم العطاء. تم تنظيم هذه الفعاليات على مدى عدة أيام، مما أتاح للضيوف والمشاركين فرصة استكشاف وتقدير هذه الجوانب بعمق:
- معارض الحرف اليدوية التقليدية: استضاف الفندق مجموعة من الحرفيين المحليين المهرة، المعروفين بـ "المعلمين"، الذين عرضوا إبداعاتهم الفريدة في فنون مثل صناعة الجلود، وفخار تامكروت، والمجوهرات الأمازيغية، والنسيج التقليدي. أتاح هذا للضيوف فرصة لشراء هدايا تذكارية أصيلة ودعم هذه الحرف بشكل مباشر، بالإضافة إلى مشاهدة عملية صنعها في ورش عمل حية.
- ورش عمل تفاعلية: أتيحت للزوار فرصة فريدة للمشاركة في ورش عمل لتعلم بعض الحرف التقليدية بأنفسهم، مثل فن نقش الحناء، وصناعة الفخار المصغر، وتزيين الأطباق المغربية. قدمت هذه الورش تجربة عملية وممتعة، وساهمت في نقل المعرفة الثقافية للأجيال القادمة والزوار على حد سواء.
- تجارب طعام مغربية أصيلة: تم تقديم قوائم طعام خاصة مستوحاة من المطبخ المغربي التقليدي، مع التركيز على المكونات المحلية الطازجة والوصفات العائلية العريقة. شملت هذه التجارب دروسًا في الطهي، وتذوق الشاي المغربي الأصيل، وعروضًا حية لتحضير خبز الطابون التقليدي.
- عروض موسيقية وفنية حية: أحيى الحفل فرق موسيقية وفنية محلية، منها موسيقى كناوة الروحية وإيقاعات الدقة المراكشية، التي ملأت أرجاء الفندق بأجواء احتفالية نابضة بالحياة، عاكسة بذلك الروح المرحة والاحتفالية للمدينة.
- مبادرات العطاء المجتمعي: جزء أساسي من "فن البهجة" هو التركيز على العطاء. تضمن الحدث مبادرات لدعم الجمعيات الخيرية المحلية التي تركز على تعليم الأطفال وتمكين المرأة والحفاظ على التراث. تم تخصيص جزء من عائدات المبيعات والفعاليات لهذه الجمعيات، مما يؤكد على البعد الاجتماعي العميق للحدث.
الأهمية والتأثير المجتمعي والثقافي
تكمن أهمية مبادرة "فن البهجة" في كونها تتجاوز مجرد عرض للثقافة المحلية، لتصبح نموذجًا يحتذى به في السياحة المستدامة والمسؤولة. من خلال دمج الحرفيين المحليين وتقديم منصة لمنتجاتهم، يساهم فندق فورسيزونز مراكش بشكل مباشر في دعم الاقتصاد المحلي والحفاظ على المهارات التقليدية التي قد تكون مهددة بالاندثار. كما أنه يوفر لهؤلاء الحرفيين فرصة للتفاعل المباشر مع جمهور دولي، مما يعزز من قيمة عملهم وتقديرهم.
بالنسبة للضيوف، تقدم هذه الاحتفالية تجربة غنية وعميقة تتجاوز الإقامة الفاخرة المعتادة. إنها فرصة للانغماس في قلب الثقافة المغربية، لفهم أعمق لروح مراكش، وللتفاعل بطريقة هادفة مع سكانها. هذا النوع من التجارب يعزز الروابط الإنسانية ويخلق ذكريات لا تُنسى، ويشجع على سياحة أكثر وعيًا وتقديرًا للتنوع الثقافي.
علاوة على ذلك، تعزز هذه المبادرة من صورة فندق فورسيزونز مراكش كوجهة لا تقتصر على تقديم أرقى الخدمات الفندقية فحسب، بل هي أيضًا شريك مجتمعي نشط يساهم بفعالية في رفاهية المجتمع المحلي وصون تراثه الثقافي العريق. هذا النهج يتوافق مع التوجهات العالمية الحديثة نحو الشركات التي تتبنى المسؤولية الاجتماعية كجزء لا يتجزأ من استراتيجياتها.
نظرة مستقبلية لروح "البهجة"
أكدت إدارة فندق فورسيزونز مراكش على أن "فن البهجة" ليس مجرد حدث عابر، بل هو تعبير عن التزام طويل الأمد بتعزيز الروابط مع المجتمع المحلي والاحتفاء بالثقافة المغربية الأصيلة. من المتوقع أن تصبح هذه الاحتفالية حدثًا دوريًا، أو أن تُلهم مبادرات مماثلة تهدف إلى تعميق تجربة الضيوف مع الحفاظ على التراث الثقافي للمغرب. يعكس هذا النهج رؤية الفندق في تقديم تجارب استثنائية لا تقتصر على الفخامة، بل تمتد لتشمل الأصالة الثقافية والعطاء المجتمعي، مما يجعل من فندق فورسيزونز مراكش ليس مجرد مكان للإقامة، بل بوابة حقيقية لروح "البهجة" المراكشية.





