حارس مرمى نيوكاسل يحقق "أسيست" استثنائي بيده في شباك بنفيكا

شهدت مباراة ودية مثيرة جمعت نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي بنظيره بنفيكا البرتغالي في أواخر يوليو 2022، لحظة نادرة وغير تقليدية أثارت اهتمام المتابعين في عالم كرة القدم. فقد قام حارس مرمى نيوكاسل بصناعة هدف فريقه الثاني بطريقة غير معتادة، مُسجلاً ما وُصف بـ"أسيست باليد"، وهو ما يعد إنجازاً فردياً مميزاً في سياق المباراة.

الخلفية والظروف المحيطة بالمباراة

تندرج هذه المباراة ضمن استعدادات الفريقين للموسم الكروي الجديد 2022-2023، وتحديداً في إطار كأس أوزيبيو الودية التي تقام سنوياً تكريماً للأسطورة البرتغالية أوزيبيو. كانت نيوكاسل يونايتد، التي كانت تشهد تحولاً كبيراً بعد استحواذ صندوق الاستثمار العام السعودي، تسعى لتقييم لاعبيها الجدد وتطبيق الخطط التكتيكية تحت قيادة المدرب إيدي هاو. كانت هذه المباريات الودية حاسمة لدمج اللاعبين الجدد وتحديد التشكيلة الأساسية.

من جانبها، كانت بنفيكا، أحد أعرق الأندية الأوروبية وذات السجل الحافل بالإنجازات، تستعد أيضاً لمنافساتها المحلية والقارية، بما في ذلك التصفيات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. لذلك، كانت المباراة فرصة قيمة لاختبار جاهزية لاعبيها الرئيسيين واستعراض قوتها أمام فريق من الدوري الإنجليزي الممتاز.

تفاصيل اللقطة الاستثنائية

وقعت هذه اللحظة الفريدة في مباراة أقيمت يوم 26 يوليو 2022 على ملعب النور في لشبونة. في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، وتحديداً عند تسجيل نيوكاسل لهدفهم الثاني، برز حارس المرمى مارتن دوبرافكا بدور غير متوقع. بعد تقدم بنفيكا بهدف، نجح نيوكاسل في إدراك التعادل، ثم بدأ في محاولة تعزيز تقدمه.

انطلقت الهجمة الحاسمة من منطقة جزاء نيوكاسل بكرة طويلة ومتقنة أطلقها الحارس دوبرافكا بيده بعد التقاطه للكرة. تميزت التمريرة بدقتها البالغة وقوتها، مما مكنها من تجاوز خطوط الدفاع لفريق بنفيكا بالكامل. وصلت الكرة مباشرة إلى لاعب خط الوسط أو المهاجم جويلينتون (في روايات أخرى تشير لمساهمة مباشرة أكثر)، الذي قام بدوره بتمريرها سريعاً إلى المهاجم الأرجنتيني ميغيل ألميرون. لم يتردد ألميرون في وضع الكرة داخل الشباك مسجلاً هدف التعادل المؤقت لفريقه في تلك اللحظة الحاسمة قبل نهاية الشوط الأول.

اللقطة أثارت دهشة المعلقين والمحللين، حيث نادراً ما يُسجل لحارس المرمى "أسيست" مباشر بهذا الشكل الذي يساهم في بناء هجمة سريعة ومباغتة لم يتمكن دفاع بنفيكا من التعامل معها بفعالية، مما جعلها مساهمة حقيقية ومباشرة في تسجيل الهدف.

الأهمية والتأثير

تُعد مساهمات حراس المرمى في صناعة الأهداف نادرة جداً في كرة القدم الحديثة، وعادة ما تكون عبر ركلات مرمى طويلة أو كرات ثابتة. ولكن "الأسيست باليد" بهذا الشكل يُبرز عدة جوانب:

الرؤية التكتيكية: تُظهر هذه اللقطة قدرة الحارس على قراءة اللعب واختيار التمريرة الصحيحة في لحظة حاسمة، متجاوزاً دوره التقليدي كحامٍ للعرين فقط.
المهارة الفردية: تدل دقة إطلاق الكرة باليد لمسافة بعيدة على تدريب خاص ومهارة عالية في توزيع الكرة من حارس المرمى، وهي مهارة تزداد أهميتها في كرة القدم الحديثة.
الروح المعنوية: مثل هذه اللحظات تعزز ثقة الفريق وتظهر التناغم بين الخطوط، حتى في المباريات الودية، مما يؤكد أن كل لاعب يمكن أن يساهم في بناء الهجمات.
الاستكشاف التكتيكي: قد تكون هذه اللقطة جزءاً من محاولات المدربين لتوسيع أدوار حارس المرمى ليصبح لاعباً مشاركاً في بناء الهجمات والانتقال من الدفاع إلى الهجوم بسرعة.

على الرغم من خسارة نيوكاسل للمباراة بركلات الترجيح بعد التعادل 2-2 في الوقت الأصلي، إلا أن هذا الهدف وتلك اللمسة الفنية من الحارس بقيت في الأذهان كواحدة من أبرز لقطات اللقاء، مؤكدة على جودة اللاعبين وقدرتهم على الابتكار.

ردود الفعل والتغطية الإعلامية

حظيت لقطة "أسيست" الحارس بتغطية واسعة في الأوساط الإعلامية الرياضية، حيث أُشيد بدوره في بناء الهجمة. علق المدرب إيدي هاو على أهمية استغلال جميع عناصر الفريق في بناء اللعب، وأثنى على يقظة حارس المرمى ومساهمته الفعالة التي أظهرت قدرة الفريق على التسجيل من مواقف غير متوقعة. كما تفاعل جمهور نيوكاسل بشكل إيجابي مع هذه اللقطة، معتبرين إياها مؤشراً على روح الفريق الجديدة وقدرته على الإبداع.

كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع الفيديو للهدف، معبرين عن إعجابهم باللقطة الفريدة ومقارنين إياها ببعض اللقطات النادرة الأخرى في تاريخ كرة القدم التي يساهم فيها حراس المرمى بشكل مباشر في تسجيل الأهداف.

خاتمة

تبقى لحظة "الأسيست باليد" لحارس مرمى نيوكاسل يونايتد أمام بنفيكا مثالاً حياً على أن كرة القدم لا تزال تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت واللمسات الفنية غير التقليدية التي تكسر روتين اللعب المعتاد، وتثبت أن كل لاعب على أرض الملعب، مهما كان موقعه، يمكن أن يكون صانعاً للفارق في اللحظات الحاسمة ويساهم في جمالية اللعبة.