في كلمة من تل أبيب، ويتكوف يشيد بجهود السيسي والقادة العرب لإحلال السلام
في تجمع حاشد عُقد في أواخر مايو 2024 في "ميدان المحتجزين" وسط مدينة تل أبيب، ألقى رجل الأعمال والمبعوث الأمريكي المقرب من الرئيس السابق دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، كلمة بارزة وجه خلالها الشكر والتقدير لعدد من القادة العرب، وعلى رأسهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لدورهم المحوري في جهود الوساطة الرامية لإعادة المحتجزين الإسرائيليين وإحلال السلام في المنطقة.

تفاصيل الكلمة وأبرز التصريحات
أمام عائلات المحتجزين ومجموعة من المتظاهرين، أكد ويتكوف على أهمية الجهود الدبلوماسية التي تبذلها مصر وقطر ودول عربية أخرى. وخص بالذكر الرئيس السيسي، معربًا عن امتنانه العميق للدور المصري الفاعل في مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس. وأوضح أن هذه الجهود تعكس التزامًا حقيقيًا بتحقيق الاستقرار ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية.
لم يقتصر شكر ويتكوف على مصر وحدها، بل امتد ليشمل قادة آخرين في المنطقة، مشيدًا بالدور الذي تلعبه قطر كوسيط رئيسي، بالإضافة إلى مساهمات كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في دعم مساعي السلام. وأشار إلى أن التعاون بين هذه الدول يمثل ركيزة أساسية لأي حل مستقبلي للصراع.
السياق والخلفية
تأتي كلمة ويتكوف في وقت حرج، حيث تتواصل المفاوضات المعقدة بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح المحتجزين ووقف القتال في قطاع غزة. ويُعد "ميدان المحتجزين" في تل أبيب مركزًا للاحتجاجات الأسبوعية التي تنظمها عائلات المحتجزين للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل إعطاء الأولوية لإعادتهم.
يُعرف ستيف ويتكوف بأنه مطور عقاري بارز وصديق مقرب للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ورغم أنه لا يشغل منصبًا رسميًا في الإدارة الأمريكية الحالية، إلا أن ظهوره وخطابه يحملان دلالات سياسية، حيث يُنظر إليه على أنه يعكس وجهات نظر الدائرة المقربة من ترامب بشأن السياسة الخارجية في الشرق الأوسط، مع التركيز على أهمية استمرار وتوسيع اتفاقيات السلام التي عُرفت بـ "الاتفاقيات الإبراهيمية".
أهمية التصريحات ودلالاتها
تكمن أهمية هذه التصريحات في كونها إقرارًا علنيًا، من شخصية أمريكية مرتبطة بالإدارة السابقة، بالدور الحيوي الذي لا يمكن الاستغناء عنه للدول العربية، وخاصة مصر، في إدارة الأزمات الإقليمية. كما أنها تسلط الضوء على الإجماع الدولي المتنامي حول ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية كسبيل وحيد لحل الصراع القائم.
يمثل هذا الحدث أيضًا رسالة موجهة للداخل الإسرائيلي، تؤكد على أن الشركاء الإقليميين والدوليين يعملون بجد من أجل تحقيق السلام وإعادة المحتجزين، مما قد يساهم في تعزيز الدعم الشعبي للحلول الدبلوماسية. وفي المجمل، تعكس كلمة ويتكوف تقديراً للدور المصري والعربي في الوساطة، وتؤكد على أن التعاون الإقليمي هو حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.





