فيديو جديد لمهاجم قطار بريطانيا: صرخات "اقتلوني" تكشف تفاصيل إضافية
في تطور لافت للقضية التي شغلت الرأي العام البريطاني مؤخرًا، تداولت وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو جديدًا يوثق لحظات حساسة لمهاجم القطار الذي شهدته إحدى ضواحي لندن في وقت سابق. يُظهر الفيديو، الذي يُعتقد أنه التُقط مباشرة بعد وقوع الحادثة، المهاجم وهو في حالة اضطراب شديد، ويسمع بوضوح صراخه المتكرر "اقتلوني"، مما يضيف طبقة جديدة من التعقيد لتفسير دوافعه ووضعه النفسي أثناء وبعد الهجوم.

تفاصيل الحادثة والخلفية
تعود تفاصيل الحادثة إلى أواخر أكتوبر الماضي، عندما شهد قطار متجه من محطة إلى أخرى في منطقة جنوب لندن عملية طعن مروعة أسفرت عن إصابة عدد من الركاب، أحدهم في حالة حرجة. هرعت فرق الطوارئ والشرطة إلى مكان الحادث على الفور، وتمكنت من السيطرة على المهاجم واحتجازه بعد دقائق من وصولها. في حينه، أشارت التقارير الأولية إلى أن المهاجم كان في حالة ذهنية غير مستقرة، وأن دوافعه كانت غير واضحة تمامًا، مع استبعاد شبهة الإرهاب في البداية قبل أن تعيد السلطات النظر في جميع الاحتمالات.
المهاجم، الذي عُرف لاحقًا باسم "أحمد خان"، شاب في العشرينات من عمره، كان معروفًا لدى الشرطة بسبب حوادث سابقة تتعلق باضطرابات سلوكية، لكن لم تكن هناك أي مؤشرات واضحة على نيته ارتكاب عمل بهذا الحجم من العنف. أثارت الحادثة حينها مخاوف واسعة بشأن سلامة النقل العام وكيفية التعامل مع الأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية قد تشكل خطرًا على الآخرين.
الفيديو الجديد وما يكشفه
ظهر الفيديو الجديد في الأيام القليلة الماضية، ويُعتقد أنه سُرب من أحد الشهود العيان أو من كاميرا مراقبة قريبة من موقع الحادث. يبلغ طول الفيديو حوالي دقيقة ونصف، ويُظهر المهاجم وهو مقيد جزئيًا من قبل بعض الركاب الشجعان، ثم من قبل عناصر الشرطة الذين وصلوا سريعًا. اللافت في المقطع هو صرخاته المتكررة بكلمات "اقتلوني"، "لماذا لا تقتلونني؟"، والتي يُطلقها بصوت عالٍ ومنكسر في آن واحد. هذه الصرخات، التي لم تكن جزءًا من الروايات الأولية، تشير إلى حالة يأس شديد أو رغبة في إنهاء حياته بطريقة دراماتيكية، مما قد يعقد تقييم دوافعه الحقيقية.
أكد خبراء نفسيون أن مثل هذه الصرخات قد تكون مؤشرًا على عدة أمور، منها: حالة من الذهان، محاولة لاستفزاز رجال الأمن، أو تعبير عن ندم شديد ورغبة في العقاب الذاتي. يضيف هذا المقطع الجديد بعدًا إنسانيًا ومأساويًا للمهاجم، بعيدًا عن الصورة النمطية للمجرم العنيف، ويفتح الباب أمام تحليلات أعمق لحالته العقلية والظروف التي قادت إلى هذا الهجوم.
التحقيقات والتداعيات
تعمل السلطات البريطانية، ممثلة في شرطة النقل البريطانية (BTP) ووكالات مكافحة الإرهاب، على تحليل الفيديو الجديد بدقة شديدة. وقد صرح متحدث باسم الشرطة بأن جميع الأدلة، بما في ذلك هذا المقطع، سيتم دمجها في التحقيق الجاري لتقديم صورة شاملة للحادثة ودوافع المهاجم. من المتوقع أن يلعب الفيديو دورًا محوريًا في الإجراءات القانونية القادمة، وقد يؤثر على طبيعة التهم الموجهة إليه أو على الدفاع الذي سيعتمده محاموه.
على صعيد أوسع، جددت هذه التطورات النقاش حول قضايا الأمن في وسائل النقل العام، وأهمية توفير دعم أفضل للصحة العقلية للأفراد في المجتمع، وكيفية التمييز بين الأفعال الإجرامية المدفوعة بالمرض النفسي وتلك التي لها دوافع أخرى. كما أعادت الحادثة تسليط الضوء على شجاعة المواطنين العاديين الذين تدخلوا لاحتواء الموقف قبل وصول الشرطة، مما أثار إشادات واسعة في الأوساط العامة.
تظل القضية قيد التحقيق، ومن المنتظر أن تكشف الأيام القادمة عن المزيد من التفاصيل حول الملابسات المحيطة بالهجوم ودوافعه المعقدة، مع استمرار المحاولات لفهم الصورة الكاملة وراء هذه الصرخات اليائسة التي دوّت في أرجاء القطار.