في السادس والعشرين من أكتوبر عام 2023، أعلنت رابطة الأندية المصرية المحترفة عن مجموعة من الإجراءات التأديبية عقب انتهاء الجولة الحادية عشرة من منافسات الدوري المصري الممتاز. تضمنت هذه القرارات عقوبات بارزة بحق النادي الأهلي وجماهيره، جاءت بشكل أساسي نتيجة حوادث هتافات مسيئة جماعية خلال إحدى المباريات الأخيرة. تؤكد هذه العقوبات التزام الرابطة بالحفاظ على المعايير الأخلاقية والروح الرياضية داخل كرة القدم المصرية، بهدف الحد من السلوكيات غير الرياضية في الملاعب.

خلفية: الواقعة المسببة للعقوبات
تأتي هذه الإجراءات الانضباطية عقب مباراة محددة ضمن الجولة الحادية عشرة، حيث شاركت أجزاء من جماهير النادي الأهلي في هتافات جماعية مسيئة. ورغم أن الكلمات المحددة لم تُفصح عنها في البيانات الرسمية، إلا أن طبيعة الهتافات اعتُبرت مسيئة وتنتهك اللوائح الصارمة للرابطة بشأن سلوك الجماهير. لطالما كانت مثل هذه الحوادث، التي غالبًا ما تغذيها حدة المنافسات، تحديًا متكررًا للسلطات الكروية المصرية، مما استدعى دعوات متكررة لفرض تطبيق أشد وتثقيف الجماهير. لفتت هذه الواقعة الانتباه إلى الجهود المستمرة لضمان أجواء محترمة في الملاعب، خالية من أي شكل من أشكال العدوان اللفظي أو التمييز.
تفاصيل العقوبات المفروضة
فرضت لجنة الانضباط التابعة لرابطة الأندية المصرية المحترفة العقوبات التالية:
- غرامة مالية قدرها 50 ألف جنيه مصري على النادي الأهلي بسبب الهتافات الجماعية المسيئة من قبل جماهيره.
- حظر على جماهير النادي الأهلي من حضور مباراة واحدة قادمة ضمن الدوري المصري الممتاز. سيتم تطبيق هذه العقوبة في المباراة المنزلية التالية للنادي التي يسمح فيها عادةً بدخول الجماهير.
تعتبر هذه العقوبات نتيجة مباشرة للانتهاكات المبلغ عنها وتهدف إلى ردع السلوكيات المماثلة في المباريات المستقبلية.
الإطار التنظيمي
تعمل رابطة الأندية المصرية المحترفة وفقًا لمجموعة شاملة من اللوائح المصممة لتنظيم سلوك الأندية، تصرفات اللاعبين، وتفاعل الجماهير داخل الدوري الممتاز. لجنة الانضباط لديها صلاحية التحقيق في الحوادث المبلغ عنها وإصدار العقوبات المناسبة بناءً على الإرشادات المعمول بها. تنص المادة (العاشرة، وهي رقم افتراضي لغرض التوضيح) من قانون الانضباط بالدوري على وجه التحديد على سوء سلوك الجماهير، بما في ذلك الهتافات الجماعية التي تعتبر مسيئة، تمييزية، أو مخلة بالنظام. تسلط القرارات الأخيرة الضوء على التطبيق الصارم للجنة لهذه القواعد لضمان العدالة والحفاظ على نزاهة المسابقة.
الحوادث السابقة والسياق العام
للأسف، لم تكن حوادث سوء سلوك الجماهير، بما في ذلك الهتافات المسيئة ورمي المقذوفات، نادرة في كرة القدم المصرية. سعت الرابطة المصرية لكرة القدم، ومن ثم رابطة الأندية، باستمرار إلى معالجة هذه القضايا من خلال تدابير مختلفة، بما في ذلك حملات التوعية، بروتوكولات أمنية أكثر صرامة، وإجراءات تأديبية. تأتي العقوبات المفروضة على النادي الأهلي في الجولة الحادية عشرة كجزء من جهد مستمر لتنمية ثقافة جماهيرية أكثر إيجابية واحترامًا في جميع الأندية، مؤكدة أن الشغف يجب ألا يتدهور إلى عدوان. يعكس هذا الصراع المستمر التقاليد العميقة والمنافسات التي تميز كرة القدم المصرية للأندية، جنبًا إلى جنب مع تصميم السلطات على تحديث تجربة الجماهير.
التأثيرات والآثار المترتبة
تمثل الغرامة المالية، وإن لم تكن مدمرة لنادٍ بحجم الأهلي، تكلفة مباشرة لسوء الانضباط الجماهيري. والأهم من ذلك، أن حظر الجماهير يحرم الفريق من دعم جماهيري حاسم لمباراة كاملة، مما قد يؤثر نفسيًا على اللاعبين وربما يؤثر على نتائج المباريات. بالنسبة للدوري، تعزز هذه القرارات سلطته والتزامه بالحفاظ على النظام، مرسلة رسالة واضحة بأن انتهاكات قواعد السلوك لن يتم التسامح معها. قد يؤدي ذلك إلى تفكير أوسع بين مجموعات الجماهير حول عواقب أفعالهم، مما قد يعزز إحساسًا أكبر بالمسؤولية. تساهم هذه الإجراءات أيضًا في سمعة الدوري، مظهرة جديته في إدارة البيئة الرياضية.
ردود الفعل والتوقعات المستقبلية
بينما لم يصدر النادي الأهلي بيانًا رسميًا بشأن احتمال الاستئناف حتى أواخر أكتوبر 2023، غالبًا ما تثير مثل هذه القرارات نقاشات بين الجماهير والمعلقين الرياضيين. قد يعبر المشجعون عن إحباطهم، بينما قد يقر آخرون بضرورة مثل هذه الإجراءات. يشير النهج الثابت للرابطة إلى استمرار سياستها في فرض اللوائح المتعلقة بسلوك الجماهير بصرامة. يبقى الهدف النهائي هو خلق بيئة آمنة وممتعة ومحترمة لجميع المشاركين والمتفرجين في كرة القدم المصرية، مع ضمان أن يظل التركيز على اللعبة الجميلة نفسها. تعد هذه الواقعة تذكيرًا آخر بالعمل المستمر المطلوب لتحقيق سلوك جماهيري مثالي في الأحداث الرياضية الكبرى.





