قرعة كأس الكونفدرالية 2025-2026: الزمالك والمصري في مجموعة واحدة
أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) مؤخرًا عن نتائج قرعة دور المجموعات لبطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية لموسم 2025-2026، والتي أسفرت عن مواجهات مثيرة ومفاجآت غير متوقعة. أبرز ما جاء في هذه القرعة هو وقوع قطبي الكرة المصرية، نادي الزمالك ونادي المصري البورسعيدي، ضمن المجموعة الرابعة، مما يضمن مواجهتين كرويتين ساخنتين بينهما على الساحة القارية. هذه المواجهة المرتقبة تضفي بعدًا إضافيًا من التنافسية والإثارة على البطولة، خاصة وأنها تجمع فريقين يمتلكان قاعدة جماهيرية كبيرة وتاريخًا من المواجهات المباشرة الحافلة.

نظرة عامة على كأس الكونفدرالية
تعد كأس الكونفدرالية الأفريقية ثاني أهم بطولة للأندية في القارة السمراء بعد دوري أبطال أفريقيا. تأسست البطولة عام 2004 كدمج لكأس الكؤوس الأفريقية وكأس الاتحاد الأفريقي، وتوفر فرصة للأندية التي لم تتأهل لدوري الأبطال للمنافسة على لقب قاري مرموق. تتألف مرحلة المجموعات من أربع مجموعات، يتأهل منها صاحبا المركزين الأول والثاني إلى الأدوار الإقصائية، بدءًا من ربع النهائي. الفوز باللقب لا يمنح النادي مجدًا رياضيًا فحسب، بل يرافقه أيضًا مكافآت مالية مجزية، بالإضافة إلى فرصة التأهل لكأس السوبر الأفريقي لمواجهة بطل دوري الأبطال.
تفاصيل القرعة والمجموعة الرابعة
جاءت القرعة لتضع الزمالك والمصري جنبًا إلى جنب مع فريقين آخرين من العيار الثقيل هما زيسكو يونايتد الزامبي وكايزر تشيفز الجنوب أفريقي. تشكل هذه المجموعة تحديًا حقيقيًا لجميع الفرق المشاركة، حيث يتمتع كل فريق بسمعة قوية وخبرة في البطولات الأفريقية. نادي الزمالك، بصفته أحد أبرز الأندية المصرية والأفريقية، سيسعى جاهدًا لتأكيد هيمنته والتقدم في البطولة، بينما يطمح المصري البورسعيدي، صاحب الطموحات الكبيرة، لترك بصمته وتحقيق نتائج إيجابية تعزز من موقعه في الكرة القارية. هذه التركيبة المتوازنة للمجموعة تعني أن كل نقطة ستكون حاسمة في تحديد المتأهلين.
أهمية المواجهة المصرية الأفريقية
تحمل مواجهة الزمالك والمصري في دور المجموعات أهمية خاصة على عدة مستويات. أولًا، هي تعكس قوة وتنافسية الأندية المصرية على الساحة الأفريقية، حيث يمثل كل فريق جزءًا من النخبة الكروية في البلاد. ثانيًا، تضمن هذه المواجهة مباريات ذات طابع خاص، حيث تتجاوز المنافسة المحلية لتصبح اختبارًا حقيقيًا لقدرة كل فريق على التعامل مع الضغوط في البطولات القارية، وأمام جماهير عريضة تترقب بشغف.
- التنافس التاريخي: يمتلك الناديان تاريخًا طويلًا من المواجهات المباشرة في الدوري والكأس المصري، والتي عادة ما تتسم بالإثارة والندية. نقل هذا التنافس إلى كأس الكونفدرالية يزيد من حدة الصراع والرغبة في الفوز، ويسلط الضوء على عمق المنافسة الكروية في مصر.
- الطموحات القارية: يسعى الزمالك، المتوج باللقب من قبل، لاستعادة أمجاده الأفريقية والتتويج باللقب للمرة الثانية، بينما يأمل المصري في تحقيق إنجاز تاريخي له في البطولة والوصول إلى أبعد نقطة ممكنة، وهو ما يعتبر هدفًا رئيسيًا لإدارة النادي وجماهيره.
- التمثيل المصري: وجود فريقين مصريين في مجموعة واحدة يضمن حضورًا قويًا للكرة المصرية في الأدوار المتقدمة، حيث يمكن لأحدهما أو كلاهما التأهل للدور ربع النهائي، مما يعزز من تصنيف الأندية المصرية في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
- الأبعاد التكتيكية: ستكون المواجهات بين الفريقين اختبارًا حقيقيًا للمدربين في كيفية قراءة المنافس المحلي وتطبيق الخطط التكتيكية المناسبة في بيئة قارية مختلفة عن أجواء الدوري المحلي.
تاريخ الناديين في البطولات الأفريقية
نادي الزمالك يمتلك سجلًا حافلًا في البطولات الأفريقية، حيث سبق له التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا خمس مرات، كما فاز بكأس الكونفدرالية الأفريقية مرة واحدة في عام 2019. هذه الخبرة الكبيرة تمنح الفريق أفضلية في التعامل مع أجواء المنافسات القارية، وتضع على عاتقه مسؤولية كبيرة لتمثيل الكرة المصرية خير تمثيل.
على الجانب الآخر، يمتلك نادي المصري البورسعيدي تاريخًا أقل بريقًا على الصعيد القاري مقارنة بالزمالك، ولكنه دائمًا ما يظهر بروح قتالية عالية وطموح كبير. كانت أبرز مشاركاته في كأس الكونفدرالية عندما وصل إلى نصف النهائي في مناسبات سابقة، مما يدل على قدرته على المنافسة بقوة وقدرته على إحداث المفاجآت، خاصة عندما يلعب على أرضه ووسط جماهيره المتحمسة.
التحديات والآفاق المستقبلية
ستواجه الفرق الأربعة في المجموعة الرابعة جدول مباريات مكثف يتطلب استعدادًا بدنيًا وتكتيكيًا عاليًا. المواجهات بين الزمالك والمصري لن تكون مجرد مباريات عادية، بل ستكون بمثابة اختبار حقيقي لقدرة كل فريق على التفوق على منافسه المحلي في محفل قاري، مما سيتطلب جهدًا مضاعفًا وتركيزًا استثنائيًا من اللاعبين والأجهزة الفنية. كما أن مواجهة فريقي زيسكو يونايتد وكايزر تشيفز ستضيف بعدًا آخر من الصعوبة، حيث يمتلك كل منهما أسلوب لعب مختلف ويستفيد من عاملي الأرض والجمهور في مبارياته، خاصة في الرحلات الطويلة إلى زامبيا وجنوب أفريقيا.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن المواعيد النهائية للمباريات في الأسابيع القليلة المقبلة، بعد التنسيق مع الاتحادات الوطنية والأندية المعنية، بما في ذلك جداول مباريات الدوري المحلي لضمان عدم تضارب المواعيد. سيتعين على المدربين واللاعبين التركيز بشكل كبير لضمان تحقيق أفضل النتائج في هذه المجموعة الصعبة، التي ستكون بلا شك واحدة من أكثر المجموعات إثارة وتنافسية في كأس الكونفدرالية لموسم 2025-2026، مع ترقب جماهيري كبير للمواجهات المصرية الخالصة على أرض أفريقيا.





