قطر تجدد دعمها للسلام العادل عقب قمة القاهرة بشأن فلسطين
في أعقاب انعقاد "قمة القاهرة للسلام" في أكتوبر 2023، جددت دولة قطر التأكيد على موقفها الراسخ والثابت تجاه القضية الفلسطينية. ومثّل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بلاده في القمة، حيث عرض رؤية الدوحة لإنهاء الصراع المستمر وشدد على ضرورة التوصل إلى حل دائم وعادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

خلفية انعقاد قمة القاهرة للسلام
جاءت الدعوة لعقد قمة القاهرة للسلام كمبادرة مصرية عاجلة استجابة للتصعيد الخطير في قطاع غزة والمنطقة. هدفت القمة، التي استضافتها العاصمة المصرية، إلى حشد الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع، وإعادة إحياء المسار السياسي لإنهاء الصراع. شارك في القمة عدد من قادة الدول العربية والأوروبية وممثلون عن منظمات دولية وإقليمية، في محاولة لتنسيق المواقف وإيجاد أرضية مشتركة لمواجهة الأزمة الإنسانية والسياسية المتفاقمة.
أبرز نقاط الموقف القطري
خلال كلمته أمام القمة، قدم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رؤية قطر بوضوح، منتقداً ما وصفه بازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع الصراع. ويمكن تلخيص الموقف القطري الذي تم التعبير عنه في النقاط الرئيسية التالية:
- الرفض القاطع لاستهداف المدنيين: شددت قطر على ضرورة حماية المدنيين من جميع الأطراف، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار لإنهاء نزيف الدماء.
 - إدانة محاولات التهجير القسري: أكد الموقف القطري على الرفض التام لأي محاولة لتهجير سكان غزة من أراضيهم، معتبراً ذلك انتهاكاً للقانون الدولي.
 - أهمية المساعدات الإنسانية: دعت قطر إلى فتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة لضمان وصول المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية إلى جميع أنحاء قطاع غزة دون عوائق.
 - التمسك بالحل السياسي: أعادت قطر التأكيد على أن الحل العسكري لن يجلب أمناً أو استقراراً، وأن السبيل الوحيد لتحقيق السلام هو من خلال حل سياسي شامل يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
 
ويأتي هذا الموقف منسجماً مع الدور الدبلوماسي النشط الذي تلعبه قطر كوسيط رئيسي في مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى والمحتجزين، حيث استثمرت علاقاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لمحاولة نزع فتيل الأزمة.
نتائج القمة وتداعياتها
على الرغم من أهمية انعقادها، اختتمت قمة القاهرة للسلام أعمالها دون إصدار بيان ختامي مشترك، وهو ما عكس حجم الخلاف في وجهات النظر بين الدول المشاركة، خاصة بين الدول العربية والغربية، حول قضايا مثل تحديد المسؤولية عن التصعيد وصياغة الدعوة لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، اعتبر العديد من المراقبين أن القمة نجحت في تحقيق هدف مهم، وهو توفير منصة دولية لتأكيد الموقف العربي الموحد الرافض لتصفية القضية الفلسطينية والداعي إلى حماية المدنيين. بالنسبة لقطر والدول العربية، كانت القمة فرصة لإيصال رسالة واضحة للمجتمع الدولي حول خطورة الوضع وضرورة التحرك الفوري.
الأهمية والسياق الأوسع
تؤكد مشاركة قطر الفاعلة في قمة القاهرة على مكانتها كلاعب دبلوماسي محوري في الشرق الأوسط. إن موقفها المعلن لا يعبر فقط عن سياستها الخارجية التقليدية الداعمة للقضية الفلسطينية، بل يعكس أيضاً استراتيجيتها الأوسع التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال الحوار والوساطة. ورغم أن القمة لم تحقق نتائج ملموسة وفورية، إلا أنها شكلت حلقة مهمة في سلسلة الجهود الدبلوماسية المستمرة التي تواصل قطر لعب دور بارز فيها، سعياً للتوصل إلى تهدئة دائمة وحل سياسي ينهي عقوداً من الصراع.