قمة الأحد: استعراض تاريخ مواجهات الأهلي والزمالك في نهائي السوبر المصري
تتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم المصرية والعربية مساء الأحد القادم صوب العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث يستضيف ملعب محمد بن زايد بنادي الجزيرة المواجهة المنتظرة بين قطبي الكرة المصرية، النادي الأهلي ونادي الزمالك، في نهائي كأس السوبر المصري. هذه القمة المرتقبة لا تمثل مجرد لقاء على لقب جديد، بل تعد حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الصراعات الكروية التي حفرت مكانها في ذاكرة الجماهير. ومع اقتراب موعد هذه القمة، يتجدد الشغف لمعرفة ماذا قدم العملاقان في مواجهاتهما السابقة بنهائي السوبر، وكيف شكلت تلك المباريات فصولاً مثيرة في تاريخ البطولة.

خلفية كأس السوبر المصري وأهميتها
كأس السوبر المصري هي بطولة سنوية تجمع بين بطل الدوري المصري وبطل كأس مصر، وفي بعض الأحيان قد تشهد مشاركة وصيف الدوري أو الكأس في حال فاز فريق واحد باللقبين. انطلقت البطولة في عام 2001، وسرعان ما اكتسبت أهمية خاصة كونها تجمع عادةً بين أقوى الفرق المصرية في مباراة واحدة حاسمة. تكتسب المباريات التي يجمع فيها السوبر بين الأهلي والزمالك أهمية مضاعفة، نظراً للحساسية التاريخية والمنافسة الشرسة بين الناديين الأكثر تتويجاً وشعبية في مصر والوطن العربي. هذه المواجهات لا تحدد الفائز بلقب فحسب، بل تمثل أيضاً صراعاً على التفوق المعنوي وكتابة فصل جديد في سجل المنافسة الأزلية.
تاريخ المواجهات المباشرة في نهائي السوبر
شهدت ملاعب مصر والإمارات على مر السنين عدة نهائيات لكأس السوبر المصري جمعت بين الأهلي والزمالك، وكل منها ترك بصمته الخاصة. كان أول لقاء بينهما في نهائي السوبر في عام 2003، في مباراة أقيمت على ستاد القاهرة الدولي. انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي 0-0، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح. حينها، تألق حارس مرمى الأهلي عصام الحضري، لينجح في صد عدد من الركلات ويقود فريقه للتتويج باللقب بنتيجة 3-1 من علامة الجزاء، مسجلاً بذلك أول انتصار أهلاوي على حساب الغريم التقليدي في نهائي السوبر.
بعد ثلاث سنوات، في عام 2006، تجدد اللقاء بين القطبين في نهائي السوبر مرة أخرى على ستاد القاهرة. هذه المرة، تمكن الأهلي من حسم المباراة في وقتها الأصلي بهدف نظيف سجله المهاجم المخضرم عماد متعب. الهدف جاء بعد تمريرة حاسمة، ليؤكد الأهلي تفوقه في مواجهات السوبر المباشرة في تلك الفترة. كانت هذه المباراة شاهدة على قوة الجيل الذهبي للأهلي الذي سيطر على البطولات المحلية والقارية.
توالت المواجهات وشهد عام 2014 نهائي سوبر آخر بينهما، انتهى أيضاً بالتعادل السلبي وحسم بركلات الترجيح. الأهلي عاد ليتوج باللقب بعد فوزه 5-4 بركلات الترجيح، في مباراة شهدت توتراً كبيراً وأداءً دفاعياً قوياً من الجانبين. أظهرت هذه المباراة أن عامل الخبرة والهدوء تحت الضغط يلعب دوراً حاسماً في مثل هذه اللقاءات.
لم يدم التفوق الأهلاوي طويلاً، ففي عام 2017، حانت الفرصة للزمالك لرد الدين. استضاف ملعب هزاع بن زايد في الإمارات العربية المتحدة هذه القمة، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي 0-0. هذه المرة، كان الحظ حليف الزمالك، حيث تألق حارس مرماه محمود جنش في ركلات الترجيح، ليقود فريقه للفوز باللقب بنتيجة 3-1. كان هذا الانتصار مهماً جداً للزمالك، ليس فقط لتحقيق اللقب، بل لكسر سلسلة من عدم التوفيق أمام الأهلي في نهائيات السوبر.
تكرر السيناريو في عام 2019، ولكن هذه المرة في مباراة مثيرة أقيمت أيضاً في الإمارات. انتهت المباراة بالتعادل 0-0، وابتسمت ركلات الترجيح مجدداً للزمالك، الذي فاز 4-3 ليحصد لقباً آخر على حساب الأهلي. هذه المباراة عززت من ثقة الزمالك في قدرته على الفوز بالمواجهات الحاسمة خارج الديار.
شهد عام 2020 (للموسم 2021) مواجهة نارية لم تكن كسابقتها، حيث شهدت أهدافاً غزيرة. في هذه المباراة التي أقيمت في الإمارات أيضاً، انتصر الأهلي بنتيجة 3-2 في مباراة مجنونة. سجل للأهلي محمد مجدي أفشة وعلي معلول (هدفين)، بينما سجل للزمالك أشرف بن شرقي (هدفين). كانت هذه المباراة بمثابة رد قوي من الأهلي، وأكدت أن الفريقين قادران على تقديم كرة قدم هجومية وممتعة، حتى في المباريات الحاسمة.
أما آخر مواجهة بينهما في نهائي السوبر، فكانت في عام 2022 (للموسم 2021-2022)، والتي استضافتها الإمارات مرة أخرى. فاز الأهلي بهذه المباراة بهدفين نظيفين، سجلهما البرازيلي برونو سافيو وكريم فؤاد. هذا الانتصار أعاد الأهلي لتأكيد هيمنته على البطولة، ووسع الفارق في عدد ألقاب السوبر بشكل عام.
دلالات هذه المواجهات وأهميتها
توضح هذه السلسلة من المواجهات أن نهائيات السوبر بين الأهلي والزمالك غالباً ما تكون متكافئة وحاسمة. العديد منها حُسم بركلات الترجيح، مما يشير إلى الندية الشديدة والحرص التكتيكي من جانب المدربين. هذه المباريات لا تمثل مجرد سجلات أرقام، بل هي أحداث تظل محفورة في ذاكرة الجماهير، يتناقلون تفاصيلها وأبطالها من جيل إلى جيل. كل نهائي سوبر بينهما يضيف فصلاً جديداً إلى الرواية الكبرى للكرة المصرية، ويرسخ مكانة هذه القمة كأحد أهم الديربيات في المنطقة.
الاستعدادات لقمة الأحد المقبلة
مع اقتراب قمة الأحد، يدخل الفريقان هذه المواجهة بمعنويات مختلفة وظروف فنية متباينة، لكن الدافع لتحقيق اللقب يظل هو الأقوى. يسعى كل منهما إلى استغلال تاريخه وتجاربه السابقة في نهائيات السوبر لصالحه. الأهلي يطمح لمواصلة تفوقه وتعزيز رقمه القياسي في عدد ألقاب السوبر، بينما يتطلع الزمالك لكسر هيمنة غريمه التقليدي وإضافة لقب جديد يعيد الثقة للفريق وجماهيره. الجماهير تنتظر بفارغ الصبر معرفة أي من العملاقين سيتمكن من إضافة النجمة الذهبية الجديدة إلى شعاره.
في الختام، فإن مباراة الأحد ليست مجرد مباراة كرة قدم؛ إنها حدث يختصر تاريخاً طويلاً من التنافس الشريف والإثارة المتواصلة بين فريقين يمثلان القلب النابض لكرة القدم المصرية. النتائج السابقة في نهائي السوبر تشير إلى أن كل الاحتمالات واردة، وأن الفوز سيكون حليف الفريق الأكثر تركيزاً وإصراراً في اللحظات الحاسمة.





