قمصان نهائي السوبر المصري: الأهلي يرتدي الأحمر والزمالك يعود للأبيض لإنهاء جدل "النحس"
قبيل المواجهة المرتقبة بين قطبي الكرة المصرية، النادي الأهلي ونادي الزمالك، في نهائي كأس السوبر المصري، تصدرت تفاصيل أطقم الفريقين اهتمام الجماهير والإعلام. في تطور يعكس الالتزام بالتقاليد والتصدي للخرافات، أعلن النادي الأهلي تمسكه بقميصه الأحمر التقليدي، بينما اتخذ نادي الزمالك قرارًا بالعودة إلى زيه الأبيض بالكامل، في خطوة تهدف إلى وضع حد للجدل الدائر حول ما يعرف بـ"نحس" القميص الذي لازمه في بعض المباريات الحاسمة.

خلفية المباراة: كلاسيكو الكرة المصرية
تعتبر مباراة الأهلي والزمالك، المعروفة بـ"ديربي القاهرة"، واحدة من أشد المنافسات الكروية في المنطقة والعالم. تجمع هذه المباراة بين أعرق الأندية المصرية وأكثرها شعبية، وتكتسب أهمية مضاعفة كونها نهائيًا على لقب كأس السوبر، الذي يجمع بين بطلي الدوري والكأس (أو وصيف الكأس في حال كان البطل هو نفسه). تقام هذه المباريات عادةً في ملاعب محايدة، وغالبًا ما تستضيفها دول شقيقة كجزء من استراتيجية تسويق الكرة المصرية وزيادة الإيرادات. الفوز في هذا اللقاء لا يعني فقط حصد لقب جديد، بل يمثل أيضًا انتصارًا معنويًا كبيرًا للجماهير واللاعبين، ويمنح دفعة قوية للفريق الفائز في مسيرته خلال الموسم الكروي.
خيارات الأهلي: التمسك بالعراقة الحمراء
لطالما ارتبط النادي الأهلي بقميصه الأحمر الذي يحمل لقب "الشياطين الحمر". في نهائي السوبر المرتقب، سيخوض الأهلي المباراة بزيّه التقليدي المكون من القميص الأحمر، والشورت الأبيض، والجوارب الحمراء. يعكس هذا الاختيار تمسك النادي بتاريخه ورموزه، حيث يعتبر اللون الأحمر جزءًا لا يتجزأ من هوية النادي وتاريخه الحافل بالبطولات. بالنسبة لجماهير الأهلي، يمثل القميص الأحمر رمزًا للقوة والعزيمة والانتصارات، ونادرًا ما يفضل النادي الابتعاد عن هذا الزي الأساسي في المباريات الكبرى، إلا لضرورات تتعلّق بتشابه الألوان مع الفريق المنافس.
قرار الزمالك: إنهاء جدل "نحس" القميص بالعودة للأبيض
في المقابل، اتخذ نادي الزمالك قرارًا بالعودة إلى زيّه الأبيض بالكامل، والذي يتكون من القميص الأبيض والشورت الأبيض والجوارب البيضاء. هذا القرار يحمل في طياته دلالة أعمق تتجاوز مجرد اختيار الزي الرسمي، حيث يأتي في سياق إنهاء جدل طويل دار بين جماهير النادي ووسائل الإعلام حول ما أطلق عليه "نحس القميص".
في فترات سابقة، شهدت بعض مباريات الزمالك الهامة، وخاصة النهائيات، ارتداء الفريق لأطقم بديلة بألوان مثل الأزرق أو الأسود أو حتى ألوان أخرى غير التقليدية. ومع تراجع النتائج أو الخسارة في بعض هذه المباريات، بدأت جماهير الزمالك وبعض المحللين يربطون بين ارتداء هذه القمصان "غير المعتادة" وبين سوء الحظ أو "النحس"، مما أثار نقاشًا واسعًا حول أهمية التمسك باللون الأبيض، الذي يمثل الهوية الأصيلة للنادي.
تتنوع التكهنات حول أسباب نشأة هذا الجدل، لكنها غالبًا ما تعود إلى عوامل نفسية ومعنوية لدى اللاعبين والجماهير. فبالنسبة لكثيرين، يمثل القميص الأبيض النقي رمزًا للبراءة، القوة، والتاريخ العريق للنادي الذي لقب بـ"الفارس الأبيض". العودة إلى هذا الزي في مباراة مصيرية كنهائي السوبر يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على معنويات اللاعبين وثقة الجماهير، كرسالة مفادها أن الفريق يعود إلى جذوره ويسعى لكسر أي حواجز نفسية قد تكون قد تشكلت. يُنظر إلى هذا القرار على أنه محاولة من إدارة النادي والجهاز الفني لاسترضاء الجماهير وتهيئة بيئة إيجابية قبل المباراة الحاسمة.
التأثيرات المتوقعة وردود الفعل
من المتوقع أن يلقى قرار الزمالك بالعودة للزي الأبيض ترحيبًا واسعًا بين جماهيره، الذين يرون فيه بادرة أمل وتفاؤل. هذا التوجه نحو التمسك بالهوية البصرية التقليدية لكل فريق في مثل هذه المواجهات الكبرى يعكس أهمية الجانب النفسي والمعنوي في عالم كرة القدم. فليست الألوان مجرد خيارات جمالية، بل هي جزء لا يتجزأ من تاريخ الأندية وذاكرة جماهيرها، وقد تكون مصدرًا للإلهام أو حتى للتأثير السلبي إذا ما ارتبطت بخرافات معينة.
في النهاية، ورغم كل هذه التفاصيل المتعلقة بألوان القمصان والرمزية التي تحملها، ستبقى الحقيقة الأهم هي أن الفوز في نهائي السوبر سيتوقف على الأداء الفني والبدني للاعبين داخل المستطيل الأخضر، وعلى التكتيك الذي سيتبعه المدربان، وعلى الروح القتالية التي سيظهرها كل فريق. إلا أن هذه التفاصيل المتعلقة بالقمصان تضيف نكهة خاصة وتعمق الارتباط العاطفي بين الأندية وجماهيرها قبل صافرة البداية.





