مع اقتراب مواعيد المباريات النهائية الكبرى، يزداد ترقب الجماهير وتتساءل عن كافة السيناريوهات المحتملة، لا سيما في اللقاءات المصيرية مثل نهائي كأس السوبر. أحد أبرز هذه التساؤلات يدور حول قواعد الحسم في حال انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل. إن فهم هذه الآليات أمر حيوي ليس فقط للمشجعين ولكن أيضًا للأندية المعنية، حيث تؤثر هذه القواعد بشكل مباشر على استراتيجيات اللعب وإدارة المباراة.

خلفية وأهمية قواعد الحسم
تُعد بطولة كأس السوبر، سواء كانت محلية أو قارية، من البطولات المرموقة التي تجمع عادةً بين بطل الدوري وبطل الكأس، أو أبطال البطولات القارية المختلفة. تُقام هذه المباريات على شوط واحد في الغالب، مما يجعل لكل لحظة فيها قيمة كبيرة. ولضمان تتويج فريق واحد بلقب البطولة، يجب أن تكون هناك آليات واضحة لكسر التعادل في حال انتهى الوقت الأصلي بنتيجة سلبية أو إيجابية متساوية بين الفريقين.
تكمن أهمية هذه القواعد في تحقيق العدالة الرياضية ومنع إمكانية تقاسم اللقب، وهو أمر غير معتاد في مباريات الكؤوس النهائية. كما أنها تضيف عنصر الإثارة والتشويق للمشاهدين، حيث ينتظر الجميع معرفة من سيتوج باللقب في نهاية المطاف. هذه القواعد ليست مجرد إجراءات شكلية، بل هي جزء لا يتجزأ من النسيج التنافسي لكرة القدم الحديثة.
آلية الحسم المتبعة
وفقًا للوائح معظم الاتحادات الكروية المنظمة لمباريات الكؤوس النهائية، ومنها بطولات السوبر، يتم اللجوء إلى مراحل محددة لحسم النتيجة في حال التعادل بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة (90 دقيقة). تتضمن هذه الآلية عادةً مرحلتين رئيسيتين:
- الوقت الإضافي (الأشواط الإضافية): إذا انتهى الوقت الأصلي بالتعادل، يتم اللجوء إلى خوض وقت إضافي مقسم على شوطين، مدة كل شوط 15 دقيقة، مع فترة استراحة قصيرة بينهما. يُعد هذا الوقت فرصة إضافية للفريقين لتسجيل هدف الحسم وتجنب الوصول إلى المرحلة التالية الأكثر ضغطًا. الأهداف المسجلة في هذا الوقت تحسم النتيجة بشكل مباشر.
- ركلات الترجيح من نقطة الجزاء: في حال استمر التعادل بين الفريقين حتى بعد انتهاء الوقت الإضافي، يتم الانتقال مباشرة إلى ركلات الترجيح من نقطة الجزاء. يقوم كل فريق بتنفيذ خمس ركلات بالتناوب. والفريق الذي يسجل أكبر عدد من الأهداف من هذه الركلات يكون هو الفائز. إذا استمر التعادل بعد الركلات الخمس الأولى لكل فريق، يتم اللجوء إلى ركلات ترجيح إضافية، ركلة بركلة، حتى يتم حسم النتيجة وتحديد الفائز. هذه المرحلة غالبًا ما توصف بأنها اختبار للأعصاب والتركيز الشديد.
من المهم الإشارة إلى أن بعض المسابقات قد تتبنى قواعد مختلفة، حيث قد يتم اللجوء مباشرة إلى ركلات الترجيح بعد الوقت الأصلي دون خوض وقت إضافي، إلا أن هذا السيناريو أقل شيوعًا في البطولات النهائية الكبرى مثل كأس السوبر، التي تفضل إتاحة فرصة إضافية للعب المفتوح.
تأثير القواعد على الاستراتيجيات والتحضير
إن معرفة هذه القواعد تؤثر بشكل كبير على استراتيجيات المدربين قبل وأثناء المباراة. فالفرق قد تتدرب بشكل مكثف على ركلات الترجيح، وتختار اللاعبين ذوي الخبرة في التسديد والتعامل مع الضغط. كما أن إدارة التبديلات تصبح أكثر أهمية، فقد يحاول المدربون الاحتفاظ ببعض اللاعبين القادرين على صنع الفارق في الوقت الإضافي أو المتخصصين في تنفيذ ركلات الترجيح.
تُظهر التجارب السابقة، مثل المباراة النهائية التي جرت في أوائل عام 2024 وشهدت حسم اللقب بركلات الترجيح بعد مباراة ماراثونية، أن الاستعداد الجيد لكافة السيناريوهات هو مفتاح النجاح. يتطلب الأمر لياقة بدنية عالية وقوة ذهنية لمواصلة الأداء في ظل الضغط المتزايد.
الخاتمة
في الختام، تُعد قواعد الحسم عند التعادل في نهائي كأس السوبر جزءًا أساسيًا من اللوائح المنظمة التي تضمن تتويج بطل واحد وتضفي على المباراة طابعًا دراميًا فريدًا. هذه القواعد، التي تتضمن خوض وقت إضافي وركلات ترجيح في معظم الحالات، لا تضمن فقط نهاية حاسمة للبطولة، بل ترفع أيضًا من مستوى الإثارة والترقب لدى جميع الأطراف المعنية، مؤكدة على أن كرة القدم لا تزال تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت حتى اللحظات الأخيرة.





