قواعد حسم نهائي السوبر المصري بين الأهلي والزمالك في حال التعادل
مع اقتراب موعد القمة المرتقبة في نهائي كأس السوبر المصري للأندية الأبطال بين قطبي الكرة المصرية، النادي الأهلي ونادي الزمالك، جرى عقد الاجتماع الفني الخاص بالمباراة. هذا الاجتماع، الذي أقيم يوم السبت 8 نوفمبر 2025، كان حاسمًا في تأكيد كافة اللوائح التنظيمية والرياضية، لا سيما تلك المتعلقة بالسيناريو المحتمل لانتهاء المباراة بالتعادل في وقتها الأصلي. وقد وفرت التوضيحات الصادرة عن اللجنة المنظمة رؤية واضحة للمسار الذي ستتخذه المباراة في حال تكافؤ النتائج بين الفريقين.

خلفية المباراة وأهميتها
تُعد بطولة كأس السوبر المصري من البطولات المرموقة التي تجمع عادةً بين بطل الدوري وبطل الكأس، وتشكل محطة مهمة في الأجندة الكروية المصرية. تُقام هذه البطولة من مباراة واحدة، مما يضفي عليها طابعًا خاصًا من الإثارة والندية. وتكتسب النسخة الحالية أهمية مضاعفة كونها تجمع بين الأهلي والزمالك، الغريمين التقليديين وأبرز الأندية في تاريخ الكرة المصرية والإفريقية.
المواجهات بين الأهلي والزمالك هي أكثر من مجرد مباريات كرة قدم؛ إنها أحداث رياضية واجتماعية تحبس الأنفاس وتستقطب اهتمام الملايين ليس في مصر فقط، بل في العالم العربي بأسره. الصراع على البطولات بين الناديين يمتد لعقود، وكل نهائي يجمعهما يحمل قيمة تاريخية ومعنوية كبيرة. الفوز في مثل هذه المباريات لا يعني مجرد إضافة لقب جديد لخزائن النادي، بل يمنح دفعة معنوية هائلة وثقة للاعبين والجماهير للمضي قدمًا في بقية الموسم.
وقد شهد الاجتماع الفني، الذي شارك فيه ممثلون عن الأندية الأربعة المشاركة في البطولة (الأهلي والزمالك للمباراة النهائية، وفريقين آخرين لمباراة تحديد المركز الثالث)، حضور ممثلي الجهات الأمنية والطبية والتنظيمية. كان الهدف الأساسي من الاجتماع هو وضع اللمسات النهائية على كافة الترتيبات اللوجستية، وتأكيد الإجراءات الأمنية والطبية، والأهم من ذلك، استعراض وتثبيت اللوائح الفنية التي ستطبق على المباريات، مع التركيز بشكل خاص على كيفية حسم الفائز في حال التعادل في المباراة النهائية.
اللوائح المنظمة لكسر التعادل
أكدت اللجنة المنظمة في اجتماعها الفني اللوائح الخاصة بنهائي كأس السوبر المصري، والتي تختلف عن بعض البطولات الأخرى فيما يتعلق بحسم التعادل. في هذه النسخة من البطولة، تم الإشارة بوضوح إلى عدم وجود وقت إضافي في حال انتهاء المباراة بالتعادل بعد مرور التسعين دقيقة الأصلية. هذا التعديل يهدف إلى تسريع وتيرة الحسم والحفاظ على الإثارة، ويُعد ممارسة شائعة في بعض البطولات ذات المباريات الفردية الحاسمة.
وفقًا لهذه اللوائح، فإن المصير الحتمي للمباراة في حال التعادل بعد الوقت الأصلي هو اللجوء مباشرة إلى ركلات الترجيح من نقطة الجزاء. تُعرف ركلات الترجيح بكونها اختبارًا حقيقيًا للأعصاب والمهارة، وتُضفي دراما فريدة على نهايات المباريات الحاسمة. كل فريق سيقوم بتسديد خمس ركلات بالتناوب، وإذا استمر التعادل بعد ذلك، فسيتم اللجوء إلى ركلات ترجيح إضافية بنظام الهدف الذهبي حتى يتم تحديد الفائز.
تؤثر هذه القاعدة بشكل مباشر على استراتيجيات المدربين، حيث قد يدفعهم ذلك إلى تبني نهج أكثر حذرًا خلال دقائق المباراة الأخيرة، مع التركيز على عدم استقبال الأهداف والوصول إلى ركلات الترجيح. كما تضع هذه اللوائح ضغطًا هائلاً على حراس المرمى واللاعبين المختارين لتنفيذ الركلات، حيث يُصبح العامل النفسي والثبات الانفعالي حاسمين في لحظات الحسم.
سوابق تاريخية وتأثير نفسي
للأهلي والزمالك تاريخ طويل من المواجهات الحاسمة التي انتهت بالتعادل في وقتها الأصلي وذهبت إلى ركلات الترجيح، سواء في نهائيات الكأس أو السوبر أو البطولات القارية. هذه السوابق التاريخية تزيد من الترقب للمباراة القادمة، حيث يتذكر المشجعون سيناريوهات الماضي الدرامية التي حُسمت بركلات الحظ والمهارة. تُشكل هذه الذكريات جزءًا لا يتجزأ من السرد التاريخي للقمة وتضيف طبقة إضافية من الإثارة لأي نهائي محتمل.
تُعد ركلات الترجيح بمثابة معركة نفسية لا تقل أهمية عن المعركة الفنية والبدنية التي تدور على أرض الملعب. إن الضغط الذي يتعرض له اللاعبون عند تنفيذ الركلات، مع آلاف الجماهير المحتشدة وعيون الملايين عبر شاشات التلفاز، يتطلب تركيزًا هائلاً وثقة بالنفس. وتلعب الحالة الذهنية للحارس والمُسدد دورًا محوريًا في تحديد مصير المباراة، مما يجعل من كل ركلة لحظة فارقة قد تحول مجرى البطولة.
الترقب والتأثير
مع تأكيد هذه اللوائح، يزداد ترقب الجماهير للمباراة النهائية. فمعرفة أن التعادل سيقود مباشرة إلى ركلات الترجيح يضمن أن كل دقيقة من المباراة ستحمل معها إمكانية حدوث دراما كروية، سواء بالحسم في الوقت الأصلي أو باللجوء إلى الاختبار الأخير للأعصاب. يتطلع المشجعون إلى مشاهدة أداء يليق بحجم القطبين، مع الأمل في انتصار فريقهم.
يمثل الفوز بكأس السوبر دفعة معنوية قوية للفريق الفائز، ليس فقط كلقب في حد ذاته، ولكن كإشارة إيجابية لبداية قوية للموسم أو استمرارية التفوق. وعلى الجانب الآخر، فإن الخسارة، مهما كان حسمها، تتطلب من الفريق إعادة تقييم وتركيز على التحديات القادمة. لذا، فإن هذه المباراة، بجميع سيناريوهاتها المحتملة، ستكون لها تداعيات كبيرة على مسيرة الفريقين في الموسم الكروي.
في الختام، بينما يستعد الأهلي والزمالك لمواجهتهما الحاسمة في نهائي كأس السوبر، فإن اللوائح الواضحة التي أكدها الاجتماع الفني يوم السبت 8 نوفمبر 2025 تضمن أن الجماهير على موعد مع نهاية حاسمة ومثيرة، سواء جاءت من هدف في الوقت الأصلي أو من خلال الضغط الهائل لركلات الترجيح. هذه الشفافية في القواعد تزيد من الترقب لقمة كروية لا تُنسى.





