كأس أمم أفريقيا: شبح الإصابات يطارد المنتخبات المغاربية.. حكيمي وبلايلي في دائرة الشك
مع اقتراب موعد انطلاق كأس أمم أفريقيا، تتصاعد حالة من القلق في الأوساط الكروية المغاربية، حيث تلوح في الأفق إمكانية غياب عدد من النجوم البارزين عن صفوف منتخباتهم الوطنية. يبرز اسمان بشكل خاص في دائرة الشك: الظهير الأيمن المغربي الدولي أشرف حكيمي والجناح الجزائري المخضرم يوسف بلايلي، وكلاهما يعاني من إصابات قد تحرمهما من المشاركة في هذا المحفل القاري الهام. هذا التطور يضع المنتخبات المعنية تحت ضغط كبير ويثير تساؤلات حول مدى جاهزيتها للبطولة.

أهمية البطولة ومكانة النجوم
تُعد كأس أمم أفريقيا محطة كروية بالغة الأهمية للمغرب والجزائر وتونس، وهي دول تمتلك تاريخًا عريقًا في كرة القدم وطموحات كبيرة في كل نسخة من البطولة. بالنسبة لهذه الدول، لا تقتصر المشاركة على مجرد التنافس، بل هي فرصة للتأكيد على الهيمنة الإقليمية وإسعاد الملايين من الجماهير الشغوفة. كل من حكيمي وبلايلي يمثلان حجر الزاوية في خطط مدربي منتخبيهما؛ فـ أشرف حكيمي، نجم باريس سان جيرمان، يعتبر أحد أفضل الأظهرة في العالم، ويشتهر بقدرته الفائقة على الانطلاق هجوميًا وتقديم الدعم الدفاعي، مما يجعله عنصرًا لا غنى عنه في تشكيلة "أسود الأطلس". أما يوسف بلايلي، فهو صانع ألعاب وجناح مهاري يتمتع بخبرة كبيرة في المواعيد الكبرى، وقادر على فك شفرات الدفاعات بلمساته الساحرة وقدرته على التسجيل، وهو ما يجعله ورقة رابحة للمنتخب الجزائري "محاربي الصحراء". إن توقيت البطولة، الذي غالبًا ما يتزامن مع ذروة الموسم الكروي الأوروبي والمحلي، يزيد من مخاطر تعرض اللاعبين للإرهاق والإصابات، مما يضع الأندية والاتحادات الوطنية في مأزق حقيقي.
تفاصيل الإصابات وتداعياتها المحتملة
في الأيام الأخيرة، تداولت تقارير إعلامية فرنسية أن أشرف حكيمي تعرض لـ إصابة عضلية طفيفة في أوتار الركبة خلال إحدى مباريات فريقه باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي. ورغم أن الفحوصات الأولية أشارت إلى أنها ليست خطيرة للغاية، إلا أن الجدول الزمني لتعافيه لا يزال غامضًا. يتابع الجهاز الطبي للمنتخب المغربي حالته عن كثب، بالتنسيق مع نظيره في النادي الباريسي، على أمل أن يكون جاهزًا للمشاركة في المباريات الافتتاحية للبطولة. ومع ذلك، فإن أي تسرع في عودته قد يعرضه لانتكاسة، مما يزيد من تعقيد الموقف بالنسبة للمدرب وليد الركراكي. غياب لاعب بقيمة حكيمي سيمثل ضربة قوية للطموحات المغربية، التي تسعى لتكرار إنجاز كأس العالم الأخير.
أما بالنسبة لـ يوسف بلايلي، فالمعلومات المتداولة تشير إلى معاناته من مشكلة مزمنة في الركبة، أبعدته عن المشاركة في عدة مباريات مع فريقه مولودية الجزائر في الفترة الأخيرة. على الرغم من أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم لم يصدر بيانًا رسميًا حول مدى جاهزيته للبطولة، إلا أن مصادر مقربة من الجهاز الفني للمنتخب الجزائري تؤكد أنه يخضع لبرنامج علاجي مكثف ومراقبة طبية دقيقة. يُعرف بلايلي بكونه مفتاحًا هجوميًا لا يمكن الاستغناء عنه، وقدرته على خلق الفرص وتسجيل الأهداف الحاسمة. أي غياب له سيفرض على المدرب جمال بلماضي تحديًا كبيرًا لإيجاد البديل المناسب القادر على سد الفراغ الذي سيتركه، خصوصًا وأن الجزائر تطمح لاستعادة لقبها القاري.
لا تقتصر هذه المخاوف على نجمي المغرب والجزائر فحسب، فمنتخبات مغاربية أخرى، مثل تونس، تواجه تحديات مماثلة. تقارير تشير إلى أن "نسور قرطاج" قد يضطرون للتعامل مع إصابات خفيفة وإرهاق يعاني منه بعض اللاعبين الأساسيين، نتيجة الجدول الزاخر للمسابقات المحلية والأوروبية. هذا يؤكد أن تحدي الإصابات يمثل سمة بارزة في كل بطولة كبرى، ويتطلب من الأجهزة الفنية والطبية التعامل بحذر شديد لضمان جاهزية اللاعبين.
تأثير الغيابات على المسيرة الأفريقية
إن الاحتمال الوارد لغياب لاعبين بحجم حكيمي وبلايلي يمتلك القدرة على تغيير ديناميكيات المنافسة في البطولة بشكل كبير. بالنسبة للمغرب، يعتمد أسلوب اللعب على الأجنحة النشيطة والظهيرين المتقدمين، وحكيمي هو الركيزة الأساسية لهذا الأسلوب. غيابه سيؤثر ليس فقط على القوة الهجومية من الجهة اليمنى، بل قد يخلق ضعفًا دفاعيًا في هذا المركز الحيوي. أما في الجزائر، فإن بلايلي يُعد محركًا رئيسيًا للإبداع الهجومي، بقدرته على المراوغة والتمرير الحاسم. غيابه قد يحد من قدرة الفريق على اختراق الدفاعات الصلبة، ويقلل من خيارات المدرب في الثلث الأخير من الملعب، مما قد يضطر بلماضي إلى إعادة النظر في تكتيكاته الأساسية.
على مستوى البطولة ككل، فإن غياب النجوم الكبار قد يقلل من بريق المنافسة ويحرم الجماهير من مشاهدة أفضل المواهب الأفريقية. كما أنه يضع تحديات لوجستية وخططية أمام الأجهزة الفنية التي يتعين عليها إيجاد حلول بديلة سريعة وفعالة. يتصاعد القلق أيضًا بين الجماهير التي تعقد آمالًا عريضة على هؤلاء اللاعبين لقيادة منتخباتهم نحو المجد القاري. إن الاستعداد النفسي للاعبين المتبقين قد يتأثر أيضًا، فالشعور بفقدان عناصر أساسية قد يولد ضغطًا إضافيًا. تبقى الأنظار متجهة نحو التقارير الطبية النهائية التي ستحدد مصير هؤلاء النجوم ومسار منتخباتهم في البطولة المرتقبة.
مع اقتراب صافرة البداية لكأس أمم أفريقيا، تتزايد حالة الترقب والقلق حول الوضع الصحي لنجوم المنتخبات المغاربية. الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه المنتخبات ستتمكن من خوض غمار البطولة بكامل نجومها، أم ستضطر إلى التكيف مع غيابات مؤثرة قد تعرقل مسيرتها نحو اللقب القاري المرموق.





