كأس العالم تحت 17 عامًا: المغرب يتصدر مجموعته بفوز تاريخي (16-0) على كاليدونيا
أحدث المنتخب المغربي لأقل من 17 عامًا ضجة كبيرة في بطولة كأس العالم تحت 17 سنة المقامة في إندونيسيا، وذلك بتحقيقه فوزًا ساحقًا ومذهلاً بنتيجة 16-0 على منتخب كاليدونيا الجديدة. لم يكن هذا الانتصار مجرد ثلاث نقاط للمغرب، بل كان بمثابة دفعة هائلة في ترتيب المجموعة الأولى، مما ضمن له صدارة المجموعة والتأهل المباشر إلى دور الستة عشر من البطولة العالمية. جرى هذا اللقاء الحاسم بتاريخ 14 نوفمبر 2023، على أرضية ملعب جيلورا بونج تومو في مدينة سورابايا الإندونيسية.

خلفية البطولة ومشاركة المنتخب المغربي
تُعد بطولة كأس العالم تحت 17 سنة FIFA 2023 حدثًا كرويًا دوليًا مرموقًا يجمع أفضل المواهب الشابة من جميع أنحاء العالم. وصل المنتخب المغربي لهذه البطولة بعد أداء مميز في كأس الأمم الإفريقية تحت 17 سنة، حيث بلغ المباراة النهائية، مما عكس جودة وإمكانيات الجيل الحالي من اللاعبين المغاربة. وُضع المغرب في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات إندونيسيا (البلد المضيف)، الإكوادور، وكاليدونيا الجديدة. كانت التوقعات عالية للمغرب، خاصة بعد النتائج الإيجابية التي حققها في التصفيات القارية.
من جانب آخر، دخل منتخب كاليدونيا الجديدة البطولة كأحد المنتخبات الأقل خبرة، حيث كانت مشاركته الثالثة في هذا المستوى، وكالعادة، يواجه تحديات كبيرة في التكيف مع المستوى العالمي. غالبًا ما تواجه الفرق من الأوقيانوسيا، بخلاف أستراليا ونيوزيلندا، صعوبات جمة أمام منتخبات ذات تقاليد كروية عريقة، وتكون نتائج مبارياتها غالبًا عالية.
تفاصيل المباراة التاريخية وتأثيرها
شهدت المباراة بين المغرب وكاليدونيا الجديدة سيطرة مغربية مطلقة منذ صافرة البداية وحتى النهاية. سجل اللاعبون المغاربة 16 هدفًا دون رد، وهو ما يُعد واحدًا من أكبر الانتصارات في تاريخ بطولات كأس العالم للفئات العمرية. هذا الرقم القياسي لم يكن مجرد إنجاز عددي، بل عكس الفارق الشاسع في الإمكانيات والتحضير بين الفريقين. الأهداف توالت بشكل مستمر، وشهدت المباراة تألق العديد من اللاعبين المغربيين الذين سجلوا أهدافًا متعددة، بما في ذلك هاتريك للاعب أنس العلوي وثنائيات للاعبين آخرين، مما يؤكد العمق الهجومي للفريق.
كان تأثير هذه النتيجة على ترتيب المجموعة الأولى مباشرًا وحاسمًا. فقبل هذه المباراة، كانت المنافسة على صدارة المجموعة قوية: المغرب كان قد فاز على إندونيسيا وخسر أمام الإكوادور، بينما كانت الإكوادور متصدرة مؤقتًا. لكن الفوز بنتيجة 16-0 أحدث قفزة نوعية في فارق الأهداف للمغرب.
تحليل ترتيب المجموعة بعد الفوز
بعد هذا الفوز الكاسح، أصبح ترتيب المجموعة الأولى على النحو التالي:
- المركز الأول: منتخب المغرب برصيد 6 نقاط وفارق أهداف كبير جدًا (+15).
- المركز الثاني: منتخب الإكوادور برصيد 5 نقاط.
- المركز الثالث: منتخب إندونيسيا برصيد 2 نقطة.
- المركز الرابع: منتخب كاليدونيا الجديدة برصيد 0 نقطة وفارق أهداف سلبي كبير.
بهذه النتائج، ضمن المنتخب المغربي تأهله إلى دور الستة عشر كمتصدر للمجموعة، متفوقًا على الإكوادور بفارق النقاط وفارق الأهداف الكبير. هذا يعني أن المغرب تجنب بعض السيناريوهات المعقدة التي قد تواجه الفرق التي تحتل المركز الثالث، والتي تعتمد على مقارنة أفضل أربعة فرق من أصحاب المركز الثالث في المجموعات الست.
ماذا يعني هذا للمغرب في البطولة؟
تأهل المغرب كمتصدر للمجموعة يمنحه دفعة معنوية كبيرة ويضعه في موقع جيد قبل مباريات خروج المغلوب. فغالبًا ما يواجه متصدرو المجموعات فرقًا تحتل المركز الثاني أو أفضل ثوالث، وهو ما قد يوفر مسارًا نظريًا أسهل نسبيًا في الأدوار الأولى من خروج المغلوب. الأداء الهجومي اللافت في مباراة كاليدونيا الجديدة يبعث برسالة قوية للمنافسين حول قدرات الفريق المغربي التهديفية.
يُعد هذا الإنجاز خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف أبعد في البطولة. سيواجه المغرب الآن تحديات أكبر أمام منتخبات أكثر قوة وتوازنًا، لكنه يدخل هذه المرحلة بزخم كبير وثقة عالية. كما أن هذا الأداء يؤكد على تطور كرة القدم المغربية على مستوى الفئات السنية، ويعد بمستقبل واعد للعديد من اللاعبين الشباب في صفوف الفريق.





