كريم نيدفيد يكشف تفاصيل مقاطعة رمضان صبحي عقب انتقاله لبيراميدز
صرح لاعب النادي الأهلي الحالي، كريم نيدفيد، مؤخرًا بتفاصيل صادمة حول قطع علاقته بزميله السابق وصديقه المقرب، رمضان صبحي، وذلك في أعقاب قرار الأخير بالانتقال إلى نادي بيراميدز. تعود هذه التصريحات إلى فترة قريبة، حيث تحدث نيدفيد في لقاءات تلفزيونية عن موقفه الشخصي من هذه القضية التي أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الكروية المصرية. وقد أشار نيدفيد إلى أن هذه المقاطعة لم تكن سهلة، لكنها كانت ضرورية بالنسبة له للحفاظ على مبادئه المتعلقة بالانتماء والولاء لناديه.

خلفية الأزمة: انتقال رمضان صبحي المثير للجدل
تعود جذور هذه المقاطعة إلى صيف عام 2020، عندما اتخذ اللاعب رمضان صبحي قرارًا مفاجئًا ومثيرًا للجدل بالانتقال من النادي الأهلي إلى نادي بيراميدز. كان صبحي حينها معارًا للأهلي من نادي هيدرسفيلد تاون الإنجليزي، وكانت الجماهير والإدارة الأهلاوية تتوقع إتمام صفقة شرائه بشكل دائم بعد مسيرة مميزة مع الفريق. إلا أن صبحي فضل الانتقال إلى بيراميدز، الذي قدم عرضًا ماليًا أعلى، في خطوة صدمت قطاعًا كبيرًا من جمهور الأهلي ووسائل الإعلام الرياضية. هذا الانتقال لم يكن مجرد صفقة عادية، بل اعتبره الكثيرون، بمن فيهم زملاؤه السابقون، بمثابة خيانة للولاء والانتماء للقلعة الحمراء التي احتضنته وصنعت نجوميته.
كانت العلاقة بين نيدفيد وصبحي تمتد لسنوات طويلة، حيث ترعرعا معًا في قطاع الناشئين بالنادي الأهلي، وتدرجا في الفئات السنية المختلفة، وشاركا في العديد من البطولات مع الفريق الأول ومع المنتخبات المصرية للشباب والأولمبي. كانت صداقتهما معروفة داخل وخارج المستطيل الأخضر، مما جعل موقف نيدفيد أكثر إيلامًا وشجاعة في نظر الكثيرين، خاصة وأن قراره هذا يمثل تضحية بعلاقة شخصية عميقة من أجل مبادئ تتعلق بكيان النادي.
تصريحات نيدفيد حول المقاطعة
أكد كريم نيدفيد في حواراته الأخيرة، التي انتشرت في أواخر عام 2023 وبدايات عام 2024، أنه لم يعد يتحدث مع رمضان صبحي منذ لحظة إتمام انتقاله إلى بيراميدز. أوضح نيدفيد أن قراره هذا لم يكن شخصيًا بحتًا، بل نابعًا من مبادئ راسخة تتعلق بالانتماء والولاء للنادي الأهلي. ولخص نيدفيد أسباب مقاطعته في النقاط التالية:
- الولاء للنادي الأهلي: شدد نيدفيد على أن انتمائه للأهلي يفوق أي اعتبارات شخصية، وأن قرار صبحي بالانتقال إلى منافس مباشر بعد كل ما قدمه له النادي، كان صعب القبول والتعايش معه.
- الشعور بالخيانة: أعرب عن شعوره بأن صبحي خذل النادي والجماهير والزملاء الذين كانوا يرغبون في بقائه، خاصة بعد محاولات الإدارة المستمرة للإبقاء عليه.
- موقف الإدارة: أشار إلى أن إدارة الأهلي بذلت قصارى جهدها للإبقاء على صبحي، وقدمت له عروضًا مرضية، وأن الأخير هو من اتخذ قرار الرحيل بإرادته الحرة بعد تفضيل العروض الأخرى.
- تفضيل المبادئ: أكد نيدفيد أنه فضل الالتزام بمبادئه وقيمه المتعلقة بالوفاء للنادي على حساب استمرارية العلاقة الشخصية، مؤكدًا أن العلاقات الإنسانية يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل لمواقف كل طرف، وأن موقفه كان احترامًا لكيان النادي الذي يمثله.
تعتبر تصريحات نيدفيد انعكاسًا للشعور العام بين لاعبي الأهلي وجماهيره تجاه قضية رمضان صبحي، حيث يرى الكثيرون أن هذه التصرفات تعكس مدى حساسية قضية الولاء في كرة القدم المصرية، خاصة بين الأندية الجماهيرية الكبرى.
السياق والتداعيات
تأتي تصريحات كريم نيدفيد لتسلط الضوء مجددًا على إحدى أكثر صفقات الانتقال إثارة للجدل في تاريخ الكرة المصرية الحديث. يُنظر إلى انتقال رمضان صبحي إلى بيراميدز كقضية اختبار لولاء اللاعبين ومسؤوليتهم تجاه الأندية التي صنعت نجوميتهم. وقد لاقت تصريحات نيدفيد دعمًا واسعًا من قبل جمهور الأهلي، الذي رأى فيها تأكيدًا على المبادئ التي يمثلها النادي وحماية لقيمه.
في المقابل، أثارت هذه التصريحات نقاشًا واسعًا حول طبيعة العلاقات بين اللاعبين المحترفين وحرية انتقالهم، وبين العواطف الجماهيرية ومتطلبات الولاء للنادي. إن موقف نيدفيد يعكس ثقافة كروية مصرية عميقة الجذور، حيث تعتبر الأندية الكبرى مثل الأهلي والزمالك أكثر من مجرد فرق كرة قدم، بل هي كيانات جماهيرية ذات تاريخ وتقاليد عريقة يتوقع من لاعبيها التمسك بها.
الوضع الراهن
عقب عودته إلى النادي الأهلي بعد فترة إعارة قضاها في صفوف سيراميكا كليوباترا، وبعد تعافيه من سلسلة من الإصابات التي أبعدته عن الملاعب لفترات طويلة، يسعى كريم نيدفيد حاليًا لإثبات نفسه واستعادة مكانه الأساسي في تشكيلة الفريق الأحمر، حيث يشارك بانتظام ويقدم مستويات مميزة. بينما يواصل رمضان صبحي مسيرته مع نادي بيراميدز، الذي ينافس بقوة على الألقاب المحلية والقارية، ويحظى فيه بدور قيادي.
تظل قصة مقاطعة كريم نيدفيد لـرمضان صبحي مثالًا حيًا على كيفية تأثير قرارات الانتقال في عالم كرة القدم على العلاقات الشخصية بين اللاعبين، وكيف تتداخل العواطف الجماهيرية والولاء للأندية مع مسارات اللاعبين المهنية، لتشكل جزءًا لا يتجزأ من السرد الكروي في مصر، وتثير تساؤلات حول مدى استمرارية الصداقات في ظل المنافسة الشرسة والولاءات المتغيرة.





