كوبا تستعد لإعصار ميليسا: الرئيس دياز كانيل يشرف على إجلاء مئات الآلاف
أعلنت الحكومة الكوبية حالة التأهب القصوى في المناطق الغربية والوسطى من البلاد، مع اقتراب إعصار ميليسا، الذي يُتوقع أن يضرب السواحل خلال الساعات القادمة. وفي استجابة سريعة للتهديد الوشيك، أشرف الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل شخصيًا على تنفيذ خطط الطوارئ والإجراءات الاحترازية، التي شملت واحدة من أكبر عمليات الإجلاء المنظمة في تاريخ البلاد الحديث، حيث تم نقل أكثر من 735 ألف شخص من المناطق الساحلية المنخفضة والمناطق المعرضة للخطر إلى أماكن آمنة.

استعدادات واسعة النطاق لمواجهة الإعصار
في الساعات الأخيرة، كثفت هيئة الدفاع المدني في كوبا جهودها لضمان سلامة المواطنين وتقليل الأضرار المحتملة. وقد تم تفعيل شبكة واسعة من الملاجئ المؤقتة في المدارس والمباني الحكومية المجهزة لاستقبال العائلات التي تم إجلاؤها. وتضمنت الإجراءات التي تم اتخاذها ما يلي:
- تأمين المحاصيل الزراعية ونقل الماشية إلى مناطق مرتفعة لحمايتها من الفيضانات.
- توزيع إمدادات الطوارئ الأساسية، بما في ذلك المياه المعبأة والمواد الغذائية غير القابلة للتلف والأدوية.
- تعزيز البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات ومحطات الطاقة، وتأمين قوارب الصيد في الموانئ.
- قطع التيار الكهربائي بشكل استباقي في بعض المناطق شديدة الخطورة لتجنب الحوادث أثناء العاصفة.
وأكدت السلطات أن الأولوية القصوى هي الحفاظ على الأرواح، وحثت المواطنين على اتباع التعليمات الرسمية بجدية تامة والبقاء في أماكن آمنة حتى انتهاء الخطر.
تحذيرات من قوة العاصفة وتوقعات المسار
يصنف خبراء الأرصاد الجوية إعصار ميليسا كعاصفة خطيرة، ومن المتوقع أن يزداد قوة قبل وصوله إلى اليابسة. تشير التوقعات إلى أنه سيصاحبه رياح عاتية تتجاوز سرعتها 180 كيلومترًا في الساعة، بالإضافة إلى أمطار غزيرة قد تتسبب في فيضانات واسعة النطاق وانهيارات أرضية. وحذر المعهد الوطني للأرصاد الجوية من ارتفاع منسوب مياه البحر بشكل خطير، مما قد يؤدي إلى حدوث موجات مد عاتية تغمر المناطق الساحلية. وتركزت التحذيرات بشكل خاص على مقاطعات بينار ديل ريو، وأرتيميسا، وهافانا، التي تقع مباشرة في المسار المتوقع للإعصار.
دور القيادة في إدارة الأزمة
لعب الرئيس ميجيل دياز كانيل دورًا محوريًا في تنسيق الاستجابة الوطنية للأزمة. وعقد اجتماعات متتالية مع مجلس الدفاع الوطني ومسؤولي الطوارئ لمتابعة آخر التطورات وضمان تنفيذ الخطط بفعالية. وفي تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الرسمية، شدد الرئيس على أهمية النظام والانضباط في مثل هذه الظروف، واصفًا الليلة بأنها ستكون "صعبة للغاية"، لكنه أعرب عن ثقته في قدرة الشعب الكوبي ومنظومة الدفاع المدني على تجاوز التحدي بنجاح. زياراته الميدانية لبعض مراكز العمليات ساهمت في رفع معنويات فرق الإنقاذ والمواطنين على حد سواء.
السياق والأهمية
تتمتع كوبا بخبرة طويلة في التعامل مع الأعاصير، وقد طورت على مر العقود نظامًا للدفاع المدني يُعتبر من بين الأكثر كفاءة في المنطقة، ويركز بشكل أساسي على الإجلاء الوقائي لحماية الأرواح. تأتي هذه الاستعدادات في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية، مما يضيف عبئًا إضافيًا على الموارد المتاحة. ومع ذلك، تظل حماية المواطنين هي الأولوية الأولى للحكومة. وتراقب المنظمات الدولية والمجتمع الدولي عن كثب تطورات إعصار ميليسا وتأثيره المحتمل على كوبا، مع استعداد لتقديم المساعدة إذا لزم الأمر بعد مرور العاصفة.





