كورييري ديلو سبورت يؤكد: غياب كيفن دي بروين قد يمتد لأربعة أشهر إثر إصابة
كشفت تقارير صادرة عن صحيفة كورييري ديلو سبورت الإيطالية، في سياق تتبعها لأبرز أحداث كرة القدم الأوروبية، عن أن النجم البلجيكي كيفن دي بروين، صانع ألعاب نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، قد يواجه فترة غياب طويلة عن الملاعب تصل إلى أربعة أشهر. يأتي هذا التقدير في أعقاب تعرض اللاعب لإصابة عضلية خلال مباريات فريقه، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذا الغياب على خطط المدير الفني بيب جوارديولا وطموحات النادي في مختلف المسابقات.

خلفية الإصابة وتاريخها
تعرض دي بروين لهذه الإصابة تحديداً في مستهل موسم 2023-2024، وتحديدًا خلال المباراة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز أمام نادي بيرنلي في منتصف أغسطس الماضي. اضطر اللاعب لمغادرة أرض الملعب بعد 23 دقيقة فقط من انطلاق المباراة، لتثير حالته قلقًا كبيرًا بين جماهير السيتي والجهاز الفني. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها النجم البلجيكي لإصابة عضلية من هذا النوع، حيث يعاني دي بروين من تاريخ مع إصابات أوتار الركبة التي أبعدته عن الملاعب في مناسبات سابقة، مما يجعله أكثر عرضة لتكرارها ويستدعي حذرًا خاصًا في برامج تعافيه.
أكدت الفحوصات الطبية الأولية أن الإصابة تتعلق بتمزق في أوتار الركبة الخلفية، وهي إصابة تتطلب عادة فترة تعافٍ طويلة. أشار المدير الفني بيب جوارديولا في تصريحاته الأولية إلى خطورة الإصابة، مرجحًا غياب اللاعب لعدة أشهر، وهو ما أكدته التقارير اللاحقة، بما فيها تقارير كورييري ديلو سبورت التي وضعت تقديرًا يصل إلى أربعة أشهر كحد أقصى لعودته الكاملة.
تأثير الغياب على مانشستر سيتي
يُعد كيفن دي بروين القلب النابض لخط وسط مانشستر سيتي ومحركه الإبداعي الرئيسي. غيابه يمثل تحديًا كبيرًا للفريق على عدة أصعدة:
- الفجوة الإبداعية: يشتهر دي بروين بقدرته الفائقة على صنع الفرص الحاسمة وتقديم التمريرات المفتاحية التي تفكك دفاعات الخصوم. غيابه يقلل من هذا العنصر الحيوي في هجوم السيتي.
 - العمق التكتيكي: يوفر دي بروين مرونة تكتيكية كبيرة لجوارديولا بفضل قدرته على اللعب في مراكز متعددة بالوسط، سواء كلاعب خط وسط متقدم أو صانع ألعاب عميق.
 - ضغط المباريات: يواجه مانشستر سيتي جدولًا مزدحمًا بالمباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، كأس الاتحاد الإنجليزي، دوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية. الغياب الطويل للاعب بحجم دي بروين يضع عبئًا إضافيًا على بقية اللاعبين.
 
في سبيل التكيف مع هذا الغياب، اعتمد جوارديولا على لاعبين آخرين لملء الفراغ، مثل برناردو سيلفا، جوليان ألفاريز، وفيل فودين، بالإضافة إلى الوافد الجديد ماتيو كوفاسيتش. ورغم قدرة الفريق على تحقيق الانتصارات والاستمرارية في الأداء، إلا أن لمسة دي بروين الفريدة كانت غائبة بشكل ملحوظ في بعض الأوقات.
مسار التعافي والعودة المحتملة
خضع دي بروين لعملية جراحية بسيطة في أوتار الركبة في أوائل سبتمبر الماضي لتعجيل عملية الشفاء. تبع ذلك برنامج مكثف للتعافي والتأهيل البدني تحت إشراف الطاقم الطبي لمانشستر سيتي. تضمنت هذه المرحلة جلسات علاج طبيعي وتمارين تقوية مكثفة، مع التركيز على بناء القوة واللياقة البدنية لتجنب تكرار الإصابة قدر الإمكان.
خلال فترة غيابه، ظل اللاعب على تواصل دائم مع النادي، وظهر في بعض التدريبات الخفيفة بشكل فردي مع تقدم مراحل شفائه. كان الهدف دائمًا هو عودته إلى قمة مستواه دون تسرع قد يعرضه لمخاطر جديدة. بدأت تظهر إشارات إيجابية حول عودته المحتملة في أواخر ديسمبر أو مطلع يناير، مما يتوافق مع التقديرات الأولية التي تحدثت عن فترة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر. وفي مطلع عام 2024، بدأ دي بروين بالفعل بالعودة تدريجيًا للمشاركة في مباريات الفريق، بدايةً من الظهور كبديل في بعض المباريات، ومن ثم العودة للمشاركة كأساسي مع تزايد دقائق اللعب.
أهمية الخبر
يعكس هذا الخبر مدى حساسية إصابات اللاعبين الكبار وتأثيرها المباشر على الأندية. بالنسبة للاعب بحجم كيفن دي بروين، الذي يُعد من بين الأفضل في العالم بمركزه، فإن غيابًا يمتد لأربعة أشهر يمثل فترة طويلة جدًا في الموسم الكروي. هذا الغياب لا يؤثر فقط على أداء الفريق الفني والتكتيكي، بل يضع أيضًا عبئًا نفسيًا على اللاعب نفسه الذي يسعى للعودة إلى الملاعب بأسرع وقت ممكن وبأعلى مستوى ممكن.
كما يسلط الضوء على أهمية عمق التشكيلة وإدارة الأحمال البدنية للاعبين لتجنب الإصابات المتكررة، خاصة في الأندية التي تنافس على عدة جبهات. عودة دي بروين سالماً وبكامل لياقته البدنية ستكون بمثابة دفعة قوية لمانشستر سيتي في النصف الثاني من الموسم، في سعيهم للحفاظ على ألقابهم المحلية والقارية.




