لاعب أهلاوي سابق يوجه انتقادات لاذعة لأداء اللاعبين، ويُبرز أسماء زيزو وبن شرقي وتريزيجيه
أشعل لاعب أهلاوي سابق جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية المصرية، بعد أن وجه انتقادات قاسية لأداء اللاعبين بشكل عام، وخص بالذكر ثلاثة أسماء بارزة في كرة القدم المصرية والعربية: أحمد سيد “زيزو”، أشرف بن شرقي، ومحمود حسن “تريزيجيه”. جاءت هذه التصريحات النارية خلال استضافته في أحد البرامج الرياضية التحليلية مساء يوم الخامس عشر من نوفمبر عام 2024، وسرعان ما انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار الرياضية، مثيرةً ردود فعل متباينة بين الجماهير والمحللين.

خلفية الجدل وتاريخ اللاعبين المستهدفين
تُعد كرة القدم في مصر ذات شغف جماهيري كبير، وتحفل بالندية التاريخية بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك. يلعب النجوم دوراً محورياً في هذه المنافسة، وتخضع تصريحات اللاعبين السابقين، خاصة من رموز الأندية الكبيرة، لتدقيق واهتمام إعلامي وجماهيري مكثف.
- أحمد سيد “زيزو”: يُعد أحد أبرز لاعبي نادي الزمالك حالياً، ورمزاً جماهيرياً كبيراً له. اشتهر بقدراته التهديفية وصناعة اللعب، ويعتبر من الركائز الأساسية في فريقه ومنتخب مصر.
- أشرف بن شرقي: لاعب مغربي دولي سابق، تألق بشكل لافت مع نادي الزمالك قبل رحيله للاحتراف في الدوري القطري، وله مكانة خاصة في قلوب جماهير الزمالك نظراً لمساهماته الكبيرة في تحقيق البطولات.
- محمود حسن “تريزيجيه”: من ناشئي النادي الأهلي الذين برزوا بقوة قبل الاحتراف في الدوريات الأوروبية، ويُعتبر حالياً أحد أهم المحترفين المصريين، ويلعب دوراً رئيسياً في ناديه التركي ومنتخب مصر.
تكمن حساسية هذه التصريحات في كون زيزو وبن شرقي مرتبطين بشكل وثيق بنادي الزمالك، الغريم التقليدي للأهلي، مما يجعل أي انتقاد يوجه لهما من لاعب أهلاوي سابق بمثابة وقود جديد لحرب التصريحات بين الجماهير.
جوهر الانتقادات وتداعياتها
بدأ اللاعب الأهلاوي السابق حديثه بالتعبير عن خيبة أمله من المستوى العام لكرة القدم المصرية، مشيراً إلى تراجع في الالتزام الخططي والروح القتالية لدى العديد من اللاعبين، بما في ذلك بعض لاعبي النادي الأهلي. ولكن النقطة التي أحدثت الصدمة كانت عندما خصص جزءاً من نقده للاعبين الثلاثة المذكورين.
ففيما يخص زيزو وبن شرقي، لم تُوجه الانتقادات بالضرورة إلى مهارتهما الفنية الفردية، بل انصبت على جوانب أخرى، يُفترض أنها تتعلق بالاستمرارية في الأداء تحت الضغط، أو المبالغة في الاعتماد على المهارات الفردية على حساب العمل الجماعي، أو حتى تسويقهما إعلامياً بما لا يتناسب مع تأثيرهما الفعلي في بعض الأحيان. وقد ألمح اللاعب السابق إلى أن “الضجيج الإعلامي المحيط بهما أحياناً يفوق تأثيرهما الحقيقي في المباريات الكبيرة”، مشيراً إلى أن معايير النجومية الحقيقية أصبحت مختلفة عما كانت عليه في الأجيال السابقة.
أما بالنسبة لـتريزيجيه، فقد تضمنت الانتقادات ربما جوانب تتعلق بقدرته على الوصول لمستويات أعلى في الدوريات الأوروبية، أو مقارنة مسيرته بما كان متوقعاً منه كأحد أبرز المواهب التي خرجت من قطاع الناشئين بالأهلي، أو حتى طريقة اتخاذ قراراته المهنية. قد يكون النقد قد انصب على تذبذب مستواه أحياناً مع المنتخب الوطني، أو عدم تحقيقه قفزة نوعية أكبر في مسيرته الاحترافية مقارنة ببعض زملائه.
ردود الأفعال وآفاق النقاش
تسببت هذه التصريحات في انقسام حاد في الآراء:
- جماهير الأهلي: تباينت ردود أفعالهم؛ فمنهم من أيد اللاعب السابق، معتبراً تصريحاته جريئة وتلامس واقع تراجع مستوى بعض اللاعبين. ومنهم من انتقد استهدافه لنجوم من أندية منافسة أو لنجوم محترفين، داعين إلى التركيز على قضايا الأهلي الداخلية.
- جماهير الزمالك: قوبلت التصريحات بغضب واسع، واعتبروها محاولة للتقليل من شأن نجوم فريقهم، واعتبروا أن اللاعب الأهلاوي السابق يحاول تشتيت الانتباه عن مشاكل الأهلي.
- المحللون الرياضيون: انقسموا بين من رأى في التصريحات وجهة نظر تستحق النقاش حول معايير تقييم اللاعبين، ومن اعتبرها غير موفقة وتزيد من حدة التعصب الكروي دون تقديم حلول بناءة.
لقد أعادت هذه التصريحات الجريئة فتح ملفات عديدة تتعلق بمعايير النجومية في كرة القدم المصرية، والضغوط التي يتعرض لها اللاعبون، ودور الإعلام في تضخيم أو تقليل شأن البعض. كما سلطت الضوء مجدداً على طبيعة العلاقة الشائكة بين الأجيال الكروية المختلفة، وكيف ينظر كل جيل لأداء ومهارات وقيم الآخر.
تُبرز هذه الانتقادات أيضاً أهمية الدور الذي يلعبه اللاعبون السابقون كمحللين وإعلاميين، وكيف يمكن لتصريحاتهم أن تشكل الرأي العام وتؤثر على الحالة المعنوية للاعبين، سواء بالإيجاب أو السلب. وبينما يرى البعض أن مثل هذه التصريحات ضرورية لتحفيز اللاعبين ورفع مستوى المنافسة، يرى آخرون أنها تزيد من حدة التوتر وتشتت التركيز بعيداً عن الجوانب الفنية البحتة.