ليفربول ينهي سلسلة انتصارات ريال مدريد ويذيقه مرارة الهزيمة الأولى في دوري الأبطال
في مواجهة مثيرة على ملعب "أنفيلد" في وقت سابق هذا المساء، تمكن نادي ليفربول من تحقيق فوز ثمين على ضيفه ريال مدريد بنتيجة هدفين دون رد، ليلحق بحامل اللقب هزيمته الأولى في حملة دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم. وبهذه النتيجة، يضع ليفربول حداً لسلسلة الانتصارات المتتالية للنادي الملكي في البطولة، ويشعل المنافسة من جديد في مجموعته.

خلفية المواجهة
دخل ريال مدريد المباراة وهو المرشح الأبرز لتحقيق الفوز، مدعوماً بسجل مثالي في البطولة الأوروبية وأداء قوي في الدوري المحلي. وكان الفريق الإسباني يسعى لترسيخ صدارته للمجموعة وتوجيه رسالة قوية لبقية المنافسين. وكان الاعتماد كبيراً على خط هجومه الفعال ودفاعه المنظم الذي لم تهتز شباكه كثيراً في المباريات السابقة.
على الجانب الآخر، كان ليفربول يدخل اللقاء بظروف متباينة، حيث كان أداؤه في أوروبا أفضل من نتائجه المحلية المتقلبة. واعتبرت هذه المباراة اختباراً حقيقياً لقدرة فريق المدرب يورغن كلوب على مجاراة الكبار، وفرصة لاستعادة الثقة وتقديم أداء يليق بتاريخ النادي في المسابقة القارية.
تفاصيل وأحداث المباراة
بدأ الشوط الأول بحذر من كلا الفريقين، مع أفضلية نسبية لريال مدريد في الاستحواذ على الكرة ومحاولة بناء الهجمات المنظمة. ومع ذلك، اصطدمت محاولاته بدفاع صلب ومنظم من جانب ليفربول الذي اعتمد على إغلاق المساحات واللعب على الهجمات المرتدة السريعة، لكن دون تشكيل خطورة حقيقية على مرمى الخصم لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
تغير شكل المباراة تماماً في الشوط الثاني، حيث رفع ليفربول من نسق ضغطه الهجومي. وفي الدقيقة 55، نجح النجم المصري محمد صلاح في كسر صمت التعادل بعد تلقيه تمريرة حاسمة، ليطلق تسديدة قوية سكنت الزاوية البعيدة للمرمى. وبعد الهدف، حاول ريال مدريد العودة في النتيجة وكثف من ضغطه الهجومي، مما ترك مساحات واسعة في خطوطه الخلفية.
استغل ليفربول هذه المساحات ليحسم اللقاء بهدف ثانٍ في الدقيقة 82 عن طريق المهاجم داروين نونيز، الذي انفرد بالحارس بعد هجمة مرتدة سريعة ليضع الكرة في الشباك بثقة، مؤكداً انتصار فريقه. وقد أظهرت الإحصائيات النهائية تفوق ليفربول في الفعالية الهجومية رغم استحواذ مدريد على الكرة.
- الأهداف: محمد صلاح (د. 55)، داروين نونيز (د. 82)
- الاستحواذ: ليفربول 42% - ريال مدريد 58%
- التسديدات على المرمى: ليفربول 7 - ريال مدريد 3
أهمية النتيجة وتأثيرها
تكتسب هذه النتيجة أهمية كبرى لكلا الفريقين؛ فهي بالنسبة لليفربول أكثر من مجرد ثلاث نقاط، إذ تمثل دفعة معنوية هائلة وتعيد الفريق بقوة إلى دائرة المنافسة على التأهل للأدوار الإقصائية. أما بالنسبة لريال مدريد، فإن هذه الخسارة تعد بمثابة جرس إنذار يكسر هالة الفريق الذي لا يقهر، ويفرض على المدرب كارلو أنشيلوتي مراجعة بعض الجوانب التكتيكية قبل المواجهات القادمة.
ردود الفعل والتصريحات
في المؤتمر الصحفي بعد المباراة، أشاد مدرب ليفربول، يورغن كلوب، بـ "الانضباط التكتيكي والروح القتالية العالية" التي أظهرها لاعبوه، مؤكداً أن "هذا هو المستوى الذي يجب أن يطمح الفريق للوصول إليه في كل مباراة". من جهته، اعترف كارلو أنشيلوتي بأحقية ليفربول في الفوز، قائلاً: "لقد كانوا الطرف الأفضل الليلة، وعلينا أن نتعلم من هذه الهزيمة ونعود أقوى في المباراة المقبلة".
بهذا الانتصار، يعيد ليفربول ترتيب أوراق المجموعة ويستعد لمواصلة مشواره الأوروبي بمعنويات مرتفعة، بينما سيجد ريال مدريد نفسه أمام تحدي استعادة توازنه بسرعة للحفاظ على طموحاته في الدفاع عن لقبه.