ليلة الفن الأصيل: نجوم الفرقة القومية تحيي زمن الطرب الجميل في الأوبرا المصرية
استضاف المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية أمسية فنية استثنائية أحيتها الفرقة القومية العربية للموسيقى، وذلك في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم الخميس الموافق 6 نوفمبر. جاء هذا الحفل البهيج ليعيد إحياء مجموعة مختارة من أروع أغاني زمن الفن الجميل، مؤكدًا على التزام دار الأوبرا ووزارة الثقافة المصرية بالحفاظ على التراث الفني وإعادة تقديمه للأجيال الحالية والمستقبلية.

خلفية وأهمية زمن الفن الجميل
يمثل “زمن الفن الجميل” فترة ذهبية في تاريخ الموسيقى والغناء العربي، حيث شهدت ظهور عمالقة الفن الذين أثروا المكتبة الموسيقية بأعمال خالدة لا تزال تتردد أصداؤها حتى يومنا هذا. لم تكن هذه الأعمال مجرد أغانٍ، بل كانت تعبيرًا عميقًا عن الوجدان الإنساني، تميزت باللحن العذب، والكلمة الرصينة، والأداء المتقن، ما جعلها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمنطقة. ويعد إحياء هذا التراث جزءًا أساسيًا من خطط وزارة الثقافة المصرية الرامية إلى تعزيز الوعي بالقيمة الفنية لهذه الأعمال، وضمان استمراريتها كجسر يربط بين الأجيال المتعاقبة، تحت قيادة دار الأوبرا المصرية التي كانت برئاسة الدكتور علاء عبد السلام آنذاك.
الفرقة القومية العربية للموسيقى ودورها
تُعد الفرقة القومية العربية للموسيقى إحدى الركائز الأساسية في المشهد الموسيقي المصري والعربي، حيث تضطلع بمهمة الحفاظ على الأشكال الموسيقية التقليدية وتقديمها بأسلوب يحافظ على أصالتها مع لمسة عصرية. تتمتع الفرقة بتاريخ عريق في تقديم روائع الموسيقى العربية الكلاسيكية، وتُسهم بفاعلية في تثقيف الجمهور حول قيمة هذا الفن. وفي هذه الأمسية، تولى قيادة الفرقة المايسترو المتميز الدكتور مصطفى حلمي، الذي أشرف على تقديم الأغاني بدقة واحترافية عالية، ضامنًا وصول روح الطرب الأصيل إلى قلوب الحاضرين.
فقرات الحفل والمطربون المشاركون
تضمن برنامج الحفل باقة من أروع “طربيات” زمن الفن الجميل، تلك الألحان التي طالما أسرت القلوب وعبرت عن أسمى المشاعر. وقد تم اختيار هذه الأعمال بعناية لتعكس التنوع والثراء الفني لتلك الحقبة، مقدمة للجمهور تجربة موسيقية متكاملة. ومن أبرز الأغاني التي صدحت بها أصوات النجوم المشاركين:
- أحضان الحبايب
- ليه يا قلبى ليه
- ليالى الأنس
- مش عوايدك
- بلاش تفارق
- لامونى الناس على حبى
وقد تألق في أداء هذه الدرر الغنائية كوكبة من المطربين الموهوبين، الذين أجادوا التعبير عن عظمة هذه الأعمال بأصواتهم الشجية. شملت قائمة المطربين كلًا من أحمد عصام، منار سمير، أحمد سعيد، إيناس عز الدين، هند النحاس، أشرف وليد، وآيات فاروق. لقد أظهر كل فنان منهم قدرة فائقة على تقديم هذه الأغاني بروحها الأصلية، ما أضفى على الأمسية طابعًا فريدًا من التفاعل والاندماج مع التراث.
الأثر الثقافي والرؤية المستقبلية
تؤكد مثل هذه الأمسيات الفنية على الدور الحيوي لدار الأوبرا المصرية في صيانة الذاكرة الموسيقية للأمة. فمن خلال إحياء “طربيات زمن الفن الجميل”، لا يقتصر الأمر على تقديم حفل موسيقي ممتع فحسب، بل يتعداه إلى ترسيخ الوعي بالتراث الثقافي الغني، وإلهام الأجيال الجديدة للاطلاع على هذا الإرث العظيم وتقديره. إن الجهود المتواصلة للحفاظ على هذا التراث وتقديمه للجمهور تضمن استمرارية الفن الأصيل كجزء لا يتجزأ من النسيج الثقافي المصري والعربي، مما يعزز الهوية ويفتح آفاقًا للإبداع المستقبلي المستلهم من الماضي.





